زيلينسكي على خط النار … كيف سيرد بوتين؟

بعد الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الأوكراني، لمدينة خاركيف الشرقية، قام فولوديمير زيلينسكي يوم السبت، بزيارة مدينة ميكولايف الواقعة في جنوب أوكرانيا، مع أنه منذ بدء الغزو الروسي، لم يخرج من العاصمة كييف إلا نادراً.
وقد ظهر زيلينسكي في مقطع فيديو، قامت بنشره الرئاسة في أوكرانيا، وهو يتفقد مبنى سكنيا مدمرا بشدة. وظهر أيضا وهو يجتمع في المدينة الساحلية والصناعية ميكولايف، مع مسؤولين محليين. وهذه المدينة لا تزال إلى الآن تحت سيطرة أوكرانيا، لكنها تقع قرب قرية خيرسون، التي سيطرت عليها روسيا، في منتصف شهر مارس الماضي.
وتعتبر مدينة ميكولايف ،هدفا هاما وصيدا ثمينا لروسيا، في إطار خطط بوتين التي تهدف إلى بسط السيطرة على شرق وجنوب الدولة الأوكرانية، بشكل كامل. لأنها واقعة على الطريق الذي يصل بمدينة أوديسا، وهي أكبر ميناء أوكراني.
دلالات زيارة فولوديمير زيلينسكي إلى ميكولايف
وفق صحيفة CNN, إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يقوم برفع معنويات جيشه المتمركز في المدن الواقعة على خط النار. والتي تبذل جهدها لاختزال الحرب فيها، وأيضا بزيارته إلى ميكولايف، أرسل رسالة، أنه ليس محاصرا في العاصمة كييف، بل يتجول في المناطق الساخنة، وجبهات القتال الامامية مع القوات الروسية شرقا وجنوبا.
كما يستبعد محللون عسكريون، أن تترك هذه الزيارة أثرا في الميدان، حيث يتقدم الجيش الروسي في المناطق الشرقية والجنوبية. بالأخص شرقا في حوض دونباس. كذلك قال مراقبون: أن زيلينسكي بزيارته هذه لمدن خط النار، مثل ميكولايف في الجنوب، و خاركيف في الشرق يريد أن يقول، أن كييف لن تترك أراضيها في حوض دونباس شرقا، وفي الشريط البحري جنوبا، وأنها ستستمر في صمودها، وستواصل القتال في تلك المناطق الساخنة.
أهمية مدينة ميكولايف بالنسبة للروس
ويقول خبير عسكري تعليقا على زيارة زيلينسكي لمدينة ميكولايف: إن بوتين يبدو بشكل واضح، أنه يفكر بتعزيز انتصاراته وسيطرته على المنطقة الشرقية الأوكرانية. وهدفه النهائي أوديسا، والهدف الوسيط هنا طبعا مدينة ميكولايف. التي يجب أن يسيطر عليها، ليستطيع محاصرة أوديسا. والسيطرة عليها فيما بعد، ليتمكن الروس من إحكام سيطرتهم الكاملة على الشريط البحري الأوكراني بشكل كامل. وبالتالي تضييق الخناق على قدرات كييف، في التصدير و استقبال الأسلحة من الدول الغربية.
وأضاف الخبير، يهدف الروس أيضا، إلى حماية القطعات العسكرية الروسية الموجودة في البحر الأسود، من استهداف القوات الأوكرانية والرئيس زيلينسكي. وخاصة مع وجود منظومة صواريخ أرض – جو حديثة. التي تم نشرها في مدينة ميكولايف. كما يوجد في هذه المدينة، قاعدة فولكين الجوية التي يستخدمها الطيران الاوكراني في قصف الجيش الروسي. بالإضافة إلى ذلك يوجد اللواء البحري الأوكراني الذي يقوم بوقف التقدم الروسي انطلاقا من مدينة ميكولايف. التي يوجد فيها مستودعات أسلحة و ترسانات ومخازن وذخائر. مما يجعلها هدفا لموسكو، ومن أجل ضمان سير عملية ضم خيرسون بسهولة. وهذه العملية كما نعلم قائمة على قدم وساق.
إن بوتين ماض بتوازن وإصرار، لتحقيق أهداف الروس في شرق وجنوب أوكرانيا. وتعتبر النجاحات التي حققها هناك جيدة، بالنظر إلى حجم المساعدات العسكرية القادمة من دول الغرب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي كافة الأحوال إن موقع مدينة ميكولايف، له أهمية حيوية بسبب نهر دنيبرو الذي يعد ممرا مائيا استراتيجيا في الحرب الروسية. كما أن سيطرة الروس على كييف العاصمة الأوكرانية، تفتح الطريق أمامهم، في حال قرروا تطويق العاصمة والسيطرة عليها.
اقرأ ايضا مقالة العقوبات الغربية ضد روسيا.. مأزق تاريخي وكارثة لأوروبا