حقول الغاز … تأهب عسكري وحالة توتر بين إسرائيل ولبنان للسيادة … فهل من اتفاق؟
مزيد من التنازلات الجديدة تعرضها إسرائيل من أجل حقول الغاز ، والجيش يرفع أقصى درجات الجاهزية

تباينت رغبة تل أبيب مؤخراً ، ما بين عقد اتفاق مع لبنان، ينص على رسم الحدود البحرية وبسط سيطرتها على مواقع تواجد “حقول الغاز” ، وبين توقعات “المؤسسة العسكرية” بقيام “حزب الله” بهجمات على الحقول ، لذلك تسعى إسرائيل بالوصول إلى تفاهمات بأسرع وقت.
وما لبث أن وصل “آموس هوكستين” وسيط الولايات المتحدة إلى المنطقة. حتى سارعت إسرائيل بالاستباق وعرض اقتراح ينص على تنازلات ، من أجل المنطقة التي يختلف عليها كلا الطرفين.
ونقلاً عن بعض المسؤولين في إسرائيل ، فإن أي مفاوضات واتفاقات ستتم ، لن تكون شاملة “لحقل كاريش”.
وكان العرض الذي عرضته تل أبيب ، هو التخلي عن بعض المناطق البحرية المعينة التي تتواجد في العمق ، مقابل أن “يتنازل لبنان” عن منطقة بحرية ساحلية.
حالة توتر بين من يهدد و يحذر من أجل حقول الغاز
لم تكتفي إسرائيل بالاقتراح الذي عرضته على “الولايات المتحدة الأمريكية” من أجل “حقول الغاز” ، بل ترافق ذلك مع تحذيرات في أن يقوم “حزب الله” في شن أي هجوم على الحقول من أجل عرقلة المفاوضات. وفق ما جاء في صحيفة CNN.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن رفع أقصى درجات الجاهزية ، مع تلقي “القوة البحرية” لتعليمات من أجل ضمان الحفاظ ، على المناطق المتاخمة لحقول الغاز ، وحمايتها من أي هجوم محتمل ، وذلك لتواجدها قرب “ميناء حيفا” الذي يحتوي على مجمعات “تكرير النفط” و “خزانات الأمونيا”.
كما استغل “بيني غانتس” حملته الانتخابية ، في استخدام “ملف الغاز” كأداة يعرضها ، من أجل رفع مكانته وإظهار قدرته في الدفاع عن إسرائيل وحمايتها “كرجل أمن” ، وأعلن في حديثه مع الإذاعة أنه يرجوا عدم خوض حرب مع لبنان ، من أجل “الحدود البحرية” و “حقول الغاز” ، لأن ذلك سيؤدي إلى مأساة تعاني منها لبنان وشعبها ، وأضاف قائلاً رغم أن إسرائيل مستعدة للحماية والدفاع عن منشآتها ، إلا أنها مستعدة أيضاً للاتفاق مع “لبنان” ، لكن من الممكن أن يكون هناك بعض الجولات القتالية مع الحزب.
وصرح رئيس الاستخبارات السابق “عاموس يدلين” أنه يجب على تل أبيب أن تكون جاهزة لأي حرب يمكن أن تندلع مع لبنان ، وعليها في الوقت ذاته أن تحاول منع التصعيد.
وقام “يدلين” بالتعامل بمنتهى الحذر مع “تهديدات” حزب الله ، وتوقع أن تليها خطوات عسكرية عملية.
ودعا أيضاً إسرائيل في تصريح له ، بأن تقوم باستغلال أي موقف خاطئ يقوم به الحزب. والقيام باستهداف مشاريع حزب الله في “تطوير الصواريخ” ، وهو ما يضمن أن تعزز إسرائيل من ردعها لفترة تص إلى 15 عاماً قادماً على أقل تقدير.
كما طالب بتنفيذ “خطوات عملية” إلى جانب “الرسائل الدبلوماسية” التي توجه إلى (حزب الله) ، تبين فيها إسرائيل أنها على استعداد لأي هجوم عسكري ، وأنها لن ترضخ لأي إملاءات.
وأن الخيار الذي ينوي “حزب الله” اختياره ، سيؤدي إلى دمار حتمي للبنان.
اقتراح حقول الغاز ولبنان ما زالت تنتظر
ما لبث أن كشف عن الاقتراح الذي قدمته إسرائيل بشأن حقول الغاز. حتى بدأت لبنان بالتفاعل مع ملف “التفاوض” ، وركزت على ما يخص “حقل كاريش”.
وقام “مسؤول أمني” في تل أبيب ، بالرد على “مسؤول لبناني” فيما جاء على لسانه ، أن لبنان لم يصله بعد البلاغ الذي قدمته إسرائيل “للوسيط الأمريكي” ، وأن المحادثات ما زالت قائمة بين إسرائيل و واشنطن ، بانتظار أن يقدمه “هوكستين” عند قدومه المرتقب إلى “لبنان”.
وصرح “المسؤول الإسرائيلي” أن هناك أمل في الوصول إلى اتفاق قريب. لكن إذا كان هناك أي تصعيد عسكري ، فسيتم إلغاء كل ما هو متوقع من خطوات.
اقتراح إسرائيل بخصوص الحقول يتسبب بخلافات داخلية
في ظل الانتخابات الإسرائيلية التي سوف تجري في بداية “تشرين الثاني” من أجل (الاستحقاق البرلماني). بدأ كل جانب يتناول الاقتراح الذي قدمته إسرائيل من أجل حقول الغاز ، في شده لصالح حملته في الانتخابات.
كما اختصر في حينها “يائير لبيد” رئيس الحكومة ، أي حديث يخص الموضوع ، خوفاً من الظهور بأنه يقدم تنازلات للبنان.
ووصفت إسرائيل ، أن لبنان قامت بإثارة “أحزاب يمينية”. من أجل أخذ الملف كمعطى يتم به تحريض المبادرين على تقديم الاقتراح. واعتبرت عدة جهات أن “مسودة الاتفاق” فيها من التنازلات ما يؤلم.
كما عبر مسؤول في “الغاز والطاقة” الإسرائيلية ، أن الاقتراح ينم عن استسلام إسرائيلي كامل.
أما عن “المحكمة العليا” في إسرائيل ، فلم تقم بإصدار أي قرار بعد ، في الطلب الذي قدمه “منتدى كهيليت”. والذي كان مضمونه ، تحويل قرار الاتفاق إلى “استفتاء شعبي”. وأن تكشف نتائج ما يحدث من مفاوضات إلى الجمهور.
وأعلنت “المؤسسة السياسية” أنها ستبذل جهودها ، من أجل التوصل إلى اتفاق قبل البدء بمباشرة العمل على استخراج الغاز.
أما “المؤسسة العسكرية” بقيت في حالة جاهزية وتأهب كامل ، حتى يتم توقيع الاتفاق ويتضح الموقف، بخصوص حقول الغاز.
اقرأ أيضا مقالة تفاصيل خطة التكويت لإحلال العناصر الوطنية في الوظائف العامة في البلدية