سياسة

فضيحة رئيس جنوب أفريقيا… كيف تفجرت؟

وأضافت اللجنة القانونية أنه يجب معرفة مصدر الأموال الأجنبية التي سرقت من منزل الرئيس

يدافع “سيريل رامافوزا”، رئيس جنوب أفريقيا في الوقت الحالي عن نفسه. بعد انتشار خبر إخفائه مبلغاً كبيراً من العملات الأجنبية في أريكة في مزرعته، و تغطيته على نهب تلك الأموال.

وقد طلب مساعدة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حزبه الحاكم. من أجل دعمه في البرلمان، و بالإضافة إلى ذلك يقوم فريقه القانوني القوي بالسعي. للطعن في قانونية نتائج التحقيق التي تثبت إدانته. والتي وصلت إليها لجنة تضم خبراء قانونيين، وقد اعتبرت هذه القضية أكبر فضيحة تهز رئاسته.

من وجه الاتهامات إلى رئيس جنوب أفريقيا؟

مدير الاستخبارات السابق “آرثر فريزر”، هو من وجه الاتهامات لرامافوزا. وقد بدت مزاعمه ضد رئيس جنوب أفريقيا كأنها جزء من أحداث رواية جاسوسية كتبها الكاتب البريطاني “جون لوكاراي “.

ولكن هذه المزاعم، تضمنت شهاداته التي قام بالإدلاء بها أمام وكالات إنفاذ القانون، وتم ارفاقها في تقرير لجنة الخبراء الذي سيناقشه البرلمان في الأسبوع القادم.

يقول فريزر أن أحد المستشارين المقربين من الرئيس رامافوزا، ويدعى  بيجاني تشوكي. قام بإحضار مبالغ ضخمة على هيئة دولارات أمريكية من مصر والسعودية والمغرب وغينيا الاستوائية، كما ادعا  أيضاً أن “تشوكي” أخفى المال في منزله بمدينة جوهانسبرغ، داخل أريكة قبل أن يقوم بنقل الأموال إلى مزرعة الدواجن الخاصة، بالرئيس الأفريقي بعلمه وموافقته التامة.

فضيحة “سيريل رامافوزا”.. رواية مسلية مليئة بالشائعات

وفق وكالة رويترز، يقال أن لصوصاً اتفقوا مع أحد موظفي رئيس جنوب أفريقيا، وسرقوا الأموال التي تقدر بثمانية ملايين دولار أمريكي تقريباً. وهو مبلغ قليل جداً مقارنة بما صرح به رئيس وكالة أمن الدولة السابق بأن عشرين مليون دولار أمريكي تم تحويلها إلى مواطن أفريقي، ذكر مدير الاستخبارات “فريزر” اسمه عندما طلب من  الشرطة أن تحقق مع الرئيس.

ويعتبر هذا مبلغاً صغيراً جداً مقارنة، بمزاعم رئيس وكالة أمن الدولة السابق الأخرى، بأنه تم “تحويل” 20 مليون دولار أمريكي إلى مواطن جنوب أفريقي، ذكر” فريزر” اسمه بعد أن طالب الشرطة بالتحقيق مع الرئيس “سيريل رامافوزا”، ويرى البعض أن ما قاله  “فريزر” مجرد حكاية مسلية من القصص التي تقرأ قبل النوم، ولكن رغم ذلك تسببت هذه الرواية بمأزق سياسي وقانوني كبير للرئيس الأفريقي “رامافوزا”، حيث تحقق في هذه القضية 8 مؤسسات بما فيها البنك المركزي.

وقد نفى رئيس جنوب أفريقيا أنه ارتكب أي مخالفات، ولكن قالت اللجنة القانونية التي يرأسها كبير القضاة في السابق. أنه ليس بمقدورها التأكد من صحة ما يقال، وصحة ما يقوله الرئيس منتقداً الأدلة التي جاءت في شهادة السيد “فريزر”، والتي وصفها بأنها مليئة بالشائعات. وقد نفى “تشوكي” صحة ما يقال.

اعترافات رئيس جنوب أفريقيا

اعترف رئيس جنوب أفريقيا “سيريل رامافوزا” بأن ما سُرق من مزرعته الخاصة في فبراير عام 2020. هو مبلغ 580 ألف دولار. ولكن “فريزر” زعم أن هذا المبلغ هو جزء من الأموال التي كانت مُخبأة سابقاً في جوهانسبرغ. والرئيس قال رواية أحداثها تختلف عن مزاعم “فريزر”. حيث أدلى أن مدير مزرعته قام ببيع 20 جاموسة لرجل أعمال من السودان في 25 ديسمبر عام 2019، وقد سُرق مال تلك الصفقة.

ولكن في الوقت نفسه، قالت اللجنة أن هناك شكوكا كبيرة في أن عملية البيع قد حدثت من الأساس. حيث أن لا  رجل الأعمال السوداني ولا مدير المنزل أكدا هذه الحادثة.

وأضافت اللجنة القانونية أنه يجب معرفة مصدر الأموال الأجنبية التي سرقت من منزل الرئيس. وهل قيمتها 580 ألف دولار فقط، وما الصفقة التي تقف وراء هذه الأموال؟

وقالت اللجنة سواء كانت الأموال دولارات أمريكية أو بعملة الراند. فإن قيمة هذه الأموال أكبر بكثير من الـ 580 ألف دولار التي كانت مخبأة داخل الأريكة في منزل رئيس جنوب أفريقيا.

الرئيس أساء استغلال منصبه كرئيس دولة

قالت اللجنة القانونية أن رئيس جنوب أفريقيا استغل منصبه بشكل سيء كرئيس للدولة. حيث قام باستغلاله للتحقيق في السرقة وطلب مساعدة الرئيس الناميبي من اعتقال مشتبه به، وهي ضربة قاسية أخرى له.

كما كان موقف الرئيس، يتعارض في المصالح بين مسؤولياته الرسمية كرئيس دولة وكرجل أعمال، وتصرف بطريقة لا تتفق مع منصبه.

وقد شعرت اللجنة أن هناك أسباب كافية ليقوم البرلمان بتشكيل لجنة للتحقيق مع الرئيس. ولها صلاحيات استدعاء الشهود للوقوف أمامها. وذلك من أجل الحصول على الوثائق الضرورية لإجراء المزيد من التحقيقات قبل أن تتخذ قراراً ما إذا كان يجب عزل الرئيس الأفريقي من منصبه أم لا، لأنه عرّض حكم القانون والدستور للخطر.

اقرأ أيضا مقالة حملة ضد المثليين في الكويت واللوحات الإعلانية تثير الجدل بين الكويتيين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة