جزيرة الثعبان .. كيف استعادتها الضفادع الأوكرانية؟
قامت قوات خاصة بتدريب قوات الكوماندوز في أوكرانيا، من أجل استعادة السيطرة على جزيرة الثعبان المعروفة بموقعها الاستراتيجي الهام في البحر الأسود، وفق مصادر في الجيش البريطاني.
فقد دربت وحدة القوارب الخاصة التابعة للقوات البحرية البريطانية، الجيش الأوكراني على استخدام مركبات تشبه غواصات جيمس بوند العميل السري الشهير. وقد أشارت أن هذه المركبات تعرف، باسم الدراجات النارية البحرية وقد تم تصميمها. من أجل نقل جنود الضفادع من وحدة السباحين القتالية ، تحت الماء لمسافات طويلة.
دور غواصات جيمس بوند في استعادة جزيرة الثعبان
فووفق ما جاء في وكالة رويترز، صرحت المصادر أن وحدة القوارب الخاصة، سافرت من مقاطعة دورست، جنوب غرب إنجلترا، إلى أوكرانيا حيث يقع مقرها، لكي تدرب الوحدة البحرية 73 الأوكرانية الخاصة،على استخدام غواصات جيمس بوند، من أجل الانتقال تحت الماء لمسافات طويلة.
وتعتبر هذه الوحدة 73، مثل طرف السيف للقوة المقاتلة التي قامت بالهبوط على جزيرة الثعبان .
كما أضافت: مسح رجال الضفادع الأوكرانيون الساحل للبحث عن الألغام الأرضية، بمساعدة القوات البحرية البريطانية. وبعد ذلك أعطوا إشارة للمجموعة الرئيسية من أجل قتال الحامية الروسية.
دلائل طرد روسيا من الجزيرة وليس انسحابها
ووفق محلل متخصص بالشؤون الأمنية والاستراتيجية، تؤكد مصادر عسكرية ما صرحت به أوكرانيا، أنها قامت بطرد الروس من جزيرة الثعبان، وليس كما زعمت روسيا أنها قررت الانسحاب من الجزيرة كبادرة حسن نية.
والذي أكد ذلك أيضا، هو أن موسكو أطلقت قنابل فسفورية على الجزيرة بعد يوم من انسحابها. مما يؤكد أن القوات الأوكرانية طردت الروس، ولم ينسحبوا سلميا، وأن القنابل كانت نوعا من الانتقام.
إن الجانبين الروسي والأوكراني في حرب، ولن يقرر طرف الإنسحاب من موقع استراتيجي، مثل جزيرة الثعبان من تلقاء نفسه. الانسحاب بعيد تماما عن الواقعية، لأن روسيا تسعى إلى محاصرة أوكرانيا بشكل كامل، وموقع الجزيرة المميز والاستراتيجي، يكشف لها الساحل الأوكراني، مما يمنح روسيا فرصة لضرب ميزات كبيرة.
إن الدول الغربية لا تكتفي فقط، بدعم كييف بالأسلحة الثقيلة، وإنما تقوم أيضا بتدريب الجنود على تنفيذ عمليات خاصة، قد تساعد في رفع معنويات القوات، وبعد ذلك يتم بدء عمليات سريعة ، من أجل استعادة بلديات وقرى سيطرت عليها روسيا، وقد بدأ ذلك فعلا في مقاطعة خيرسون.
جزيرة الثعبان منطقة استراتيجية هامة
رغم مساحة الجزيرة الصغيرة، تعتبر مركز تنافس استراتيجي، لأنها تعطي المسيطر عليها ميزات كبيرة في البحر الأسود.
احتلتها روسيا في اليوم الثاني للحرب الأوكرانية، التي انطلقت شرارتها في 24 فبراير الماضي، وقد نالت اهتماما دوليا واسعا، عندما طلبت سفينة روسية من حرس الحدود الأوكرانيين الاستسلام، ولكنهم رفضوا.
ومنذ ذلك الوقت، وجزيرة الثعبان تتعرض لقصف أوكراني مستمر. فقد هاجم الجيش الأوكراني الجزيرة مرات عديدة، بطائرات حربية وأخرى مسيرة. إلا أنه، عندما وصلت الأسلحة الثقيلة في الأسابيع الأخيرة، زاد القصف عليها، مما أجبر القوات الروسية على الانسحاب.
وكانت الضربة القوية في 21 يونيو الماضي، حيث أعلن الجيش الأوكراني أنه قام بتوجيه ضربة، نحو جزيرة الثعبان بأسلحة ثقيلة مختلفة ، مما كبد الروس خسائر كبيرة ، وفي 17 يونيو، أعلنت القوات البحرية الأوكرانية، أنها تمكنت من ضرب سفينة روسية، كانت محملة بأنظمة دفاع جوي إلى الجزيرة .
وتبلغ مساحة الجزيرة 0.17 كيلومتر مربع، ويبلغ طولها 662، متر وعرضها 440 متر. ويصل ارتفاع أعلى نقطة فيها حوالي 41 متر. وتبعد الجزيرة عن مصب نهر الدانوب مسافة 50 كلم. ويعتبر نهر الدانوب من الأنهار الرئيسية في أوروبا، ويعد أيضا طريقا تجاريا هاما.
كذلك تبعد الجزيرة مسافة تبلغ حوالي 100 كلم، عن مدينة أوديسا. ويفصل بينها وبين ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي، مسافة تبلغ أقل من 200 كيلومتر. وتقع على بعد 300 كيلومتر، من القاعدة الروسية الرئيسية الموجودة في شبه جزيرة القرم.
لجأت رومانيا وأوكرانيا إلى القضاء من أجل تسوية الصراع بينهما للسيطرة على موارد جزيرة الثعبان. وقد أصدرت محكمة العدل الدولية عام 2009، حكمها وقررت أن الجزيرة تابعة للدولة الأوكرانية.
اقرأ أيضا مقالة انتصار أوكرانيا .. سيناريوهات ونظريات واهنة