حركة الجهاد الإسلامي … ماذا يحدث في الداخل؟
تحركات إيرانية لجمع حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس

انتهت المواجهة الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، ووضعت أوزارها، ولكن ظهر سؤال إلى العلن، ما الخفايا التي تحدث داخل حركة الجهاد؟ ولماذا كانت هذه الحركة الوحيدة في مواجهة إسرائيل؟ وهل تركت حركة حماس الجهاد الإسلامي بمفردها حقا؟
كل هذه الأسئلة، ستجد عزيزي القارئ الإجابة عنها في مقالتنا هذه في صحيفة العالم في ثواني، تابع معنا السطور القادمة.
توترات مستمرة داخل حركة الجهاد الإسلامي
يوجد توتر داخل حركة الجهاد الإسلامي يشوبه حذر شديد يرتبط بصنع القرار داخل الجهاد، وقد ظهر ذلك واضحا بعد انتخاب زياد النخالة، وصعود الذين كانوا يراقبون الحدث عن قرب، منذ مرحلة الراحل رمضان شلح الذي كان يعتبر ضابطا لإيقاع الحدث داخل الحركة، وذلك بسبب اعتبارات متعلقة بشخصيته، التي تختلف قليلا عن شخصية المؤسس، من حيث إدارة الملفات الداخلية وعلاقات الحركة بإيران و بالنطاق الإقليمي بشكل خاص.
وفق ما جاء في وكالة رويترز، انعكس ذلك التجاذب والتوتر، قبل المواجهة الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي مع إسرائيل، فهناك تياران التيار الأول يرى الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ردا عليها بسبب تربصها بالقيادات، واستئنافها سياسة الاغتيالات والملاحقات الأمنية، التي جرت فعلا في الساعات الأولى من المواجهة، والعمل على تغيير سياسة التهدئة، التي تتخذها الحركة في دوائرها الأمنية والسياسية المستقرة
والتيار الثاني رأى أن العمل والانتظار بالتنسيق مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية الرئيسية، ضمن نطاق غرفة المقاومة. ووجود تواصل دائم داخل القطاع، وهذا التيار لا يزال موجودا. ولكنه اتجه إلى عدم الاستمرار في المواجهة، والاكتفاء بالأعمال والإنجازات التي تم تحقيقها مع العمل على استغلال قراءة المشهد. من أن حركة الجهاد الإسلامي أصبحت في المواجهة بمفردها. وأن دعم الفصائل الفلسطينية لها لم يعد موجودا على الأرض، بالرغم من كل ما يتم تسويقه سياسيا واعلاميا، في إدارة المواجهة التي بقيت مستمرة عدة أيام، وحملت تفسيرات عديدة خاصة بالجهاد وأغلبها غير صحيح، لأنه يعتبر حرب معلومات مضللة تعتمد عليها إسرائيل، وانساق بعضهم إليها عن جهل بمنهجية صنع القرار داخل الحركة.
مواقف غامضة وإجراءات محددة في الحركة
إن مرجعية ما يجري داخل حركة الجهاد الإسلامي والارتباط بموقفها الأمني والسياسي. أتى في سياق نتائج الانتخابات التي جرت في الحركة، من دون أن تعلن النتائج مثلما تفعل حركة حماس، ويتم فقط الاكتفاء بالإعلان بشكل عام عن الانتخابات.
وقد قامت بالحركة بإجراء انتخاباتها الداخلية للمرة الثانية من تاريخها، من أجل اختيار إطار قيادي وتنظيمي، بانتخاب الأعضاء في قطاع غزة في هذه المرحلة.
وقامت حركة الجهاد بتجديد انتخاب خمسة أقاليم في القطاع، من خلال انتخاب رئيس وسبعة أعضاء لكل إقليم. كما عملت على تغيير نظام العملية الانتخابية كلها، ووضعت شروطا جديدة لمن يسمح لهم بالانتخاب، وأيضا للمرشحين.
لقد كشفت التغيرات الأخيرة بالتأكيد عن إجراءات جديدة، في مستوى المناصب الوسطى في حركة الجهاد الإسلامي وفي الداخل. وخاصة أن الحركة باقية، حتى وإن كانت غامضة في بعض الأحيان، ولم تقم بالإعلان عن الاتجاهات و المواقف من قبل. وكانت سببا للمزيد من حالة عدم الاستقرار، التي جاءت بعد استمرار الأمين العام زياد النخالة في موقعه. لحين يتم انتخاب مجلس الشورى العام للجهاد، ثم انتخاب أعضاء المكتب السياسي وصولا إلى انتخاب الأمين العام.
سيتم إجراء الانتخابات في نوفمبر القادم، والمتوقع عدم تغيير زياد النخالة. الذي كان حريصا على أن تكون مؤسسات الحركة في حالة استقرار. وعدم تصعيد بعض الملاحظات، التي أظهرتها قيادات مهمة في حركة الجهاد الإسلامي.
حيث تتعلق هذه الملاحظات بعلاقات حركة الجهاد بالفصائل الفلسطينية الأخرى، وتحديدا حماس وإيران، كما طالت عدة أمور تتعلق، بالتعامل مع إسرائيل من جهة والسلطة في فلسطين من جهة أخرى، مما أثار عدة إشكاليات مرتبطة باستمرار المواجهة مع إسرائيل، وخصوصا أن مواقف جهاز الشاباك الأمنية المتصاعدة، هي الحث بقوة إلى مراقبة مجمل سياسات حركة الجهاد. إن الذهاب إلى المواجهة الأخيرة، يؤكد عدم التزام الحركة بأية ارتباطات، مثل الذي يحدث بالنسبة إلى حماس، باعتبارها المسؤول الأمني عن قطاع غزة.
وبالتالي فإن أي قرار صادر من حركة الجهاد، هو موقف خاص. ولا يعتبر موقفا عاما يخص حركة حماس أو التنظيمات الأخرى.
تحركات إيرانية لجمع حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس
كان هناك محاولات في مواقيت محددة، مرتبطة بحركة الجهاد الإسلامي وحماس. حيث تسعى إيران لجمع الحركتين معا في منظومة واحدة، والعمل على دمج الحركتين، ليعملا معا. وتم عقد اجتماعات عديدة لكنها لم تأتي بنتيجة أبدا، بل على العكس قامت إيران بزرع حركة صابرون. في داخل قطاع غزة، من أجل منافسة حركة الجهاد، وإحكام السيطرة على الحركة الرئيسة.
اقرأ أيضا مقالة شبه جزيرة القرم المثيرة للجدل .. وقصة طرد التتار المسلمين منها