سياسة

حرب فلاديمير بوتين … معركة قد تغير وجه العالم

هل حرب فلاديمير بوتين الرئيس الروسي مجرد غمامة من السحب في سماء صافية؟ 

يبدو هذا القول متخم بالتفاؤل، تتبناه بعض النخب في  الدول الغربية، مثل الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يحرص على عدم إذلال روسيا، لمجرد أن بوتين ارتكب هفوة عابرة. 

حرب الرئيس الروسي … زلزلت النظام العالمي 

لكن حرب فلاديمير بوتين في الحقيقة، قد زلزلت النظام العالمي بأساليب قد تؤثر علينا كلنا، على المدى البعيد. بعد الحرب العالمية الثانية، على مدى سبعة عقود ماضية استند النظام العالمي الحالي، إلى مبادئ ثلاث حافظت على الصرح سليما، رغم أنها لم تكن تراعي على الدوام. 

المبدأ الأول هو القانون الدولي، الذي يرتكز على ميثاق الأمم المتحدة، و 10 آلاف معاهدة، وأغلبية الدول الأعضاء تؤيدها، وعددها  198 دولة. وقد قامت حرب بوتين على أوكرانيا  ، بانتهاك هذا المبدأ بطريقة جوهرية. وحتى الأمم المتحدة لا تستطيع أن تعالج هذه القضية بشكل رسمي، لأن المعتدي عضو في مجلس الأمن، وله حق النقض. بمعنى آخر الملاذ الأخير أغلق أبوابه تماما. 

معركة فلاديمير بوتين … انتهاك مبادئ النظام العالمي 

المبدأ الثاني، هو أن تتوافق الآراء لمصلحة التجارة الحرة التي تخضع، لاتفاقيات ثنائية ودولية. وقد استغرق الأمر، حتى تتحول الاتفاقية العامة للتجارة (الجات) والتعريفات الجمركية إلى منظمة التجارة العالمية، عقودا من المفاوضات على كافة المستويات. وفق صحيفة CNN.

كما تتقاطع الانقسامات الأيديولوجية بين الدول الأكبر حجما، مع دعم العولمة للتدفق الحر، لرؤوس الأموال والسلع وأحيانا للعمالة. وقد تم انتهاك هذا المبدأ أيضا، نتيجة حرب فلاديمير بوتين ، كما يعتبر الحظر الذي قامت بفرضه 40 دولة، على واردات الطاقة الروسية، انتهاكا واضحا.

كما أغلقت روسيا موانئ بحر آزوف، لوقف صادرات أوكرانيا الزراعية، مع انتهاك اتفاقيات دولية عديدة متعلقة بحرية الملاحة. ونرى تركيا تقوم بتخزين القمح والذرة من موسكو وكييف لتقوم ببيعها المحتمل في السوق الرمادية، حسب الاتفاق الضمني الروسي. وكذلك تطورت السوق الرمادية بخصوص النفط الروسي. وحصلت الصين مقابل تبديل الواردات القادمة من إيران على حسومات. 

حرب رئيس روسيا قد تغير وجه العالم 

المبدأ الثالث، عندما قام اقتصاد دول الغرب الكبرى بحماية رأس  المال، ساعد هذا على نشر العولمة في جميع أنحاء العالم. وبعد القيام بالاستيلاء على أموال وأصول أثرياء روسيا، نتيجة حرب فلاديمير بوتين، اهتزت ثقة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهم، بنظام جذب التريليونات والبعض منها، أموال قذرة من روسيا والصين وأوكرانيا، وأكثر من مئة دولة أخرى. إلى البورصات الأمريكية والأوروبية والمصارف. 

عمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الاتجاه  كل ما بوسعه. فقد قام بالاستيلاء على أصول الشركات الغربية الموجودة في روسيا، أو فرض عليها البيع الإجباري ، بجزء قليل من قيمتها الحقيقية. إن  النظام الاقتصادي العالمي يتعرض بشكل مفاجئ لتحديات كثيرة. وكان سابقا يعمل كالساعة، والواقع أن الشركات الغربية، التي كانت تعمل بثقافة المخزون الفارغ، عبر التسليم بشكل مباشر، للأجزاء الصناعية والسلع والمواد الخام بدأت بالاهتزاز إلى حد كبير. 

أخيراً، ربما سببت حرب فلاديمير بوتين الضرر والأذى للعملية  الديمقراطية، حتى في ديمقراطية الدول الغربية. مثل قرار، انضمام  السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، بعد القيام، بمناقشة برلمانية معتدلة. وأيضاً مثل تمويل الحكومات للمقاومة الأوكرانية. وكما نرى إن العراقيل والمشكلات التي نواجهها في الوقت الحالي، أكبر وأعظم  من محاولات إذلال بوتين القيصر. 

اقرأ أيضا مقالة الجيش الأوكراني يزود بالأسلحة الثقيلة لمواجهة روسيا من قبل الولايات المتحدة

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة