سياسة

مخزن البذور بالقطب الشمالي أنقذ سوريا .. هل يفعلها مع أوكرانيا؟

أعاد اشتداد المعارك بين روسيا وأوكرانيا، أهمية مخزن البذور بالقطب الشمالي الذي أنقذ سوريا منذ سنوات.

ففي قبو تحت الأرض، وتحديدا في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، يتعرض حوالي ألفي محصول لخطر إتلاف الرمز الجيني ، كما  حصل تماما في المدينة السورية حلب  عام 2015، عندما تم تدمير بنك حبوب بالقرب منها.

تدمير بنك البذور في حلب

الفارق بين حلب وأوكرانيا هو أن هذه المدينة السورية وجدت من ينقذها، حيث أن أزمة سوريا قدمت درسا لأهمية تخزين الحبوب، باستخدام القبو العالمي للبذور في النرويج سفالبارد. ويعتبر هذا القبو أهم وأكبر مخزن بذور لتخزين احتياطيات الحبوب في العالم.

بعد تدمير مخزن البذور بالقرب من حلب عام 2015. تم إرسال العينات البديلة من بنك البذور الموجود في القطب الشمالي. إلى الباحثين في لبنان، وتتضمن العينات بذور القمح والشعير، وبذور أعشاب تناسب المناطق الجافة.

ويحتوي قبو الحبوب المقام عند سفح جبل بالقطب الشمالي أكثر من مليون عينة من البذور، منها 4% بذور أوكرانية تمثل ما يزيد على 1800 محصول،  ويبلغ عددها 150 ألف.

تضرر منشأة و مخزن البذور في خاركيف

ازداد القلق عندما قصف بوتين خاركيف بشكل مكثف جدا، وأثناء القصف تضررت منشأة خاصة بالأبحاث موجودة قرب مخزن بذور في أوكرانيا، وفق ما أعلنته منظمة كروب تراست، وهي منظمة قامت بإنشائها   منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وهي منظمة غير ربحية.

كما كشفت هذه المنظمة أن مقر مخزن بذور الدولة الأوكرانية والمنشأة يقعان في خاركيف، وهذه المدينة الأوكرانية، تتعرض للقصف المكثف من القوات المسلحة الروسية.

كذلك أوضحت منظمة كروب تراست أن القصف الروسي طال منشأة الأبحاث. ونجا بنك البذور بأعجوبة، حيث لم يتم أخذ سوى نسخ 4%  من مخزن البذور في أوكرانيا.

وهذا البنك هو عاشر أكبر مخزن حبوب في العالم.

تدمير مخزن البذور خسارة كبيرة ومأساوية

وفي السياق نفسه قام المدير التنفيذي شتيفان شميتس في المنظمة. بتوضيح أهمية المنشأة القريبة من بنك البذور ، حيث أنها تعد نوعا من التأمين لحياة البشر. وذلك بسبب تأمينها مواد خام من أجل تربية سلالات نباتية جديدة مقاومة للآفات والأمراض الجديدة، وكذلك مقاومة درجات الحرارة المرتفعة.

كما أضاف مدير منظمة كروب تراست أن الخسارة ستكون مأساوية في حال تم تدمير بنك بذور الدولة الأوكرانية. بسبب اعتماد الباحثون على المواد الجينية المتنوعة التي تقوم بنوك البذور بتخزينها. لتربية نباتات قادرة على مقاومة الأمراض أو المناخ.

وتابع أنه في غضون عام يمكن نسخ حوالي 10% من بذور أوكرانيا. لأنها بحاجة أن تزرع وتنمو وتحصد  في الوقت المناسب. قبل أن يتم استخراج نسخ منها وإرسالها إلى مخزن سفالبارد وهو بنك بذور عالمي مقره في النرويج وهو أكبر مرفق لتخزين احتياطيات الحبوب في العالم.

كما أشار إلى أن التخلي عن النسخ، وشحنها إلى قبو سفالبارد يعد أحد الإجراءات الطارئة. وقد يكون مستحيلا  في زمن الحرب.

أهمية نسخ الحبوب

ازدادت أهمية مخزن البذور، لأنها ضمنت توفير ما يكفي من الغذاء في كل موسم، لإطعام 7.9 مليار شخص. في وقت أمسى فيه العالم أكثر قسوة.

كما تسبب الصراع الروسي الأوكراني ،إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى ندرة  الغذاء، مع اندلاع الاحتجاجات في الدول النامية التي تستفيد عادة من الحبوب الأوكرانية.

ويجب التنويه أن روسيا وأوكرانيا هما  أكبر مصدرين للحبوب في العالم في المركز الثالث والرابع على الترتيب.

اقرأ أيضا مقالة حظر النفط الروسي … تراجع أمريكي وتصعيد أوروبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة