رئيس الوزراء البريطاني الهروب من المشكلات… هل يلغيها
عندما قام رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بجولة دامت ثمانية أيام، وذلك ليتواجد في ثلاث قمم في أسبانيا وألمانيا ورواندا، كان يتمنى أن تقوم أسفاره تلك، بتعزيز وضعه في الداخل، على الأقل، أن تعيد ثقة نواب حزب المحافظين به. وتعمل على تذكيرهم بأهمية شخصيته القيادية، التي ظهرت في ملف حرب أوكرانيا.
هروب بوريس جونسون للإفلات من المساءلة في الداخل
كانت الحرب الروسية الأوكرانية بمثابة نقطة سوداء، على ملف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على الصعيد المحلي، سواء كانت بين أوساط الرأي العام البريطاني، أو بين نواب حزبه. فكان لابد أن يطغى، عامل التعب من الحرب، فيما يبدو أن الصراع قد طال أمده. ولا يمكن على أي حال، أن تغطي الحرب ، أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا، وفضيحة “بارتي غيت”.
من النادر، أن ينجح رئيس الحكومة في الهروب، من متاعب الداخل، عبر السفر إلى الخارج. ولقد اضطر بوريس جونسون، ليتجنب تهمة هروبه من المساءلة، أن يخصص للمقابلات الصحفية ساعات طويلة، خلال قمة رواندا. وكان الغاية منها النفاذ بنفسه، بعد خسارة حزب المحافظين، في اقتراعيين فرعيين.
رغم أن بعض نواب حزب المحافظين، وجدوا أنه كان من واجب، رئيس الوزراء البريطاني، وقف جولته الخارجية وقطعها، ليواجه التطورات في الداخل.
لكنه لو فعل ذلك، وتخلف عن الالتزام، بشعاره الدائم، وهو “تأدية واجبه الرسمي”، لكان زاد الطين بلة.
مواقف رئيس الوزراء البريطاني لم تبهر نظرائه في العالم
إن أفعال ومواقف بوريس جونسون، التي تتعلق بحرب أوكرانيا، استحقت المديح والثناء. لكن لم تبهر هذه المواقف نظرائه من زعماء العالم، فهم لاحظوا في تصرفاته الإزدواجية المثيرة، فهو يسعى في أوكرانيا، إلى الدفاع عن نظام دولي تحكمه القوانين. وبالمقابل يقوم على المستوى الوطني، بتمزيق المعاهدات والقانون الدولي، من خلال فرض قوانين، تمكنه من التملص من بروتوكول إيرلندا الشمالية.
وفي الإطار نفسه ، وفق ما نقلته وكالة رويترز ، إن المستشار الألماني، لا يظهر اهتماما كبيرا بشخصية رئيس الوزراء البريطاني ، وهو مستغرب أنه مازال حتى الأن، في منصبه، حيث يفترض أن يترك السلطة في المستقبل القريب.
كما أن رؤساء العالم والقادة العالميين، يعلمون بما يواجهه كل منهم، من تحديات على المستوى الداخلي. وبوريس جونسون كالبطة العرجاء، ليس له تأثير في الساحة الدولية.
لا يحسد جونسون على موقفه السيء، وهذا الموقف يجعل من المستبعد أن تثمر خطواته. التي تتعلق بإيرلندا الشمالية، كما قال دبلوماسي أوروبي، أن أي تنازلات قد يقدمها الاتحاد الأوروبي. لن تتم في عهد رئيس الوزراء البريطاني، بل في عهد من يأتي بعده، فلماذا يجب علينا أن نقدم التنازلات، له في الوقت الحالي.
كما يحذر أنصار بوريس، من يعتبرونهم من ناحيتهم، أعداء رئيس الوزراء، على المستوى الدولي أو الوطني، من مغبة الاعتقاد أن زمن بوريس العظيم، الذي يملك القدرة على النجاة، في أي ظرف قد انتهى، وهذا سيؤدي للإساءة إليهم.
رئيس الوزراء البريطاني وقمة حلف الناتو في مدريد
حث رئيس الوزراء البريطاني، خلال قمة الناتو، التي تم عقدها في مدريد، شركاء بريطانيا، على زيادة موازنات دفاعهم. وذلك من أجل مواجهة التهديدات الروسية.
مع العلم أن المملكة المتحدة، هي من دول حلف شمال الأطلسي. التي يتم استهدافها، لدفعها إلى تخصيص 2%، من ناتج الدخل الوطني لميزانية الدفاع. ولكن تواجه الحكومة أزمة في هذه الأيام، وقد لا تستطيع تحقيق ذلك مستقبلا.
كذلك بعض القادة الأوروبيين، لا يستسيغون الألفاظ الحادة، التي يتفوه بها رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز ترأس، في الأمور التي تخص الصراع في أوكرانيا، ففي حديث لها مع صحف عديدة، قالت وزيرة الخارجية البريطانية: “الوصول إلى السلام صعب، ولا تزال القوات الروسية تحتل الأراضي الأوكرانية”.
وكررت حديثها، بأنها ترغب بخروج روسيا من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وحديثها هذا غير واقعي لأنه من المستبعد أن يتنازل بوتين، عن أهدافه الغير مشروعة.
اقرا ايضا مقالة أمريكا تصنع عدوا جديدا بعد بيان قمة الناتو