طائفة مون في اليابان.. ما علاقتها باغتيال شينزو آبي؟
جدل ياباني قديم، أثاره مقتل رئيس الوزراء الياباني السابق “شينزو آبي” على يد رجل حاقد على “طائفة مون”، كنيسة التوحيد. التي تعرف بـ ارتباطاتها السياسية.
وكان تيتسويا ياماغامي، الذي اغتال آبي والمعتقل منذ الثامن من يوليو ، يشعر بالاستياء من “منظمة محددة” لها ارتباط حسب قوله برئيس الوزراء السابق.
وفورا استطاعت وسائل الإعلام المحلية أن تكشف أنها كنيسة التوحيد، وكانت والدة القاتل من أتباعها.
طائفة مون والحث على التبرع
انضمت والدة المتهم بقتل شينزو آبي إلى طائفة مون كنيسة التوحيد، بعد انتحار زوجها في تسعينيات القرن العشرين، وقد أصبحت كما يبدو مهووسة بإيمانها الجديد.
وقد كشف عم تيتسويا لوسائل الإعلام اليابانية ، أن ابن شقيقه عندما كان طفلا، اتصل به طلباً للمساعدة. لأن والدته تركته مع أخوته بمفردهم، دون طعام من أجل حضور طقوس العبادة.
وأضاف العم أن زوجة أخيه، كانت السبب في إفلاس العائلة. حيث أنها تبرعت بـ100 مليون ين، حوالي مليون دولار في تلك الفترة للكنيسة. وفي اليابان عانت أسر كثيرة معاناة مماثلة.
كما صرح هيروشي ياماغوشي، لصحيفة فرنسية، وهو محامي يدافع عن الأشخاص، الذين كانوا ضحايا كنيسة التوحيد طائفة مون، بأن الكنيسة تقوم بحث أتباعها كل يوم على تقديم الهبات. يعلمون الأتباع أن الفعل كارما يرتبط بالمال، والتبرع هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الروح.
تأسيس كنيسة التوحيد
وفق ما جاء في صحيفة CNN، قام سون يونغ مون في عام 1954 في كوريا الجنوبية، بتأسيس كنيسة التوحيد التي تسمى طائفة مون ، وكانت تسمى رسمياً اتحاد الأسر من أجل السلام والتوحيد.
وقد انتشرت هذه المنظمة في اليابان عام 1959، لكنها اشتهرت وأصبح لها شعبية فيها عام 1980.
كانت الكنيسة تؤكد للأشخاص الذين يتبعونها، أن عليهم أن يكفروا عن جرائم الاحتلال الياباني لكوريا. الذي استمر من عام 1910 إلى عام 1945. وبذلك تحصل الكنيسة على الأموال بشكل كبير من اليابان، الذي أصبح مصدر دخل كبير لها.
وكشف الباحث في شؤون الأديان هوتاكا تسوكادا، المعروف في جامعة جويتسو اليابانية، أن كنيسة طائفة مون. كانت تتعمد عن قصد إعطاء أدوار مختلفة للدول، وأوضح أيضا أن لدى الكنيسة كتيبات تسويقية، تقوم من خلالها باستغلال المؤمنين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت كنيسة التوحيد تبيع في اليابان مبيعات روحية بأسعار خيالية، حيث يباع تمثال صغير يؤمن الصفح. بما يعادل 350 ألف دولار.
طائفة مون أفلست تيتسويا ودمرت حياته
اتخذ المحامون في اليابان منذ عام 1987، إجراءات قانونية، ضد كنيسة التوحيد طائفة مون من أجل المطالبة بنحو 900 مليون دولار، كتعويض للذين كانوا ضحايا هذه الكنيسة. ومن أتباعها سابقا.
وقد تم إدانة المنظمة مرات عديدة في عام 2000، لكن يعتقد صحفي مطلع على شؤون هذه الكنيسة، أن هذه المنظمة تمارس ضغطا قويا على الأشخاص الذين يتابعونها، من أجل تحقيق أهدافها في جمع التبرعات.
وقال الصحفي أن الاتحاد في بعض الأحيان يقوم بإطلاق دعوات إلى التبرع. لكن الأعضاء فيه يختارون اذا كانوا يريدون التبرع أم لا، ولهم الحرية في اختيار متى وكم يتبرعون.
أنهى شقيق تيتسويا ياماغامي حياته عام 2015، وحاول هو الانتحار بعد إفلاس والدته.
وقالت وسائل إعلام يابانية : أن تيتسويا راسل ناشط مناهض، لطائفة مون في اليوم السابق لقتله آبي، قائلا له أن إفلاس أمه زعزع حياته كلها، خلال فترة مراهقه.
وصرحت سيدة في مؤتمر صحفي أنها كانت من الأعضاء السابقين في كنيسة التوحيد، ولا تستطيع أن توافق على تصرف تيتسويا ياماغامي، لكن فعله هذا يشير إلى أي مدى تدمر هذه الكنيسة، حياة بعض الأشخاص.
علاقات كنيسة التوحيد بالسياسيين
أقامت كنيسة طائفة مون منذ نشأتها،علاقات مع السياسيين في اليابان ومناطق أخرى، وكان قد ألقى شينزو آبي ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، وأيضاً جوزيه مانويل باروسو، الرئيس السابق في المفوضية الأوروبية خطابات عام 2021، في تجمع بعنوان السلام، قامت بتنظيمه منظمة غير حكومية تابعة لكنيسة التوحيد.
تسعى هذه الكنيسة إلى إقامة علاقات مع جميع المهتمين بالسلام، ولكن ارتباطها وقربها من شخصيات سياسية، في السلطة يثير إعجاب اتباعها، وفق ما قال معارضيها.
ولقد كان مؤسس هذه المنظمة، سون ميونغ مون، يزور جد آبي، نوبوسوكي كيشي،الذي كان رئيس وزراء اليابان في أواخر الخمسينات. ولقد كشف شقيق آبي نوبو كيشي، وهو وزير الدفاع الحالي، أن أعضاء الكنيسة، كانوا يعملون متطوعين في حملاته الانتخابية.
وقامت أحزاب معارضة، بتشكيل مجموعات عمل، من أجل البحث والتدقيق، في ممارسات كنيسة طائفة مون، وعلاقاتها بالسياسيين اليابانيين.
افرأ أيضا مقالة روسيا وإسرائيل … كيف سيؤثر الخلاف بينهما على سوريا؟