كيف ترى الولايات المتحدة كأس العالم بعيون سياسية؟
استغلت الصين الهجوم الغربي الواضح ضد الدول العربية والإسلامية عندما أطلقت وسائل الإعلام الغربية حملة انتقادات ضد قطر التي تستضيف كأس العالم.
تجمع بطولة كأس العالم لكرة القدم كافة الناس والثقافات المختلفة على سطح الأرض. ولكن تطل السياسية برأسها لتجعل هذه البطولة سلبية ومتوترة أكثر من أي وقت مضى. رغم أن هذه الرياضة صممت للترفيه ونسيان الخلافات بين الدول.
قام المراقبون في أمريكا التي تستضيف بطولة كأس العالم القادم، عام 2026 مع المكسيك وكندا، بمتابعة هذا الحدث بعيون سياسية ومشاعر تمتزج بالأمل والقلق، منذ بداية افتتاح البطولة وتأثير النتائج على مكانة وثقافة الدول المشاركة، ومروراً بازدواجية المعايير في التغطية الإعلامية لسجل الحريات والحقوق في دولة قطر مقارنة بالصين وروسيا، وانتهاء برفض اللاعبين في المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني، تضامناً مع المتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية.
المعايير المزدوجة في بطولة كأس العالم
قبل أن تبدأ بطولة كأس العالم لكرة القدم، طغت على أهمية البطولة الأولى في العالم العربي، انتقادات ضد قطر الدولة المضيفة، وذلك في مجال معاملة العمال المهاجرين وحقوق الأقليات، ومنع وضع شارات دعم المثليين، كما أثارت الصحف الأمريكية مثل صحيفة “واشنطن بوست ” انتقادات لـ”الفيفا”، بأنها تعاملت بسلبية مع المناطق الرمادية ، حيث منحت لإيطاليا بينيتو موسوليني بطولة 1934، ومنحت أيضاً المجلس العسكري الفاشي بطولة 1978 في الأرجنتين، بينما ذهبت بطولة كأس العالم 2010 إلى جنوب أفريقيا، التي تعتبر ملاذاً آمنا لحقوق المثليين، وتم منح تنظيم كأس العالم الأخيرة لروسيا فلاديمير بوتين رغم انتهاكه حقوق الإنسان.
و اعتبر مساعد مدير “مبادرة سكوكروفت” للأمن في الشرق الأوسط “خوزيه بلايو”. أن التغطية الغربية والأمريكية، تستند حتى الآن إلى غضب انتقائي وازدواجية في المعايير. كما أنه تساءل هل كانت الدعوات لمقاطعة كأس العالم في موسكو 2018 و أولمبياد بكين عام 2022، عالية الصوت؟ ولماذا لم يغضب الأوروبيون عندما اتخذت روسيا كأس العالم 2018، وأيضاً الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014، من أجل تشتيت انتباه دول العالم عن ضم الرئيس الروسي لشبه جزيرة القرم، وعندما أعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مقاطعة أولمبياد بكين الشتوية دبلوماسيا، بسبب علاقات وتعاملات الصين مع الإيغور.
كيف استفادت الصين من مونديال قطر 2022؟
استغلت الصين الهجوم الغربي الواضح ضد الدول العربية والإسلامية. عندما أطلقت وسائل الإعلام الغربية حملة انتقادات ضد قطر التي تستضيف كأس العالم.
وخاصة أن الصين عاشت هذه المشاعر عندما حاولت الولايات المتحدة ودول الغرب تأديبها عندما استضافت أوائل هذا العام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بحملة إعلامية مشابهة و بمقاطعة دبلوماسية، وذلك بسبب اضطهادها الإيغور في إقليم شينجيانغ.
و تمثلت استفادة الصين بقيام شركة إنشاءات صينية ببناء ملعب لوسيل. الذي سيشهد المباراة النهائية لكأس العالم، وتزويد البطولة بكل شيء من شركات صينية أخرى. بدءاً من محطة للطاقة الشمسية وشاشات كبيرة ومركبات نقل تشتغل بالطاقة النظيفة، وأيضاً الأعلام والوسائد.
بطولة كأس العالم في قطر مثال واضح على تغير مراكز القوة
وفق صحيفة CNN، إن الخلاف الذي أُثير في بطولة كأس العالم لكرة القدم في هذا العام، والذي ازداد تفاقماً بسبب تبادل الردود على مستوى العالم بين نجوم ومسؤولي كرة القدم، كان محل اهتمام للاتجاهات الجيوسياسية التي تزلزل مراكز القوة العالمية القديمة بينما في الوقت نفسه، يوجه النظام الليبرالي تحدياً غير مسبوق بقيادة الغرب، فكأس العالم في قطر هو مثال واضح لدولة عربية استطاعت أن تجد لها مكانة بين دول العالم القوية، ومن أجل إنشاء تراث ترفيهي ورياضي وسياسي، كما تقيس هذه البطولة حماس الشركات والمؤسسات الغربية، للفوز بفرصة لها من الاستثمارات التي تتدفق من الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا مقالة لجنة بالبرلمان الأوروبي … إعفاء مواطني الكويت وقطر وسلطنة عمان من تأشيرة الشنغن ولكن بشرط؟؟