قصة أيمن الظواهري من طبيب إلى إرهابي
قصة أيمن الظواهري هو موضوع مقالتنا اليوم في صحيفة العالم في ثواني.
حيث لم يكن يعلم الصيدلي المصري محمد ربيع الظواهري، ابن أحد مشايخ الأزهر، وأحد أقرباء الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية، أن ابنه أيمن الذي ولد في حي المعادي عام 1951، وهو حي راقي في القاهرة، سيذاع صيته في كل أنحاء العالم، في غضون عقود قليلة من إرهابي محلي إلى إرهابي دولي، ليصبح أحد أبرز المطلوبين، لتورطه في أحداث إرهابية عديدة، كان لها آثر كبير في النظام الدولي.
قصة أيمن الظواهري تثير فضول المراقبين
لا تزال قصة أيمن الظواهري طبيب العيون، الذي عاش في كنف أسرة ميسورة الحال، وخلف أسامة بن لادن في قيادة تنظيم القاعدة ، تثير فضول المحللين والمراقبين.
وكيف لا وهو الإرهابي، الذي تمكنت الاستخبارات الأمريكية، من قتله أخيرا وهو على شرفة منزله في كابول بطائرة مسيرة.
كيف لا وهو الرجل الذي تحول من متشدد، حتى أصبح قوة رمزية كبيرة، بسبب العلاقة التي كانت تربطه بابن لادن، إلى أن بات المنظر الرئيس لتنظيم القاعدة، لعدة عقود، بالرغم من علاقته المثيرة للجدل مع القادة الإرهابيين الآخرين، وفق صحيفة CNN .
قصة أيمن الظواهري وسيرته، يكتنفها بعض الغموض، فقد تأثر بشكل مبكر بمحفوظ عزام، وهو قريب له ناقد متطرف للعلمانية في القاهرة، وتأثر أيضا بكتابات سيد قطب، وهو أبرز منظري جماعة الإخوان المسلمين. وانعكس ذلك التأثر في توجهاته، خلال الستينات والسبعينات في القرن الماضي، قبل أن يظهر دوره في هجمات تنظيم القاعدة الكبيرة، مثل هجوم التنظيم على السفارة الأمريكية في تنزانيا وكينيا عام، 1998 و اعتداءات 11 سبتمبر 2001، التي أدت إلى مقتل 3000 شخص في أمريكا.
نشأة الظواهري
عندما تتبع قصة أيمن الظواهري، ستجد أنه نشأ في أسرة تضم عددا من علماء الدين والأطباء، وكان انخراط ذلك الشاب في نشاطات حركات الإسلام، أثناء مراحله التعليمية الأولى ملفتا للنظر، قبل أن تعتقله الحكومة المصرية، بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يتجاوز عمره الخامسة عشر.
وقد تأثر الظواهري في صباه بكتابات سيد قطب، الذي تم إعدامه، بتهمة محاولة انقلاب على الحكم عام 1966،ولم يقف نشاطه السياسي في وجه مستقبله الدراسي، فقد درس الطب في جامعة القاهرة وتخرج عام 1997،وخدم بعدها ثلاثة سنوات في الجيش المصري جراحا، وفي عام 1978 حصل على درجة الماجستير في الجراحة، قبل انضمامه إلى جماعة الجهاد الإسلامية المتطرفة، التي أصبح قائدها بعد ذلك.
جاء في قصة أيمن الظواهري، التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. أن الظواهري عمل في بداية شبابه في عيادة طبية تابعة للإخوان المسلمين. وتمت دعوته منها، لزيارة أفغانستان أول مرة، حيث قدم خدماته العلاجية في مخيمات اللاجئين، الواقعة على طول الحدود الأفغانية الباكستانية.
استطاع أيمن الظواهري، أن يسافر كعامل إغاثة مع الهلال الأحمر، في الفترة من 1980 إلى 1981، إلى بشاور في باكستان. حيث قدم العلاج للاجئين المتضررين من الحرب السوفيتية ضد أفغانستان. وقد شاهد الحرب عن كثب، عندما أجرى عدة رحلات إلى أفغانستان عبر الحدود. وهناك التقى الشاب أسامة بن لادن، وفق صحيفة واشنطن بوست.
قصة أيمن الظواهري وتحوله من شاب مفعم بالحيوية إلى إرهابي
وجاء في قصة أيمن الظواهري أيضا، عن أشخاص درسوا معه في كلية الطب بجامعة القاهرة. أنه كان شابا مفعما بالنشاط والحيوية، يستمتع بالموسيقى ويذهب إلى السينما ويمزح مع الأصدقاء. لكن تحوله الكبير جاء بعد خروجه من السجن حيث سجن ثلاثة سنين، بتهمة المشاركة مع جماعة الجهاد. في اغتيال رئيس مصر أنور السادات ، حيث تحول إلى شخص مختلف تماما من وقتها.
وقد أطل الظواهري لأول مرة على العالم، أثناء محاكمته بتهمة اغتيال السادات وتحدث بلغته الانكليزية، مخاطبا الصحافة الدولية. قائلا إن السجناء تم تعذيبهم في السجون المصرية بشدة منها الجلد، و هجمات الكلاب المتوحشة وزعم أن السلطات المصرية. اعتقلت الأمهات والزوجات والأبناء والأخوات ، لتضغط على السجناء الأبرياء نفسيا.
كما قال زملاء السجن، إن الظروف التي عاشها الظواهري، زادت من تطرفه ووضعته على طريق الإرهاب العالمي. وقد أكد هذا الأمر الظواهري نفسه، فقد ادعى في إحدى كتاباته، أن التجربة التي عاشها في السجون المصرية. و تعرضه للتعذيب الشديد، جعلته مصمما أكثر على تدمير حكومة مصر بالقوة.
وغادر الظواهري مصر، بعد خروجه من السجن في منتصف الثمانينات القرن الماضي، وتنقل في أماكن عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والسودان، وبعد ذلك استقر في أفغانستان، في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وقد تزامن انتقاله مع عمليات إرهابية عديدة قام بها تنظيم الجهاد في مصر. مثل مذبحة الأقصر على السياح الأجانب، ومحاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء في ذلك الوقت. وبعد ذلك صدر حكما على الظواهري عام، 1999 بالإعدام غيابيا.
سنتابع قصة أيمن الظواهري، في مقالات أخرى في صحيفتنا العالم في ثواني.
اقرأ أيضا مقالة مقتل الظواهري .. كيف يؤثر قتل أمريكا له في عمليات القاعدة؟