سياسة

خطة مارشال … استراتيجية ألمانيا لدعم أوكرانيا

تعتمد ألمانيا على خطة مارشال، لنفض غبار الحرب عن كييف، والقيام بدعمها من أجل إعادة الإعمار في المستقبل. عدا عن تقديم الدعم العسكري لها خلال حربها مع روسيا في الوقت الراهن.

خطة مارشال … دعم طويل الأمد 

وخلال كلمة ألقاها المستشار الألماني أولاف شولتز، أكد أن استراتيجية ألمانيا، لدعم أوكرانيا يعتمد على خطة مارشال. وهي الدعم طويل الأمد، كما أوضح أن أوكرانيا في المرحلة الحالية، تحصل على الأسلحة التي تحتاج إليها بشكل خاص في هذه الحرب. وأكد أن بلاده ستقوم بإرسال العتاد والسلاح، اليوم وفي المستقبل. 

كما وعد شولتز، بأن يقدم لكييف دعما طويل الأمد، من أجل إعادة الإعمار، بعد الحرب الروسية العدوانية،بقوله إنها مهمة الأجيال. وفق صحيفة CNN

كذلك أضاف، أن هذه الخطة شبيهة بالخطة، التي اعتمدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وهو يقصد بقوله المبادرة الأمريكية التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بموجبها، بتقديم مليارات لمساعدة أوروبا الغربية في إعادة الإعمار والبناء، بعد الحرب العالمية الثانية. 

مفهوم خطة مارشال وبرنامج التعافي الأوروبي 

تم تطبيق خطة مارشال، عقب الحرب العالمية الثانية بهدف مساعدة دول أوروبا المدمرة واعانتها، على إعادة الإعمار. وقامت الولايات المتحدة الأمريكية، برعاية هذا البرنامج. وعمل على رسم معالمه وزير خارجيتها جورج مارشال. في كلمة له قام بالقائها في جامعة هارفارد، عام 1947. وأقرها بعد ذلك الكونغرس الأمريكي، وسميت برنامج التعافي الأوروبي. 

وكانت هذه الخطة تعتمد على عودة اقتصاد دول أوروبية، منها إيطاليا وألمانيا بعد الحرب. وعندما انتهت الخطة عام 1951، كان النشاط الاقتصادي، في الدول التي حصلت على مساعدات قيمتها أكثر من 13 مليار دولار، يفوق مستوياته قبل الحرب. 

ويعود تاريخ خطة مارشال، إلى ازدياد النفوذ السوفيتي خلال الحرب، وتعاظم التوتر بين أوروبا الشرقية والغربية، وأصبحت الشيوعية خطرا يهدد استقرار أوروبا. 

واعتقد السوفييت في المقابل، أن برنامج مارشال، هو محاولة تدخل في شؤون الدول الأوروبية الخاصة. وكانت النتيجة امتناع بعض الدول عن قبول المساعدات الأمريكية، مثل تشيكوسلوفاكيا وبولندا،لأنها تدور في فلك الاتحاد ، وأدى ذلك إلى تخلف اقتصاد الاتحاد  السوفيتي، ولو بشكل جزئي، عن نظرائه في أمريكا وأوروبا الغربية. 

تنفيذ خطة ألمانيا لدعم أوكرانيا

بدأ تنفيذ خطة مارشال، بإرسال شحنات تحمل الأغذية والمواد الأساسية إلى هولندا. ثم تلتها شحنات تحمل المعدات الصناعية، مثل التوربينات والجرارات وآلات التشكيل، المخارط، والوقود الضروري لتشغيل تلك المعدات. 

إن استراتيجية ألمانيا لدعم أوكرانيا، تتمحور حول تقديم مساعدات طويلة الأمد لها، وعلى كافة المستويات سياسيا أوعسكريا أو اقتصاديا. 

كما شهدت السياسة الألمانية تحولا كبيرا، في بداية حرب أوكرانيا، بالأخص ملف السياسات الخارجية، حيث قدمت الدولة الألمانية الدعم المستمر لأوكرانيا، في حربها مع روسيا، وسيبقى الدعم الألماني مستمرا، خلال  المرحلة  المقبلة، وقد يشمل بعد الحرب قطاعات غير عسكرية، من أجل  إعادة الإعمار. 

ولقد عملت موسكو منذ فترة طويلة على إثارة الخلافات بين دول الاتحاد السوفيتي، لإضعاف قوة الاتحاد ، وتبديد التعاون المشترك بين دوله. 

كما تحرص الدولة الألمانية على إيجاد حل سلمي، بين روسيا وأوكرانيا، لمنع إراقة الدماء. ولوقف المعاناة الإنسانية، التي يعيشها القتلى واللاجئين، ولقد سلك المستشار الألماني شولتز جميع الطرق، لإيجاد حل سياسي دبلوماسي بالتعاون مع الدول الأوروبية،  أوكرانيا. كما أكد دعم ألمانيا لأوكرانيا، من خلال تنفيذ خطة مارشال. 

اقرأ ايضا مقالة روسنة خيرسون … هل تقترب من مصير القرم؟

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة