سقوط الصاروخ البولندي يكشف خفايا وأسرار عن روسيا وحلف الأطلسي
سقوط الصاروخ البولندي وضربته على دولة تعد عضواً بحلف الناتو تم تبريره بعدة سيناريوهات مختلفة أرعبت الغرب

سقوط الصاروخ البولندي ووقوعه صدفة بالقرب من الحدود الأوكرانية كان كفيلاً بحدوث حرب عالمية ثالثة غير متوقعة. لكن العقلانية والتروي سادت على الموقف. و أكبحت خطراً محدقاً كان على وشك الوقوع.
ومما يثير الشك والحيرة هو تزامن سقوط صاروخ بولندا مع اجتماع عدد من بعض “الزعماء الوطنيين” في المكان ذاته، مما أدى لعقد قمة أمنية عاجلة.
أصابع اتهام أوكرانية لسقوط الصاروخ البولندي
وفق وكالة رويترز، إن الضربات المتتالية التي استهدفت محطات توليد الطاقة في أوكرانيا، كانت كفيلة بإعطاء الحق للرئيس “زيلنسكي” بالرد على سقوط الصاروخ البولندي.
وعلى ما يبدو أن ما حدث أدى إلى رد فعل روسي رافض للخطة الأوكرانية الموضوعة من أجل السلام والتي طرحت قبل سقوط الصاروخ البولندي بساعات في قمة “دول العشرين”.
ومن المحتمل أن يقوم زيلنسكي بتوجيه أصابع الاتهام لروسيا عمداً. وربما قد يأمل باتهام حلف الأطلسي بشكل مباشر ومتعمد في مجريات الحرب.
التفسيرات المتعددة لسقوط صاروخ بولندا
وفي المقابل هنالك عدة تحليلات وتفسيرات لسقوط الصاروخ البولندي يمكننا وضعها ضمن ترتيب محدد. فمثلاً يمكننا تحليل ما جرى على أنه ضربة روسية متعمدة، لمعرفة ردة فعل الناتو وما قد ينفذه بشأنها. أو يمكننا اعتباره وتفسيره على أنه ضربة عسكرية خاطئة كانت موجهة لأهداف أوكرانية و انحرف مسارها. أما التفسير الثالث والأهم هو أن الصاروخ كان محاولة صد من أوكرانيا لهجوم روسي ولكن سرعان ما انحرف عن وجهته وسقط في بولندا، أما الفرضية الأكثر إقناعاً هي أن الضربة كانت من قبل أوكرانيا وكانت متعمدة بهدف دفع حلف الأطلسي للرد على الاعتداء الذي وقع على دولة عضو في الحلف.
ومهما كانت الاحتمالات والتوقعات، فقد تصرف زعماء الدول، ومن ضمنهم الرئيس الأمريكي والبريطاني بحكمة من خلال تصريحهم بجمع المعلومات والأدلة قبل تنفيذ أي ردة فعل.
ومن ضمن التصريحات ما جاء به الرئيس البولندي مفسراً سقوط الصاروخ بأنه غير مقصود، وفي الأغلب هو خطأ من الدفاعات الأوكرانية.
ومن جهته قام متحدث الكرملين بمدح ردة الفعل الأمريكية ووصفها بالمدروسة والمحكمة، إذ لا يمكننا أن نغيب الموقف الروسي.
مخاوف عالمية من سقوط الصاروخ البولندي
وفي النهاية بعد سقوط الصاروخ البولندي، سواء كان متعمداً من أحد الدول أو أنه عفوي. فإن ذلك أدى إلى نشر المخاوف لدى الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا، وليس هم فقط بل حلفاء موسكو أيضاً.
وقد لوحظ بشكل واضح جداً أن موسكو تفادت توجيه أي ضربة إلى مناطق غرب أوكرانيا منذ بداية الحرب. بالرغم من عبور المساعدات الأوروبية من تلك المناطق. وربما كانت تخوفاً من ضربة خاطئة لدولة في الحلف. وهذا ما جعل موسكو تبرر ما حدث على الفور وتبرء نفسها مما جرى عبر شرح وضعيات دفاعها وإلى أين تم توجيهها بالصور، وأنها من المستحيل أن ترتكب خطأ كهذا.
ويمكننا استنتاج أن سقوط الصاروخ الأوكراني وطريقة التعامل معه من قبل أمريكا وروسيا. ما هو إلا تحاشي من قبل الطرفين على توسع الحرب خارج أوكرانيا. وهو ما يعتبر خبراً غير جيداً للرئيس الأوكراني الذي يحاول جاهداً في زيادة الدعم الغربي له، متحججاً أنه يدافع عن الحضارة الغربية.
هل أمريكا وحلف الناتو مستعدون للدفاع إذا تكررت الضربة؟
ورغم احتواء الحادثة بشكل سلمي وعقلاني. فلا يوجد ضمانات مستقبلية بعدم تكرارها واحتواءها من جديد بشكل عقلاني. ويمكننا إلقاء اللوم على روسيا في ذلك بسبب أعمالها الغير مشروعة في احتلال دولة أخرى.
وهنا يأتي السؤال ما الذي كان من الممكن أن تفعله أمريكا لو أن سقوط الصاروخ البولندي كان متعمداً من موسكو؟
هل ستكون حينها مستعدة لخوض معركة مع روسيا من أجل حماية دولة عضو في التحالف؟
وهذا مالم نجد له أي إجابة بعد، ولكن ما نعرفه أنه كلما طالت أمد المعارك بين روسيا وأوكرانيا. أصبح بإمكاننا معرفة الإجابة والاقتراب منها، إن كانت ضمانات تحالف الأطلسي تستحق الوثوق بها أم أنها ستؤدي إلى كارثة حرب عالمية جديدة.
اقرأ أيضا مقالة تغريدة عن مونديال قطر لعلاء مبارك نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك تثير الجدل