سياسة

روسنة خيرسون … هل تقترب من مصير القرم؟

روسنة خيرسون خطوة روسية جديدة، من أجل إضفاء الطابع الروسي على الأراضي الأوكرانية، التي أصبحت تحت سيطرة الروس. فقد أعلنت القوات الروسية تغيير خاصيات الأبراج التلفزيونية في خيرسون، لتصبح القنوات الروسية متاحة بشكل مجاني. كما سبق هذه الخطوة، استخدام عملة الروبل وفرض اللغة الروسية، وتوسيع عملية تجنيس الأوكرانيين، ومنحهم الجنسية الروسية.

خبراء وحدات بث القوات الروسية غيروا خاصيات بث أبراج خيرسون

تعتبر خيرسون أول مدينة أوكرانية رئيسية، يسيطر عليها الجيش الروسي، وساعد سقوطها على سقوط مناطق جنوب أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع في روسيا ببيان لها يوم الثلاثاء. إن الخبراء الروسيين، غيروا خاصيات آخر برج من بين 7 أبراج ، في منطقة خيرسون، حتى تستطيع القنوات الروسية البث. كما أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن سكان المنطقة الذين يبلغ عددهم مليون، بإمكانهم الآن، مشاهدة القنوات الروسية الرئيسية مجانا، وخاصة القنوات التي تتبع  شركة البث الإذاعي والتلفزيوني، لعموم روسيا الرسمية التي تنقل دائما سياسة الكرملين.

روسنة خيرسون واستفتاء وشيك

وقد نقلت يوم الثلاثاء وكالة تاس الروسية الرسمية، عن مسؤول موالي لروسيا، أن روسيا ستنتهي من روسنة خيرسون، وتقوم بضمها قبل نهاية العام.

وأضاف أنه سيقومون باستفتاء هذا العام، وبعده يتوجهون إلى قادة الاتحاد الروسي، كي يقبلوا انضمامهم إلى روسيا.

كما قال خيرسون كيريل نائب رئيس الإدارة الروسية في خيرسون:  لا توجد خطط لاقامة “جمهورية خيرسون الشعبية” ، مثل مصير إقليمي لوغانسك ودونيتسك في أوكرانيا، لكن يوجد خطط من أجل مطالبة الرئيس فلاديمير بوتين بضم خيرسون إلى الاتحاد الروسي.

كذلك بدوره قال الحاكم أندريه تورتشاك السكرتير في  المجلس العام، لحزب روسيا الموحدة أن بلاده دخلت خيرسون، وستبقى فيها للأبد، ولا يجب أن يكون هناك شك في هذا الأمر، وأكد أن روسيا ستعمل على روسنة خيرسون وتطويرها، ولن يكون هناك رجوع إلى الماضي.

روسنة خيرسون الغنية

قال المحلل ليون رادسيوسيني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أن خيرسون تعتبر أكبر مكسب لموسكو منذ بداية الحرب، وقد كانت هدف رئيسي، وذلك لأنها تعتبر مصدرا لتأمين المياه العذبة إلى إقليم القرم  ، الذي استولت عليه روسيا عام 2014.

كما أضاف المحلل في تصريحات له، نقلتها صحيفة CNN أن موسكو، ستقوم بروسنة خيرسون. وكافة مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، من خلال تغيير الهوية والديمغرافية الاجتماعية والسياسية، في تلك المناطق. بهدف إقامة بيئة مؤيدة، للدولة الروسية بالكامل.

وبعد ذلك ستبسط روسيا، كامل سيطرتها على الساحل الأوكراني، وهو أمر سهل في بعض المدن، التي تعد جزءا من روسيا تاريخيّا.

وقال أيضا أن تقسيم دولة أوكرانيا واضعافها، هو هدف من أهداف روسيا العسكرية، و خيرسون ليست الأخيرة، حيث الخطوة القادمة، ستكون أوديسا العاصمة الساحلية لأوكرانيا، ولها مكانة مميزة عند روسيا، لأنها كانت أهم ميناء في فترة الإمبراطورية الروسية .

كما اعتبر أن روسيا، عملت على خنق اقتصاد أوكرانيا وتجارتها البحرية. وهو ما ينعكس سلبا على دول العالم جميعها،، والضغط على الدول الغربية لترفع العقوبات عن روسيا.

 أهمية ضم خيرسون لروسيا

روسنة خيرسون مهم جدا، لأنها تعتبر ميناء هاما ، على البحر الأسود ونهر دنيبرو، ويبلغ عدد السكان فيها، حوالي 300 ألف نسمة، وهي متاخمة لشبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014.

كما تكمن أهمية هذه المنطقة، في موقعها، حيث  تقع على مصب نهر دنيبرو. وتطل من الجنوب الشرقي على بحر آزوف، وتطل من الجنوب الغربي على البحر الأسود. وهي تشكل حلقة وصل، بين إقليم دونباس شرقي أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد في خيرسون، أكبر ميناء في الدولة الأوكرانية، لبناء السفن في البحر الأسود. وتعد خيرسون مركزا رئيسيا للشحن. وخلال القرن التاسع عشر تطورت هذه المدينة بشكل مطرد. بسبب بناء السفن والشحن وبقيت مركزا رئيسيا لبناء السفن، طوال القرن العشرين.

اقرأ أيضا مقالة  التنين الصيني يعزز وجوده في القرن الأفريقي .. ما هي دوافعه؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة