سياسة

روسيا وإيران و تحذير أمريكي من تقارب الجانبين.. هل تنفرج الأزمة قريبا؟

عقدت الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا، قمة ثلاثية أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران. وجاءت هذه القمة بعد الزيارة، التي قام بها جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط. وتصريحه أنه أمريكا ستبقى موجودة، ولن تترك مكانها لبكين وموسكو.

وقد حذرت الإدارة الأمريكية طهران، من التقارب مع روسيا، بالرغم من العلاقة القوية بين الطرفين منذ أعوام طويلة. لكن لماذا انتقدت أمريكا التقارب الإيراني الروسي آخيرا؟

ناقش الرئيس بوتين أثناء زيارته إلى  إيران ملفات عديدة. بدءا من الحرب السورية إلى اقتراح من منظمة الأمم المتحدة، من أجل استئناف صادرات القمح عبر البحر الأسود. الذي تحاصره روسيا، ولكن التركيز في الزيارة كان حول تمكين العلاقات الروسية والايرانية، وتعميق الشراكة بين البلدين.

اعتراض أمريكا على شراكة روسيا وإيران

زادت الشراكة وتعمقت بين روسيا وإيران. عندما سعت طهران إلى ذلك، وخاصة عندما جاء إبراهيم رئيسي، وإعلان الدولة الإيرانية سياستها الجديدة، بأنها ستتوجه شرقا.

حيث وقعت في آذار عام 2021، اتفاقية مدتها 25 عاما مع الصين. وهي شراكة استراتيجية شاملة، وفي عام 2001، تم توقيع معاهدة  تعاون بين طهران وموسكو مدتها 10 سنوات. وكانت طهران قد أعلنت العام الماضي أنها تناقش مع موسكو، من أجل التوصل إلى شراكة معها مدتها خمس وعشرون عاما.

وفي ظل هذا التعاون، لم تعترض الولايات المتحدة الأمريكية، على أي ملف في هذه الشراكة. ولكن أخيرا قال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة الخارجية الأمريكية، إن طهران وحدت مستقبلها، مع عدد صغير من الدول، والتي كانت في البداية ترتدي لباس الحياد، ولكن في نهاية المطاف، ستدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حربه ضد أوكرانيا.

واعتبر المتحدث أن سلوك إيران، هذا قد يجعلها تابعة لدولة مثل روسيا، ودعاها إلى إقامة علاقات اقتصادية لائقة وجديدة، مع دول أخرى.

عكست تصريحات المتحدث الأمريكي برايس، عدم رضا دولة أمريكا. وذلك بسبب ما أعلنته الإدارة الأمريكية، في الأسبوع الماضي أن روسيا وإيران، اتفقا على صفقة طائرات مسيرة من أجل حرب أوكرانيا، وبالرغم من التناقض الظاهر في موقف واشنطن، الذي انعكس في رفضها العلني، لبيع إيران طائرات الدرون لروسيا، لم تنتقد أمريكا علنا، انتقال تلك الطائرات المسيرة إلى الميليشيات التابعة للدولة الإيرانية، حيث قامت هذه الميليشيات، بمهاجمة منشآت حيوية في الإمارات والسعودية بهذه الطائرات.

هل ستنفرج أزمة الاتفاق النووي قريبا؟

وفق ماجاء في وكالة رويترز، إن موقف إيران أقوى للتفاوض أمام أمريكا، بخصوص العقوبات واستئناف الاتفاق النووي، حيث حذرت وزارة الدفاع الأمريكية بشكل علني إيران، من القيام بنقل مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا، من أجل استخدامها في الحرب الروسية الأوكرانية.

وقد قامت وفود من روسيا بزيارة مطار كاشان في جنوب طهران مرتين خلال شهر، للإطلاع على طائرات من دون طيار، شاهد – 191،وشاهد 129. اللتين بالإمكان  تجهيزهما بصواريخ دقيقة الهدف.

ورغم أن روسيا وإيران تحاولان إقامة علاقات استراتيجية كبيرة، تحت ضغط العقوبات التي فرضتها أمريكا عليهما، إلا أن إيران تحاول أن تستخدم روسيا، كورقة مساومة مع الدول الغربية. رافضة المبادرات الروسية العسكرية، مقابل أن يتم تخفيف العقوبات.

لهذا، قد نتوقع انفراج قريب، في المفاوضات بين أمريكا وإيران، بخصوص الاتفاق النووي،

لن تتجاهل إيران، أنه عندما انتهى  حظر مجلس الأمن  الدولي، على شحنات الأسلحة التقليدية، في أكتوبر عام 2020. لم تبع روسيا ابدا طائرات مقاتلة Su-35 وطائرات تدريب Yak-130 ودبابات T-90، أو نظام دفاعي صاروخي أرض جو، أو نظام دفاعي صاروخي ساحلي.

كما أنها لن تتجاهل موقف موسكو فى بداية اندلاع الحرب الأوكرانية، عندما لمحت بإمكانية إيقاف مفاوضات الاتفاق النووي معها.

أي أنه في ظل علاقة الصداقة، التي تتسم بها علاقات روسيا وإيران، بالتأكيد أن طهران لن تتخلى عن علاقتها بالمركز الشرقي المناهض لأمريكا ، لكنها لن تضحي بالمساومة مع واشنطن ، من أجل رفع العقوبات حتى تتمكن من التوجه نحو أوراسيا.

اقرأ أيضا مقالة إسرائيل .. بايدن يعزز مكانتها عسكريا وتكنولوجيا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة