حرب غزة وتكرار نفس السيناريو … ولا أحد تعلم من الدرس
أدى الانسحاب من غزة إلى سلسلة حروب بدلا من الاستقرار والهدنة والهدوء
يتكرر سيناريو حرب غزة بالصوت والصورة. قصف إسرائيلي جوي لمواقع مقصودة في القطاع. وحركة الجهاد الإسلامي تطلق مئات الصواريخ، ولكن هذه المرة على المدن الاسرائيلية ومستوطنات غلاف غزة.
إسرائيل تصدر بيانا بقتل كل من يشكل خطرا عليها، وبيان فلسطيني يرافقه بيان إيراني، من دون سقف يتعهد بإزالة الكيان الإسرائيلي.
دول تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودول تستنكر العدوان الإسرائيلي، منظمات ودول تسعى لوقف النار. قتلى وجرحى في غزة بينهم قادة في حركة الجهاد الإسلامي، وأضرار في إسرائيل. و بالمعنى الاستراتيجي كل شيء على حاله، ولا أحد تعلم من الدرس الذي كُتب على جدار غزة وسواها في حرب غزة.
لا الفلسطيني الذي يؤمن بالمقاومة، لتحرير الأراضي الفلسطينية، يملك خطة حقيقية وفعلية للتحرير. ومقاومة دائمة وليست موسمية، وحسب الظروف خارج المواقف الانتحارية.
ولا الفلسطيني الذي يؤمن بأن التسوية السلمية، هي الحل قادر على جمع أوراق قوة تفاوضية، بدلا من أن يراهن على المجتمع الدولي.
ولا الإسرائيلي المتشدد في تعصبه، باليمين المتطرف الديني والعلماني، يسلّم بأنه غير قادر على ابتلاع فلسطين، والتخلص من الشعب الفلسطيني.
الجديد في حرب غزة… الصواريخ وخطاب إيران
وفق ما جاء في وكالة رويترز، يتحدث قائد حركة الجهاد الإسلامي، زياد نخالة من إيران عن القتال في حرب غزة حتى النصر، وهو يعي تماما دور مصر لترتيب وقف النار.
ولقد أدت الصواريخ إلى تغيير هام في استراتيجيات الحروب، وتحول في دور المقاومة، نادرا الأن هو القيام بعمليات فدائية. كما أيام النضال المسلح، وضمن خطة تدريجية.
وأصبحت القاعدة استسهال المقاومة ضرب الأهداف بالصواريخ عن بعد، والجميع يعرف أن الفلسطينيين بانتفاضة الحجارة، حققوا إنجازا كبيرا، لأنهم عرفوا كيف يواجهون عدوهم في نقطة ضعفه.
كما أن القتال بالصواريخ مع العدو المسلح بالقوة الخشنة، فهي دعوة إلى الهزيمة، بمواجهة العدو في نقطة قوته.
وأيضا الجديد، هو إمساك طهران بالورقة الفلسطينية، وخطابها المستمر عن محو إسرائيل، من على الخريطة.
وأيضا عن توحيد الساحات في جبهة المقاومة، وكل هذه الأمور لم تحدث.
إن جبهة المقاومة التي يمولها ملالي إيران في الواقع، هي ليست من أجل تحرير فلسطين. بل للدفاع عن الدولة الإيرانية ومشروعها الإقليمي.
كل ما صرح به الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري خلال حرب غزة. هو إن إسرائيل أمام طريق مسدود من أجل شن هجوم عسكري على إيران، لأن حزب الله يملك أكثر من مئة الف صاروخ. وهي جاهزة لفتح باب جهنم على إسرائيل.
كما جاء قائد فيلق القدس الجنرال اسماعيل قآني، التابع للحرس الثوري خليفة الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية، ليقول، إن حزب الله يستعد لشن ضربة تمحو الكيان الصهيوني، لكن ذلك غير موضوع على جدول الأعمال، والمشكلة أن إيران في الصراع بين العرب وإسرائيل، وهي التي توظف القضية الفلسطينية في مشروعها. تلعب دورا سلبيا، مما يجعل التسوية صعبة. وهو ما تحتج به إسرائيل، لكي تمتنع عن التنازلات المطلوبة لتحقيق التسوية.
تكرار السيناريو والمعادلات الصعبة في حرب غزة
أدى الانسحاب من غزة إلى سلسلة حروب، بدلا من الاستقرار والهدنة والهدوء. وهو ذريعة لإسرائيل حيث تقول، إن الانسحاب من القدس والضفة العربية، سيؤدي إلى خطر أكبر عليها.
كما أن وضع الفلسطينيين صعب، والذي يزيده صعوبة هو اتباع قيادات كثيرة الاعتماد على الآخرين، وقليلة الكفاءة. وأيضا وضع العالم العربي، وتعقيدات وتشابك المصالح الدولية مع إسرائيل.
كذلك المعادلة أمام الفلسطينيين ثابتة، فهم يقفون على أرض متغيرة في عالم متغير، التعايش مع العدو مستحيل، وطرد المحتل غير ممكن حاليا، وأكثر قول يصح على حرب غزة والمفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، هو ما قاله أينشتاين، “إن تكرار التجربة على نفس المواد، وتوقع نتيجة مختلفة، يعتبر ضربا من الجنون”، أما هنا فتكرار نفس السيناريو هو بوليصة ضمان، للدمار والخراب والبؤس والخطاب الفارغ، وحث الشعب إلى تقديم التضحيات بدلا من القادة.
اقرأ أيضا مقالة قارة أفريقيا … ما هو مستقبل تنظيم القاعدة فيها بعد مقتل الظواهري؟