سياسة

روسيا والناتو .. كاليننغراد تدفع النزاع نحو الهاوية النووية

روسيا والناتو، تزداد وتتوسع المواجهة بين روسيا والغرب، في شرق أوروبا والبلطيق. فهي لم تعد محصورة في نفس إطارها التقليدي، على الساحة الأوكرانية. وأحدث الدلائل على ذلك، هو الخلاف الذي تصاعد بين روسيا وليتوانيا. حيث فرضت ليتوانيا قيودا، على مرور البضائع التي تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، إلى جيب كالينينغراد الروسي. وهو ما اعتبره الرئيس البيلاروسي، أثناء لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، عزلا من قبل ليتوانيا. وقد وصف ذلك بأنه  إعلان حرب.

بوتين يعلن نشر منظومة صواريخ في بيلاروسيا

وقد أعلن من جانبه الرئيس بوتين، أن روسيا ستقوم بتسليم بيلاروسيا صواريخ  تمتلك القدرة، على حمل رؤوس نووية. وذلك في ذروة تصاعد الصراع بين الغرب من جهة، وبين البلدين من جهة أخرى ، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

وعندما استقبل بوتين  نظيره الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال : “في الأشهر القادمة ، سنقوم بتزويد بيلاروسيا بمنظومة صواريخ. وهي صواريخ تكتيكية، و من طراز (إسكندر إم)، يمكنها استخدام صواريخ عابرة للقارات أو بالستية، بنسختيها النووية والتقليدية “.

كما كشف الرئيس الروسي أن: “الأمريكيين لديهم 200 رأس نووي تكتيكي. وهذه الرؤوس النووية مخزنة في ستة  دول أوروبية. وهذه الدول أعضاء في حلف الناتو، وكذلك تم  تجهيز 257 طائرة من أجل استخدامها المحتمل، وهي ليست طائرات أمريكية  فقط”.

علامات توسع النزاع بين روسيا والناتو

وقد ظهرت دلائل على توسع الصراع بين روسيا والناتو. حيث يرى محللون أن تلك القرارات و المواقف التي تمخض عنها لقاء روسيا وبيلاروسيا، تدل على ارتفاع  منسوب التوتر، بشكل غير مسبوق في منطقتي البلطيق وشرق أوروبا، وقد يقود هذا التوتر، لحدوث مواجهة عسكرية مباشرة، بين روسيا وحلفائها في بيلاروسيا، وبين الناتو.

وقد أشار المحللون إلى حديث رئيس روسيا بوتين، عن نشر أمريكا، 200  مئتان رأس نووي تكتيكي في أوروبا، مع تجهيز طائرات قادرة على حمل هذه الرؤوس النووية واستخدامها. أن هذا الأمر يعتبر تطورا مخيفا، و يمهد لتغيير قواعد النزاع بين روسيا والناتو.

بالإضافة إلى ذلك، يرجح  المحللون أن هدف موسكو الأول لإعلان  نشر صواريخ روسية، تمتلك  القدرة على حمل ترسانات ورؤوس نووية في بيلاروسيا. هو على وجه الخصوص، يعتبر ردعا لدولة ليتوانيا وبولندا، بسبب  مواقفهما المتشددة من روسيا، داخل المنظومة الأطلسية.

ويقول رئيس مركز الأمصار  “رائد العزاوي”  في حوار له نقلته صحيفة CNN عن احتمال توسع النزاع بين روسيا والناتو، نحو خارج الساحة الأوكرانية، أن قرار روسيا هذا سيجعل بيلاروسيا معرضة أكثر، للعقوبات الغربية، حيث أن تصريحات الرئيس لوكاشينكو، تدل وفق محللين على محاولاته توظيف الحرب الحالية، بين روسيا والغرب، من أجل تحقيق امتيازات اقتصادية ومكاسب من روسية، علاوة على أن  دفع الصراع، نحو شفا الهاوية النووية يعد أمرا خطيرا جدا، وغير مرغوب به دوليا، وقرار بوتين هو مؤشر سلبي جدا بهذا الاتجاه.

كما يضيف الأستاذ في الدراسات الاستراتيجية العزاوي:

إن نشر درع روسيا النووي في بيلاروسيا، هو مؤشر على أن الأزمة خطيرة جدا، وفي طريقها للتزايد والتفاقم، فهي خطوة أخطر من كونها رد تكتيكي، على محاولات انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو مثلا، بل هي ذهاب في صراع روسيا و الناتو ، لأقصى درجات اللاعودة الروسية.

روسيا والناتو…. صواريخ بيلاروسيا النووية

كما تمتلك بيلاروسيا طائرات ميغ خاصة  بها، وهي قادرة على حمل ترسانات حربية نووية، ولهذا ففي حال قامت الدولة البولندية مثلا، بتحريض من حلف الناتو على تهديد روسيا وبيلاروسيا، فسيتم زج وارسو، كرهينة في جحيم نووي، وبذلك ستدفع الثمن، وهذا الأمر متوقع كل لحظة، وعليه إن الصواريخ النووية التابعة لحلف الأطلسي  في بولندا، ستضع العالم من جديد أمام أزمة  تشبه كارثة الصواريخ الكوبية التي حدثت في  عام  1962، التي كانت قد اقتربت من إشعال فتيل حرب عالمية نووية “.

اقرأ أيضا مقالة دولة ألمانيا … وثبة غير مسبوقة لقدرتها العسكرية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة