روسيا والغرب …. الغاز الجزائري بين المطرقة والسندان
مازلنا نتابع أخبار روسيا والغرب في موقع العالم في ثواني واليوم أصبح الغاز الجزائري مصدرا أمنا للدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا إلى ألمانيا وإسبانيا، وذلك لتعويض انقطاع الغاز الروسي. والآن تستعد العاصمة برلين وفقا لشركة “ونترشال ديا” الألمانية للحصول على حصة شركة “إديسون” الأميركية في حقل “رقان نورد” الجزائري بقيمة تبلغ 100 مليون دولار،والمعروف أن العاصمة الألمانية تستورد حوالي 55٪ من الغاز الروسي.
كما أن الخوف الأوروبي من قطع الغاز الروسي و اللجوء إلى الغاز الجزائري قد يضع الجزائر بين المطرقة والسندان. وستكون بين اختيار صعب بين روسيا والغرب. هل ستختار المربع الروسي أم أنها ستنحاز لأوروبا والغرب؟
تعتبر الجزائر المصدر الإفريقي الأول للغاز والسابع على مستوى العالم. وزيادة استهلاك الغاز الجزائري محليا والبنية التحتية هما السبب في عرقلة زيادة صادراتها.
تهافت الدول الأوروبية على الغاز الجزائري
تعمل شركات طاقة أجنبية عديدة في الجزائر، وفق عقود تقاسم الإنتاج مثل إيني الإيطالية، وتوتال إنيرجي الفرنسية وإيكونور النرويجية. كما أن إيطاليا التي تلقّت إمدادات غاز من الجزائر في عام 2021 حوالي 21 مليار متر مكعب. وكانت قد تلقت حوالي 29 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، قامت بتوقيع اتفاقاً. من أجل زيادة مشترياتها حوالي 9 مليارات متر مكعب إضافية في كل عام. خلال عامي 2023 و2024، وهو ما يعادل 12 في المئة من استهلاكها من الغاز العام الماضي.
وبحسب وكالة “بلومبيرغ” للأخبار، فإن الجزائر تعتبر موردا رئيسيًا للغاز لكل من إيطاليا وإسبانيا، وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج. ما قد يجعلها أداة للحد من اضطرابات سوق الغاز. وتعد شركة “ونترشال ديا” الألمانية من أبرز الشركات الناشطة بقطاع النفط الجزائري منذ 2002. حيث أصبحت من شركاء مشروع “رقان نورد” الذي يحتوي على ست حقول غاز و تسعة عشر بئرا تنتج 2.8 مليار متر مكعب سنوياً. والمتوقع أن يستمر في الإنتاج إلى 2041.
ويعتبر الغاز الجزائري المورد الرئيسي للغاز لكل من إيطاليا وإسبانيا. والمصدر الثالث للغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي بعد الغاز الروسي مما يجعله أداة للتخفيف من أزمة الغاز بين روسيا والغرب. وذلك حسب وكالة “بلومبيرغ” للأنباء. كما أن شركة “ونترشال ديا” الألمانية تعتبر من أهم الشركات الناشطة الكبيرة الشركات في قطاع النفط الجزائري منذ 2002. وذلك لأنها من شركاء مشروع “رقان نورد” الجزائري والذي يحتوي على ست حقول غاز و19 بئرا تنتج سنويا 2.8 مليار متر مكعب من الغاز . والمتوقع أن يستمر هذا الحقل في الإنتاج إلى 2041.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية قال نائب رئيس الشركة الألمانية توماس رتمان. كانت الشركة دائما شريكًا فاعلًا في مشروع رقان نورد، ويسعدنا أن نعزز دورنا. كما يجري الحديث عن إحياء مشروع خط أنابيب الغاز “ميدكات” MidCat، وذلك من أجل نقل الغاز الجزائري من إسبانيا التي تستورد بنحو 40 في المئة من غاز الجزائر إلى فرنسا.
الجزائر بين روسيا والغرب
إن أزمة الغاز التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية ألقت بالجزائر داخل دائرة الزخم الدبلوماسي والضوء الدولي. ولكن هذا البلد العربي أمامه خيار صعب، لأنه سيكون عليه أن يختار بين المعسكر الروسي والمعسكر الغربي. وفي الأسابيع الأخيرة، تتالت على الجزائر زيارات أميركية وإيطالية وألمانية وفرنسية من أجل إيجاد بديل عن الغاز الروسي.
لكن موسكو قامت باستغلال مناسبة مرور 60 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والجزائر. وذلك لقطع الطريق على الغرب واستمالة الجزائر في المربع الروسي من خلال زيارة قام بها يوم الثلاثاء وزير خارجية خارجيتها سيرغي لافروف. وأثناء هذه الزيارة حاول سيرغي لافروف أن يذكر الشعب الجزائري بأن هناك ميزة إضافية تميز علاقات البلدين. وهي أن كلا من روسيا والجزائر عضوان في مجموعة الأصدقاء لميثاق الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده، تملك ما يكفي من المشترين لمواردها من الغاز الجزائري خارج نطاق دول الغرب.
الغاز الجزائري بين روسيا والغرب
أصبح غاز الجزائر بين المطرقة والسندان، وعلى الجزائر أن تختار بين روسيا والغرب. ولا يتوقع خبراء الطاقة رغم التهافت الأوروبي أن يكون بمقدور الجزائر تخليص أوروبا وانقاذها من الاعتماد على الغاز الروسي. كما أن الجزائر لن تستطيع أن تنتج كميات كبيرة من الغاز بين عشية وضحاها، حتى لو كانت تمتلك احتياطيات كبيرة جدا من الغاز.
إن الجزائر تواجه الآن موقفا صعبا جدا، وفي حال استمرت كمصدر رئيسي لغاز الجزائر بين روسيا والغرب. وقررت أن تساعد الدول الأوروبية ستكون علاقاتها مع موسكو مهددة. كذلك يمكن أن يكون الغاز الجزائري بديلا عن الغاز الروسي، لكن إمكانيات الجزائر في مجال الطاقة لن تسمح لها أن تعوض غاز روسيا على المدى القصير.
اقرأ أيضا مقالة بوريس جونسون مناورات مثيرة للخروج من فضائح متكررة