رسالة الغرب لأوكرانيا قبل هجوم الشتاء … “لم يبق الكثير من الوقت”
لا يتوقع الخبراء أن يتوقف الدعم الأوروبي لكييف ولكن لا يستبعدون تخفيفه لأن أوروبا تورطت
لاحت في الأفق جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وكييف، بعد الرسالة التي وجهها الغرب لأوكرانيا أنه “لم يبق الكثير من الوقت”. لتقوم بتغيير مجرى الحرب لصالحها. قبل أن يداهم أوروبا برد الشتاء، وخطر نقص إمدادات الغاز الروسي خلاله.
وقد جاءت إشارة الغرب، للمفاوضات على لسان “رجب طيب أردوغان” رئيس تركيا بعد اجتماعه مع “زيلينسكي” الرئيس الأوكراني والأمين العام للأمم المتحدة” أنطونيو غوتيريش”، في مدينة لفيف الأوكرانية، بقوله إن تركيا مستعدة أن تلعب دور الوسيط أو تقوم بتقديم تسهيلات، من أجل إحياء المفاوضات بين موسكو وكييف.
وقد قال الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” عقب القمة. وهو يحاول أن يبدو صلبا في موقفه، إن المفاوضات مع روسيا ممكنة في حال، قامت روسيا بسحب قواتها من المناطق، التي سيطر عليها الجيش الروسي في بلاده.
رسالة الغرب لأوكرانيا طوق نجاة لدول أوروبا
رسالة الغرب لأوكرانيا، من خلال تركيا التي ستعمل على إحياء المفاوضات بعد توقفها. وصفها الخبراء بأنها طوق نجاة للدول الأوروبية التي تتهمها أوكرانيا، بأنها تتأخر في إرسال الأسلحة إليها، رغم تكبدها خسائر كبيرة أمام روسيا.
وتحرص دول أوروبا، وخاصة ألمانيا وفرنسا على تهدئة الحرب خوفا من قيام بوتين، بقطع إمدادات الطاقة مع زحف الشتاء القارس، وارتفاع أسعار الغاز، واحتمال اندلاع احتجاجات شعبية.وفق وكالة رويترز .
الوقت قليل لتغيير الوضع في الحرب الأوكرانية
بعد رسالة الغرب لأوكرانيا، قالت صحيفة “تلغراف البريطانية” محذرة إن عدم تقدم الجيش الأوكراني في إقليم دونباس و خيرسون في الأشهر الثلاثة القادمة، قد يؤدي لتراجع دعم الدول الغربية لكييف، وعن السبب أوضحت الصحيفة، أنه لم يبق أمام أوكرانيا المزيد من الوقت، لتغيير المشهد في المعركة، حيث أن الشتاء على الأبواب، وسيكون الطقس البارد لصالح روسيا، وذلك لاعتماد دول أوروبا على الغاز الروسي.
إن الزعماء الأوروبيون يسعون جاهدين، للحفاظ على هدوء الشارع الأوروبي، من التظاهرات على قفزة الأسعار المفاجئة . و الخشية من شتاء غير محتمل وغير مسبوق، فلن تكون الميزانية قادرة على تحمل تكاليف، دعم أوكرانيا بالأسلحة. بالإضافة إلى خسارة الجيش الأوكراني، العديد من المناطق.
جاءت زيارة الرئيس التركي “أردوغان” لأوكرانيا، بعد حث روسيا له على التواصل مع رئيس أوكرانيا “زيلينسكي”. ليختار بين أمرين إما الاستسلام أو التفاوض. كما أن “إيمانويل ماكرون” رئيس فرنسا، أخذ بالنيابة عن دول أوروبا ضمانات من موسكو، بعدم التقدم إلى أوروبا الشرقية، إذا ما أوقفت دول أوروبا الدعم لأوكرانيا.
والآن بعد رسالة الغرب لأوكرانيا، أمام دول أوروبا خيار واحد فقط، هو إيقاف دعمها لكييف وتخفيف العقوبات، بالتدريج على روسيا، كي تضمن تدفق الغاز الروسي باستمرار. ومنع انفجار احتجاجات الشعوب الأوروبية.
رسالة الغرب لأوكرانيا.. الانقسام يتزايد
مازلنا نتابع موضوع مقالتنا هذه من موقع العالم في ثواني، رسالة الغرب لأوكرانيا قبل هجوم الشتاء.. لم يبقى الكثير من الوقت :
لا يتوقع الخبراء أن يتوقف الدعم الأوروبي لكييف، ولكن لا يستبعدون تخفيفه، لأن أوروبا تورطت.
وستقوم بتخفيف دعمها لكييف عند حصولها على مكاسب من روسيا، وهذا ما اكتشفته أوكرانيا. فبدأت تسعى لتغيير المعادلة. وذلك بالبحث عن وساطة بينها وبين روسيا بعيدة عن أمريكا وأوروبا.
كما أن الذي يحسم تراجع إمدادات الغرب العسكرية لكييف من عدمه، هو موقف الشعوب في الأيام القادمة. فهل سيكون المواطن الأوروبي، قادرا على تحمل تكاليف الدعم لكييف؟
يقول “ديميتري فيكتوروفيتش”، الخبير الروسي في السياسة الدولية :
لن تضحي الدول الأوروبية برفاهية شعبها، من أجل رئيس أوكرانيا “فولوديمير زيلينسكي”. الذي كان منذ بداية الأزمة الأوكرانية ، حريصاً على الزج بحلف شمال الأطلسي، ليخوض الحرب نيابة عنه ولم يحدث.
ويتوقع الخبير الروسي” فيكتوروفيتش”، أن يكون هناك تراجعاً حاداً في العلاقات بين كييف والغرب، وتقارباً مع روسيا. وتخفيفا للعقوبات التي قامت بتدمير أوروبا، كما في شهادة استطلاعات الرأي في دول الغرب .
وأخيرا، هل ستنجح رسالة الغرب لأوكرانيا، التي بُعثت من خلال تركيا التي ستلعب دور الوسيط بين موسكو وكييف. بتغيير الوضع في الحرب، هذا ما سنعرفه في الأيام المقبلة.
اقرأ أيضا مقالة المعلومات السرية في أمريكا … كيف تصنف وما درجاتها؟