سياسة

حرب روسيا وأوكرانيا … روسي يلجأ للغابة المتجمدة لكي لا يشارك في الحرب

الحرب أصبحت واقعا ملموسا عند الروس بعد إعلان التعبئة

حرب روسيا وأوكرانيا .. أعلن الرئيس الروسي بوتين العام الماضي تعبئة جزئية للرجال في روسيا، ويجد “آدام كالينين” أن الخيار الوحيد الذي أمامه هو الانتقال للعيش في الغابة المتجمدة.

 الروسي الهارب من حرب روسيا وأوكرانيا إلى الغابة المتجمدة

كان “آدام كالينين” خبير تكنولوجيا المعلومات، منذ البداية معارضاً للحرب، ولأنه كذلك اضطر أن يقوم بدفع غرامة مالية ويقضي أسبوعين في الحجز، حيث وضع على أحد جدران بنائه السكني عبارة تقول “لا للحرب”.

لذلك عندما قامت روسيا باستدعاء ثلاثمائة ألف رجل لدعم الجيش الروسي والمساعدة في تغيير مسار الحرب، حيث كانت في بداية خسارتها.

و لم يرغب “آدام كالينين” أن ينتظر احتمال إرساله إلى الصفوف الأمامية لقتال الأوكرانيين. حيث لم يكن يريد أن يغادر بلاده بعكس غيره من الروس، والذي يقدر عددهم  بمئات الألوف.

فهناك ثلاثة أمور جعلته يبقى في البلاد، وهي القيود المالية والأصدقاء وشعوره بعدم الارتياح بأن يتخلى عن كل ما يألفه.

قرار الاختباء في الغابة هرباً من المشاركة في حرب روسيا وأوكرانيا

وفق وكالة رويترز، يقول آدام كالينين (اسم مستعار) إن ترك روسيا يعتبر خطوة صعبة بالرغم من أن الأوضاع ليست مريحة جداً، لكنه يجد الرحيل من الناحية النفسية صعب للغاية.

لكي يحصل على الطاقة قام كالينين، باستخدام هوائي مثبت بشجرة من أجل الدخول على شبكة الإنترنت كما يستخدم ألواحا شمسية للطاقة.

وكان يعيش على الطعام الذي تحضره زوجته إليه بشكل دوري، علاوة على ذلك كان يضطر أن يتحمل درجات حرارة تصل إلى 11 درجة مئوية تحت الصفر.

بالإضافة إلى ذلك ،يعتبر آدام الاختباء بعيداً عن الأعين أفضل وسيلة توصل إليها، لتفادي المشاركة في حرب روسيا وأوكرانيا. فإذا  لم تستطع السلطات الروسية  تسليمه أمر الاستدعاء للجيش بصفة شخصية. فهي لن تتمكن من إجباره على الذهاب إلى الحرب للمشاركة في قتل الأوكرانيين.

كيف عاش الروسي الهارب في الغابة المتجمدة؟

يقول الروسي الهارب من حرب روسيا وأوكرانيا “إذا لم تستطيع السلطات أن تأخذني بأيديها وترسلني إلى مكتب التجنيد، فإن ذلك يعتبر بمثابة حماية لي من التعبئة أو المضايقة بنسبة 99%”.

يستمر كالينين في حياته الاعتيادية فهو حتى الآن يعمل في نفس وظيفته لمدة ثماني ساعات يومياً. ولكنه لا يستطيع أن يحصل على مقدار يكفيه للعمل من الطاقة الشمسية خلال فصل الشتاء. لذلك يقوم بتعويض ساعات عمله خلال عطلة نهاية الأسبوع.

غادر زملائه روسيا إلى كازاخستان فور بدء تعبئة الجنود وهم الآن يعيشون هناك. أما تغطية شبكة الإنترنت فهي تغطية جيدة، حيث يحصل عليها من هوائي مربوط بشجرة صنوبر، وتمكنه من إجراء اتصالاته دون أن يواجه أي مشاكل.

يحب “آدام كالينين” أن يقضي وقته بين أحضان الطبيعية، حيث كان سابقاً يخيم في العطل بجنوب روسيا هو وزوجته.

وعندما قرر أن ينتقل للعيش في الغابة بشكل دائم، كانت لديه تقريباً جميع المعدات التي يحتاج إليها.

زوجة الروسي الهارب ودورها الكبير في بقائه على قيد الحياة

تلعب زوجة كالينين دوراً كبيراً في حياة آدام فلولاها لما بقي حتى الآن على قيد الحياة. وقد بقيت معه يومين في المخيم الخاص به خلال عطلة العام الجديد. فهي تقوم بإحضار الإمدادات له كل ثلاثة أسابيع حيث يلتقيان بشكل سريع في مكان متفق عليه، وبعد ذلك يقوم بنقل الإمدادات إلى مكان آمن يذهب إليه كل ثلاثة أيام ليتزود منه.

كما يطهو طعامه باستخدام موقد مصنوع يدوياً، وقوده من الخشب.

لدى هذا الروسي الهارب من حرب روسيا وأوكرانيا، حنطة سوداء وشوفان وشاي وقهوة وسكر. وهو لا يحصل على كفايته من الخضروات والفاكهة الطازجة، لكن طبعاً الأمر جيد نوعاً ما.

 إعلان التعبئة وأثره الكبير على روسيا

كان بوتين قد أعلن في 21 سبتمبر من العام الماضي التعبئة العسكرية بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، والذي استطاعت من خلاله استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

يقول آدام كالينين إن التعبئة ضرورية للوقوف ضد دول الغرب. لكن اعترض الكثيرون في روسيا على ذلك وانتشرت الفوضى على الحدود الروسية وفر مئات الألوف من الرجال الروس.

إن إعلان التعبئة كان له أثر كبيرعلى روسيا، فقبل الإعلان عنها كان المواطنون الروس يواصلون حياتهم بشكل طبيعي، بالرغم من حرب روسيا وأوكرانيا إلا أن التأثير على المجتمع الروسي كان محدودا.

حرب روسيا وأوكرانيا أصبحت واقعاً ملموساً عند الروس بعد إعلان التعبئة

أصبحت حرب روسيا وأوكرانيا واقعاً ملموساً يشعر به الروس بعد إعلان التعبئة. فقد ذهب العديد من الرجال إلى الصفوف الأمامية للحرب خلال فترة قصيرة، ولم يحصل هؤلاء على التدريبات بشكل كافي. كما كانت أسلحتهم رديئة وسيئة الصنع. فالصراع الآن لا يمكن تجاهله أبداً.

ورغم ذلك، الاحتجاج بشكل علني غير وارد أبداً في روسيا، وهذا الأمر انتقدته أوكرانيا والغرب أيضاً. لكن يقول “آدام كالينين” إن الناس خائفون من التظاهر، وهم محقون في ذلك.

كما يضيف خلال الأشهر الستة الماضية أصبحت روسيا دولة دكتاتورية جداً . حيث أنها فرضت قوانين جديدة في فترة قصيرة للغاية، فإذا انتقد شخص حرب روسيا وأوكرانيا علانية فإن الدولة ستلاحقه.

اقرأ أيضا مقالة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد يضعها في متاهة هل تغامر بمكانتها في العالم الإسلامي ؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة