كيف أضر الغزو الروسي لأوكرانيا بعلاقات موسكو مع دول الجوار؟
إن كل تركيز روسيا بعد الحرب على أوكرانيا أصبح مشتتا ومركزاً فقط على هذه الحرب
فقدت روسيا نفوذها وقوتها، لدى عدد من الدول المجاورة وخاصة السوفياتيين حلفائها سابقاً، وذلك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث ازدادت مخاوف بعض دول شرق آسيا من تعرضها لغزو مشابه، ووفق محللين تراجع نفوذ موسكو، وفقدت دورها بالمنطقة، وبات كل تركيزها على الحرب في أوكرانيا.
وتظهر ملامح تراجع دور روسيا مع فقدان الحكومات في الدول المجاورة ثقتها في موسكو، وخاصة بعد الدعم الكبير لأوكرانيا والمساعدات العسكرية التي حصلت عليها من الحلفاء الغربيين، بالإضافة إلى تمسك دول الغرب بالعقوبات الواسعة المفروضة على روسيا.
وقد أدت مقامرة الحرب الروسية الأوكرانية بين دول جوار روسيا وشركائها التقليديين، إلى اهتزاز موقف روسيا بعد سنوات من تعاونها مع النخب السياسية المحلية، ومحاولاتها أن تبقى هذه الدول معتمدة عليها اقتصادياً وأمنياً، ومحاولات بث الحنين لزمن الاتحاد السوفيتي في شعوب دول المنطقة.
روسيا من القوة الناعمة إلى القوة الوحشية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
يقول محلل سياسي في جورجيا، إن روسيا فقدت قوتها الناعمة، ولم تعد تمتلك أدواتها التي كانت تستخدمها سابقاً، والآن تستخدم القوة الوحشية مع جيرانها، والجميع يعرف أنه لم يعد لها شعبية هنا.
تقول “نارجيس كاسينوفا”، مديرة برنامج آسيا الوسطى بجامعة هارفارد عن حالة كازاخستان : “لا يمكن العيش قرب هذا النوع من الدول السامة”.
وأضافت “أن الموضوع صعب، بسبب وجود نقاط ضعف كبيرة وموجودة في جميع المجالات. لا نستطيع أن نخرج من المنطقة، ونحن مضطرون أن نبقى بجانب روسيا إلى الأبد”.
وتابعت “نارجيس كاسينوفا”، الأمر ليس سهلاً نحن نحتاج تسويات. ولكن ربما يكون الغزو الروسي لأوكرانيا فرصة جيدة لبناء بعض السيادة للبلاد، و تقليل التبعية لروسيا.
وقد أشرف الرئيس الروسي بوتين على معاهدة وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في حرب وخلاف على إقليم ناغورنو كاراباخ. وقد ساهمت الاتفاقية في إنهاء الصراع آنذاك. وذلك من خلال إرسال 2000 عنصر من عناصر قوات حفظ السلام.
تشتت تركيز موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
إن كل تركيز روسيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا أصبح مركزاً فقط على هذه الحرب. وقد عاد التوتر من جديد إلى المنطقة. وخاصة عندما قامت قوات تابعة أذربيجان، بإغلاق الممر البري الوحيد إلى إقليم ناغورنو كاراباخ. مما أدى إلى نقص الغذاء والكهرباء فيه، ولم تستطع قوات حفظ السلام الروسية التدخل.
وقد صرح رئيس مركز الدراسات الإقليمية في عاصمة أرمينيا “ريتشارد جيراغوسيان”. إن روسيا ليست مشتتة التركيز فقط، ولكنها غارقة بعد الحرب على أوكرانيا. وأضاف لقد خسرت روسيا دورها الدبلوماسي فيما يتعلق بملف أذربيجان – أرمينيا.
لقد بقيت أرمينيا تعتمد على روسيا لعقود في مجال الطاقة والأمن والتجارة، وفي العام الماضي ازداد هذا الاعتماد بشكل كبير.
وقال “جيراغوسيان”، لن تكون أرمينيا قادرة على مواجهة النفوذ الروسي بشكل مباشر، فهو بمثابة انتحار. وقد أصبحت روسيا لأرمينيا شريكاً غير موثوق به.
روسيا تهدد “مولدوفا” بسيناريو أوكراني جديد
كما زادت موسكو من ضغطها على دول أخرى لابتزاز قادتها للحصول على ولائهم ، فأخذت تهددهم بسيناريو أوكراني جديد. وفق وكالة رويترز.
فقد حذرت رئيسة مولدوفا “مايا ساندو” من أن موسكو تخطط لانقلاب عسكري، ودعت إلى تشديد الإجراءات الأمنية. كما كشفت أن خطة روسيا تضمن أعمال تخريب وأشخاص متنكرين مدربين عسكرياً، يقومون بتنفيذ هجمات و أعمال عنف على أبنية حكومية واحتجاز رهائن.
وفي السياق نفسه حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أن جهات موالية لروسيا، تسعى إلى تنظيم احتجاجات في مولدوفا، بالتعاون مع المخابرات الروسية. وذلك لكي تثير تمرد مصطنع ضد الحكومة المولدوفية.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ازدادت المخاطر الأمنية من موسكو، حيث أن طموح روسيا الامبريالية لم يتعلق بأوكرانيا فقط. بل يتعلق بزيادة بسط نفوذها وسيطرتها بما في ذلك مولدوفا.
وتهديدات روسيا بسيناريو أوكرانيا ، أصبح يصدر من كبار مسؤولين روس، بشكل مباشر، ولم يعد فقط مجرد دعاية على وسائل الإعلام.
اقرأ أيضا مقالة تنظيم داعش ينحر جامعي الكمأة في سوريا بالسكاكين