لماذا يتم التحقيق مع الصحفيين في أعقاب زلزال تركيا وسوريا؟
أعجب الصحفي" كوجر" بتدفق فرق الإنقاذ والمتطوعين على المنطقة المنكوبة من جراء زلزال تركيا المدمر، فشارك قصصهم على منصة تويتر
عندما حدث زلزال تركيا المدمر حمل الصحفي المستقل “مير علي كوجر” كاميرته وميكروفونه، وذهب ليقوم بإجراء المقابلات من الناجين من كارثة زلزال تركيا وسوريا،
كان الصحفي عندما حدثت الكارثة في مدينة “ديار بكر” التي تقع بعد أكثر من 320 كيلو متر من مركز الزلزال.
لقد سببت له المقابلات التي أجراها مشكلات من الأمن التركي، وربما ينتهي به المطاف في السجن.
يخضع الصحفي “مير علي كوجر” للتحقيق الأن بموجب قانون التضليل، وقد يسجن لمدة ثلاث سنوات، وهذا القانون هو قانون جديد في تركيا وقد أثار الجدل في الفترة الأخيرة. وكوجر ليس الصحفي الوحيد الذي يخضع للتحقيق بعد زلزال تركيا المدمر، حيث يواجه أكثر من ثلاثة صحفيين نفس المشكلة.
وقد اعتقل العشرات من الصحفيين أو تعرضوا للمضايقة أو منعوا من الكتابة من المنطقة المنكوبة، وفق وكالة رويترز.
زلزال تركيا وسوريا المدمر … لم يستطع الصحفي “مير علي كوجر” كبح دموعه
يعتبر الصحفي “ميرعلي كوجر” صحفي مستقل يشارك في المواقع الإخبارية التي تؤيد المعارضة، مثل “بيانت ودوار” وهو كردي يبلغ من العمر 34 عاماً، ويعيش في جنوب شرق تركيا في مدينة ديار بكر.
في ليلة زلزال تركيا كان كوجر في شرفة شقته يدخن وفجأة بدأ كلباه ينبحان فجأة، ولاحقا تذكر أنهما نبحا أيضاً في عام 2020 قبل وقوع الزلزال الصغير بثوان.
وقد شعر بالاهتزاز واختبأ تحت طاولة العشاء مع كلابه، ثم هرب إلى الخارج.
غادر الصحفي مدينته التي انهار فيها عشرين مبنى على الأقل، وذهب إلى غازي عنتاب التي انهارت فيها آلاف المباني، وقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
تفاجأ “كوجر” من مشاهد الدمار وأعداد القتلى في البلدات القريبة من مركز زلزال تركيا.
لقد حصدت هذه الكارثة الكبيرة التي وقعت في 6 فبراير، أرواح عشرات الآلاف في تركيا وسوريا.
قال جوكر، وهو يتذكر الموقف عندما كنت أقف خلف الكاميرا أو أمامها أو أمسك الميكروفون، لم أكن أستطع حبس دموعي.
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يهدد منتقدي حكومته
أعجب الصحفي” كوجر” بتدفق فرق الإنقاذ والمتطوعين على المنطقة المنكوبة من جراء زلزال تركيا المدمر، فشارك قصصهم على منصة تويتر، لكن بعض الأشخاص الناجين من الكارثة، قالوا أنهم لم يتلقوا أي دعم رغم مرور أيام عديدة على وقوع الزلزال، وقد قامت وسائل الإعلام المؤيدة المعارضة بنشر شكاوى مماثلة.
وقد تعهد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال زيارته للمناطق المدمرة بإعادة بناء الأبنية، لكنه قام بتوجيه رسالة مختلفة للأشخاص الذين انتقدوا استجابة حكومته، إذ هدد من يتسبب في فوضى اجتماعية وينشر أنباء كاذبة بالملاحقة القضائية في حال لزم الأمر، كما وصفهم بـ “مثيري القلاقل”.
وبعد ذلك علم الصحفي “مير علي كوجر” أنه مطلوب للتحقيق، حيث قامت شرطة مدينة ديار بكر بإيداع مذكرة مراجعة مركزها لدى بواب البناء الذي يقطن فيه أثناء وجوده في البلدة المنكوبة، من أجل إعداد التقارير الصحفية.
وقد علم الصحفي في مركز الشرطة أنه سيتم التحقيق معه، بموجب قانون نشر الأخبار المضللة الجديد. وقال إن الشرطة قامت باستجوابه بخصوص تقاريره من مركز زلزال تركيا المدمر، واتهمته بأنه ينشر معلومات كاذبة.
القانون التركي الجديد … قانون نشر المعلومات المضللة
لقد تم إعتماد هذا القانون التركي، والذي يسمى قانون نشر المعلومات المضللة في أكتوبر. وهو قانون يجرم النشر العلني للأخبار المضللة، كما يمنح الدولة سيطرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الإخبارية
وفي السياق نفسه، انتقدت المعارضة القانون التركي الجديد وقالت لجنة البندقية. وهي اللجنة الأوروبية للديمقراطية إن القانون الجديد يقيد حرية التعبير.
يصر الصحفي “مير علي كوجر” على موقفه وأنه كان دقيقاً. وقام بإجراء مقابلات مع الناجين من زلزال تركيا المدمر، وأيضاً مع الدرك والشرطة وعمال الإنقاذ. وقال أنه لم ينشر أي معلومات دون أن يقوم بالبحث الدقيق.
أما منظمة مراسلون بلا حدود، فقد وصفت التحقيق مع المراسل “كوجر” بأنه سخيف، وطلبت من السلطات إسقاط الدعوى ضده.
اقرأ أيضا مقالة الوثيقة الصينية للتسوية بين روسيا وأوكرانيا… ماذا ورد فيها؟