زيارة بيلوسي إلى تايوان.. هل تجني روسيا أرباحا منها؟

كيف سترد الصين على موقف روسيا الداعم لها، حيث أن رد التحية يجب أن يكون بأحسن منها
سببت زيارة بيلوسي إلى تايوان، ردود أفعال دولية ملفتة للغاية. فقد تضامنت روسيا بقوة مع الصين، في رفض زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان
وتوزعت مواقف روسيا القاسية، تجاه زيارة بيلوسي المثيرة للجدل بين الكرملين، ووزارة خارجية روسيا والبرلمان (مجلس الدوما الروسي)، حيث نددت الجهات الثلاثة بهذه الزيارة التي انتهت يوم الأربعاء.
إن ما قامت به نانسي بيلوسي إزعاج لا مبرر له. أثبتت فيه أمريكا أنها حريصة على الإثبات للجميع، أنها لن تخضع لأي محاسبة.
الجدل الذي أثارته تكل الزيارة
وفق صحيفة CNN، يرى محللون وخبراء أن زيارة بيلوسي إلى تايوان، ستساعد في تعميق العلاقات الروسية الصينية ، في الوقت الذي تشتد فيه صراعات النفوذ و السيطرة، والفضاءات الحيوية المتحدة، بين القوى الدولية الكبيرة.
إن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لم يكن حدثا عاديا في ظل التحولات التي تعيشها العلاقات بين الدول الكبرى. والتوترات التي تعصف بعلاقات الدول القوية في العالم. وحتى قبل حرب أوكرانيا، كانت العلاقات بين روسيا والصين قوية و وطيدة، تؤطرها المصالح المشتركة بينهما. وأيضا تعد مواقفهما منسقة، تجاه المحور الغربي المضاد.
الجميع لا ينسى أن هناك تشابك اقتصادي قوي، ما بين الصين ودول الغرب وخاصة أمريكا، لهذا رغم متانة الاصطفاف الروسي الصيني، لم يصل لدرجة الاصطفاف الاستراتيجي حتى الآن. فالموقف الصيني من تحرك روسيا ضد أوكرانيا، لم يكن مساندا بشكل ظاهر ومطلق لهذا التحرك.
استغلال روسيا لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان
يبدو أن الفرصة سنحت لبوتين، على خلفية زيارة بيلوسي إلى تايوان. ليخبر الصين أنه يقف معها بلا أدنى شك في وجه الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهما معا سيكونان قوة عظيمة رادعة للغرب، تقف في وجه تمدد الهيمنة الغربية حول العالم.
إذن تسعى روسيا، لاستغلال أزمة تايوان الحالية بهذا الاتجاه، لكن رغم ذلك قد لا ينتج عن هذا التناغم بين بكين وموسكو، تطوير وبلورة موقف استراتيجي بين الدولتين.
بالرغم من وجود تشابه بين الحالة التايوانية والحالة الأوكرانية. فمثلا تقول روسيا إن شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، هي أراضي روسية، وأيضا الصين تعتبر أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.
ولذلك موقف موسكو الحاد، من زيارة بيلوسي إلى تايوان كان متوقعا من الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين.
وإذا التوتر الحالي بين أمريكا من طرف، وروسيا والصين من طرف، تصاعد أكثر. فإن هناك فرصة قوية لترسيخ العلاقات الروسية والصينية في نهاية المطاف.
والسؤال المهم هنا، كيف تنظر الصين لهذه الشراكة، أي هل تعتبر الصين روسيا شريكا أصغر منها أم شريكا ندا لها ، وهل مصالح روسيا والصين المشتركة، تفوق المصالح المشتركة بين أمريكا والصين؟
كيف سيكون رد الصين على موقف روسيا الداعم لها بسبب زيارة بيلوسي؟
من الواضح تماما، أن زيارة بيلوسي إلى تايوان خدمت روسيا، في صراعها مع أمريكا، لأنها ستدفع بالصين نحو حضن روسيا، وأساسا علاقة البلدين تتسم بالمتانة، و وتكاد تتحول لتحالف استراتيجي، على إثر تحولات ما بعد الحرب الأوكرانية.
والسؤال المطروح الآن بعد دعم روسيا للصين، وخلافها الحاد مع أمريكا، هو كيف سترد بكين على موقف روسيا. حيث أن رد التحية من المعروف يكون بأحسن منها.
ورغم أن الصين لم تنفعل انفعالا لحظيا مع ما حدث، بسبب زيارة بيلوسي إلى تايوان. لكنها ولا ريب ستعكف من الآن، وصاعدا على إيجاد خطط جديدة، تجابه بها النفوذ الأمريكي حول العالم. بالتعاون مع روسيا بالدرجة الأولى.
قامت الصين بإطلاق يوم الخميس في 4 أغسطس، أهم المناورات في تاريخها العسكري، حول تايوان. وذلك ردا على زيارة بيلوسي إلى تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وقد تخللت التدريبات إطلاق صواريخ بالستية عديدة في المياه التايوانية، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع في تايوان. التي وصفت المناورات الصينية العسكرية، بأنها تصرفات طائشة ومتهورة تهدد السلم الإقليمي.
اقرأ أيضا مقالة الوثائق السرية .. لماذا تكشف عنها الاستخبارات الأمريكية كل عام؟