خطة بوتن الغاز بالروبل… هل ستنجح في كسر عقوبات الغرب؟
طالبت موسكو الدول غير الصديقة أن تدفع ثمن الغاز بالروبل وهذه هي خطة بوتن حيث أعلنت بولندا وبلغاريا أن موسكو ستقوم بإيقاف صادرات الغاز إليها على خلفية حرب روسيا وأوكرانيا التي شنتها القوات الروسية منذ شهرين تقريبا. وجاء هذا القرار بعد أن قررت روسيا أن تقطع الإمدادات عن الدول غير الصديقة في حال لم تدفع بالروبل الروسي مقابل الغاز.
وكذلك أعلنت مجموعة النفط والغاز البولندية بي جي نيغ أن شركة غازبروم أبلغتها بأنها ستوقف اعتبارا من الأربعاء صادراتها إلى بولندا عبر خط أنابيب “يامال” الذي تعمل على تشغيله. ولاحقا قالت وزارة الطاقة البلغارية إن شركة غازبروم قامت بإخطار شركة الغاز المملوكة للدولة في العاصمة صوفيا بأنها ستوقف إمدادات الغاز اعتبارا من الأربعاء.
وارتفع سعر العملة الروسية، الثلاثاء، مقابل الدولار إلى 73 روبلًا لكل دولار واحد، ليحوم حول مستوياته التي كان عليها قبل 24 فبراير عندما قامت روسيا بإرسال عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا.
الغاز بالروبل
أثناء معركة الغاز بالروبل أنجزت موسكو بعض الإنجازات في ملف تصدير الغاز بعملتها الوطنية. وقد أعلن عدد من مشتري الغاز الروسي موافقتهم على تغيير عملة التسديد لتكون الروبل الروسي. وفقا ما صرح به نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك. وتوقع هذا المسؤول أن يتخذ مستوردون آخرون قرار التحول والتغيير إلى استخدام الروبل حسب خطة بوتن.
كما أعلن وزير الاقتصاد الأرميني فاجان كروبيان أن بلاده قامت بتسديد مدفوعات عدة من أجل شراء غاز طبيعي روسي بالروبل. كذلك صرح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو إن بودابست عازمة على دفع مقابل الغاز الروسي باليورو عبر بنك غازبروم.
وقد قال الخبير المصرفي أحمد شوقي: إن بيع الغاز الروسي بالروبل يزلزل عرش الدولار الأميركي. وفسر قوله بأن ذلك سيكون سببا في الضغط على الدولار ويخفض سعره أمام كافة العملات. رويضيف الخبير قائلا: أن روسيا يمكنها أن تتحكم في أسواق الطاقة لأنها تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط قد تكفيها لمدة ثلاثون عاما على الأقل. أما احتياطيات موسكو من الغاز تكفيها حوالي خمسين عاما.
خطة بوتن خطوات دراماتيكية
تسببت العقوبات المكثفة التي فرضها الغرب على الروس في تدمير عملة الروبل. ولكن حققت هذه العملة تعافيا كاملا بعد شهر واحد فقط. والآن يتم تداولها عند المستويات التي كانت عليها قبل الحرب الأوكرانية الروسية. وقالت شبكة “سي إن إن ” مشككة في خطوة تعافي العملة الروسية من خلال موافقة بعض الدول على استيراد الغاز بالروبل ان البنك المركزي الروسي قام باتخاذ خطوات دراماتيكية عندما تدخل في السوق. وعمل على تنفيذ سياسات من أجل منع المستثمرين والشركات من بيع العملة وغير ذلك من الإجراءات.
كما شرحت قولها بأن تعافي الروبل كان من أجل مضاعفة أسعار الفائدة إلى 20 بالمئة. و قد شجّع هذا المدخرين الروس على الاحتفاظ بأموالهم بالعملة المحلية وحسب خطة بوتن صدرت أوامر للمصدرين أن يقايضون 80 بالمئة من عاداتهم من العملات الأجنبية بالروبل بدلا من الاحتفاظ بها بالدولار أو اليورو.وحسب الشبكة الأميركية. إن ربط روسيا تصدير الغاز بالروبل وكذلك النفط للدول غير الصديقة سمح لموسكو أن تقوم باختلاق طلبا وهميا على الروبل.
وقالت المستشارة بالمعهد الروسي للاستشارات “إلينا سوبونينا”. أن “روسيا تستخدم خطوة وقف تصدير الغاز والنفط الخطيرة كورقة ضغط في معركة العقوبات الغربية على روسيا. كما انها وصفت هذه العقوبات بأنها حرب اقتصادية حقيقية بين روسيا ودول الغرب تترأسها أميركا. ليس من أجل حصار موسكو اقتصاديا فقط بل من أجل تغيير النظام الذي يحكم روسيا.
كما ان التأثيرات والتداعيات السلبية لخطة بوتن، تقول إن سيناريو وقف إمدادات الغاز ومنع تصدير الغاز والنفط إلى أوروبا. سيدفع تلك الدول للبحث عن بدائل للطاقة الروسية، وهذا سيؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة لموسكو.
هل تنجح خطة بوتن في كسر العقوبات الغربية؟
وقام مؤخرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بتشجيع الجهات المعنية. وكذلك حثها على تسريع عملية الانتقال إلى العملة الروسية الروبل والعملات الوطنية للدول الشريكة في التجارة الخارجية. كماأكد بوتن أنه رغم كل العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو. مازال الروبل الروسي مستقرا وقد وصف هذه العقوبات بأنها ستضر الاقتصاد الغربي.
إن تعافي سعر صرف الروبل بالرغم من العقوبات الغربية كان بسبب استمرار شراء أوروبا الغاز بالروبل .العلاقات الاقتصادية التجارية بين موسكو مع الصين والبرازيل والهند وبعض الدول العربية والإفريقية.
اقرأ أيضاً غازبروم الروسية تقطع الغاز عن دولتين أوروبيتين