+
سياسة

عبد الحق الخيام … هكذا كانت تعمل الاستخبارات المغربية!

وفي المغرب تسير الأجهزة الاستخباراتية والأمنية تحت قيادة عبد اللطيف حموشي

عبد الحق الخيام أشهر الشخصيات الأمنية والاستخباراتية التي ذاع صيتها. وكان لها حضورا قويا. حيث كان يعمل في المكتب المركزي للأبحاث القضائية الذي يختص لملفات الإرهاب والجرائم المنظمة.

وبوفاة الخيام يوم الثلاثاء 23 أغسطس فقد المغرب شخصية هامة. كان لها حضورا قويا في وسائل الإعلام المغربية.

كما أسهم الخيام في تشكيل صورة جديدة، قامت بتبديد صورة الخوف والغموض التي كانت رائجة سابقا، عن مؤسسة الأمن والاستخبارات المغربية. وكانت عالقة في ذهن كل مغربي.

وذلك من خلال التفاعل مع شكاوى المواطنين وخاصة، التفاعل والتجاوب مع الإعلام والصحافة في المغرب. عبر بلاغات يومية تقريبا لتدخلات هذه الأجهزة، والعمل على تصوير التدخلات الاستباقية. لتفكيك خلايا إرهابية عديدة أو ضبط شحنات مخدرات قوية.

عصرنة المخابرات في زمن عبد الحق الخيام

اشتهر عبد الحق الخيام بأنه كان وراء الإيقاع بالعديد من الخلايا الإرهابية وتفكيكها وعصابات غسل الأموال وترويج الكوكايين. وغيرها من الممنوعات والمخدرات وشبكات التهريب.

وذلك منذ انشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية عام 2015، إلى نوفمبر 2020. وخلفه في هذا المنصب حبوب الشرقاوي.

ولقد أسهم المكتب المركزي الواقع في مدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية الرباط، طيلة فترة عمل الخيام في تفكيك 86 خلية إرهابية لها علاقة بتنظيمات متطرفة وخاصة تنظيم داعش. كما قام الأمن الاستخباراتي في المغرب، باعتقال 1400 شخص وأكثر على ذمة قضايا إرهابية. وفق ما جاء في وكالة رويترز.

وتعتبر هذه المؤسسة الذراع القضائية لجهاز الاستخبارات في المغرب. وتعمل على ضوء المادة 108، من قانون المسطرة الجنائية، كما تختص المؤسسة في درء الجرائم الإرهابية والجماعات الإرهابية المتطرفة دينيا، والاتجار في المؤثرات العقلية والمخدرات، واحتجاز الرهائن والاختطاف والجرائم التي تخص أمن المغرب. بالإضافة إلى جرائم حماية الصحة العامة والذخيرة والأسلحة والمتفجرات والتسميم والقتل.

عبد الحق الخيام … وعلاقته بالإعلام

الملفت للنظر أن عبد الحق الخيام كان يتواصل كثيرا مع الصحافة والإعلام. بخلاف المسؤولين الآخرين في الاستخبارات المعروف عنهم التكتم والغموض.

وكان الراحل لا يبخل أبدا في منح تصريحات صحفية وحوارات، أو إقامة ندوات إعلامية لمناقشة حصيلة عمل وتدخلات المؤسسة الاستخباراتية والأمنية التي يديرها، والتي تسمى  بـ “أف بي آي المغرب”، كما أطلق عليها المغاربة.

وكان عبد الحق الخيام هذا المسؤول الاستخباراتي الكبير، يمارس حياته بشكل طبيعي وعادي، وقد شوهد عدة مرات جالساً قرب أصدقائه في مقاه شعبية في الدار البيضاء.

ولم يكن الخيام يخفي أنه من مشجعي فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم. كما كان يحب الاختلاط بالناس كثيرا. وهو ما أثار انتباه أهل المغرب، باعتبار أن أغلبية المسؤولين متحفظين و متكتمين، بسبب طبيعة هذه المهنة التي تستوجب ذلك. ويعزو محللون هذا التحول، في بنية الاستخبارات المغربية إلى رغبة صناع القرار الاستخباراتي والأمني في عصرنة وتحديث هذه المؤسسات، والعمل على تقريبها من المواطن المغربي، الذي كان ينظر سابقا إلى هذه المؤسسات نظرة الرهبة والريبة معا، وخاصة أيام وزير الداخلية الراحل إدريس البصري الذي عرف بقوته آنذاك.

عبد اللطيف حموشي “عين المملكة التي لا تنام”

جذب “عبد الحق الخيام”، أنظار المغاربة إليه فترة 6 سنوات متتالية. قبل أن يعفى من مهامه. وقد برر البعض قرار إعفائه، بأن هذا المسؤول الاستخباراتي تخلى عن مبدأ الحيادية، عندما انتشر مقطع فيديو له. وهو يمدح فريقه المفضل الرجاء البيضاوي في جلسة مع أصدقائه،

مما أثار حفيظة فريق مغربي آخر في مدينة الدار البيضاء، فريق الوداد البيضاوي.

وفي المغرب تسير الأجهزة الاستخباراتية والأمنية تحت قيادة عبد اللطيف حموشي. كما يرى مراقبون هذه القيادة بأنها نوعا من توحيد الرؤى والجهود. من أجل التنسيق بين إدارة الأمن والادارة الاستخباراتية وتعزيز التعاون بينهما. من خلال النظر الى تكامل وظائف ومهام كل منهما.

ويمد “مكتب أف بي أي المغربي ” أجهزة الأمن بمعلومات دقيقة معينة تتعلق بالجريمة المنظمة أو تمويل الإرهاب أو أنشطة غسل الأموال. وذلك لاعتقال الأشخاص المشتبه بهم.

كما يلقب عبد اللطيف حموشي. بـ”عين المملكة التي لا تنام” حيث أنه المسؤول الأول عن جهاز الأمن وجهاز المخابرات الداخلية في المغرب.

و بخلاف “عبد الحق الخيام” الذي كان يحب الاختلاط و التواصل مع الناس. والظهور الإعلامي في مناسبات عديدة. فإن “عبد اللطيف حموشي” يفضل أن يبقى ويعمل في الظل، ولا يحب الأضواء.

اقرأ أيضا مقالة انضمام الجزائر لـ”بريكس” …ماذا يخفي في طياته من طموحات سياسية واقتصادية؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة