سياسة

في الحرب الأوكرانية.. أوروبا تقول وروسيا تفعل

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير الماضي، فرضت الدول الغربية في أوروبا العقوبات على روسيا واقتصادها، وقد ظهرت أنها عقوبات قاسية وغير مسبوقة، ورغم تصريحات القادة الغربيين الهائلة، التي لم تتوقف على مدار الساعة، والتي يتوعدون فيها بحصار كل روسي، أو ملاحقته سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى فنيا وثقافيا ورياضيا، إلا أن جميع التقارير الدولية التي تقوم، بإحصاء مكاسب وخسائر الجهات الفاعلة، بعد مئة يوم من اندلاع الأزمة الأوكرانية، تدل على وجود تناقض بين الأقوال والسياسات المعلنة، وبين النتائج والأفعال التي تحققت على أرض الواقع، بشكل واضح، حيث جاءت المقدمات بنتائج عكسية.

روسيا تحقق عائدات ضخمة خلال الحرب الأوكرانية

كان من المفروض أن تؤدي العقوبات الغربية ضد موسكو إلى خنق اقتصادها وخضوعها، وشل قوتها على متابعة حربها ضد أوكرانيا، وارغامها على إنهاء غزوها  لأوكرانيا والحيلولة دون تحقيق أهدافها.

لكن حتى الأن، ما تحقق على أرض الواقع، بشكل فعلي يناقض ذلك إلى حد كبير.

فقد حققت روسيا، عائدات تبلغ 93 مليار يورو من صادرات الطاقة الأحفورية الروسية، في الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي التي قامت خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي على أوكرانيا، بالاستحواذ  على 61 ٪، من صادرات الطاقة الأحفورية.

فقد احتلت ألمانيا  بـ (12.1 مليار)، ثم جاءت بعدها الدولة الإيطالية. بـ (7.6 مليار يورو)، وبالرغم من مناشدات الرئيس الأوكراني، لدول اتحاد أوروبا والتي لم تنقطع أبدا. من أجل إيقاف واردات الطاقة الروسية لحرمان الكرملين من مصدر تمويل حربه من تلك الواردات.

زيادة واردات فرنسا خلال الأزمة الأوكرانية

كما كشفت التقارير مفاجأة ومفارقة كبيرة، وهي ازدياد واردات فرنسا، وبالتالي أصبحت أكبر مستورد للغاز الطبيعي الروسي في العالم.

ولأن عمليات شراء الغاز الروسي، ليست عقود بعيدة المدى، قررت فرنسا عن عمد أن تتزود بالطاقة الروسية، بالرغم من الحرب الأوكرانية، وفق صحيفة CNN.

ووجد خبراء فرنسيون أن هذه الخطوة، عكست تناقضا واضحا بين أقوال باريس وأفعالها، حيث لم يتوقف رئيسها ماكرون عن الاتصال بشكل مستمر بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، وكان في كل مناسبة يعلن أنه سيقوم بدعم أوكرانيا وكان آخر من زار كييف في شهر فبراير قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، وربما يكون أول رئيس أوروبي  يزورها، بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.

والمتوقع أن يقوم رئيس فرنسا، بتمديد رحلته الخارجية ليتوقف في أوكرانيا هذا الأسبوع.

كما أعلن خلال مؤتمر صحفي، أنه من أجل أن تنتهي  الأزمة الأوكرانية، يجب بناء السلام دون إذلال موسكو.

حيث أنه أدرك أن إذلال روسيا لن يتم، إلا عبر إذلال الدول الأوروبية.

تأثيرات الحرب الأوكرانية على دول الاتحاد الأوروبي

جاءت تقارير كثيرة أكدت التأثيرات السلبية للحرب الأوكرانية على دول الاتحاد الأوروبي، ورغم اختلاف التقديرات وتفاوتها حول أثر العقوبات الغربية ضد روسيا على اقتصاد دول أوروبا  الـ 27، فتبدو أنها في أدنى مستوياتها، حيث أن البنك المركزي الأوروبي حذر هذا الأسبوع أن معدلات التضخم في هذا العام، قد تتجاوز 7%،كما تعهد بزيادة في أسعار الفائدة بقدر ربع نقطة  خلال الشهر القادم.

ووفق إحصاءات، فإن النمو الاقتصادي الأوروبي سيتعرض لخسارة في هذا العام. وهذا يعني أن الحرب الأوكرانية، ستقوم بتخفيض نمو أوروبا الاقتصادي من  0.7% إلى 3.7% في العام الجاري.

هذا بالإضافة إلى تكاليف الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي. وزيادة التمويل من خلال الاستدانة، وأيضا كلفة إعادة إعمار أوكرانيا، التي تقدر حتى الآن بقيمة 600 مليار دولار.

ويبقى السؤال.. هل دول أوروبا ستستمر في الأقوال ، بينما تستمر روسيا في الأفعال. وهي التي تمكنت حتى الآن، من إخضاع خمس أراضي الدولة الأوكرانية للسيطرة الروسية.

اقرأ أيضا مقالة إيران وإسرائيل … الرقص على حبال الحرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة