سياسة

كيف تصدت أوكرانيا للقصف الروسي وكيف نجحت في إمداد مدنها بالكهرباء خلال الشتاء؟

الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة في كييف أغرقها في الظلام

تعرضت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لقصف مكثف بالطائرات المسيرة والصواريخ الروسية خلال فصل الشتاء،ولكن الكهرباء كانت سرعان ما تعود للعمل في المدن الأوكرانية، رغم استمرار الغارات الروسية، فكيف استطاع الأوكرانيون الصمود في فصل الشتاء؟ وكيف فازوا في معركة الطاقة التي توقع الكثيرون أن تخسرها أوكرانيا ؟

أوكرانيا تربح معركة الطاقة

وفق وكالة رويترز، استهدفت روسيا في المرحلة الاولى من الحرب على أوكرانيا، مئات المحولات الكهربائية ذات الجهد العالي، وتكمن خطورة حملة قصف البنية التحتية للطاقة في فصل الشتاء في كون انقطاع الكهرباء يعني عدم وجود الماء والغاز، وعدم وجود تدفئة وتعطل الصرف الصحي، وذلك جعل الجميع يتوقعون أن تتجمد المدن الأوكرانية، وأن تعيش أزمة إنسانية تدفع بملايين الأوكرانيين إلى خارج حدود بلادهم.

ولكن استطاعت أوكرانيا أن تربح معركة الطاقة بفضل عوامل عديدة، مثل استعدادها بشكل جيد، والتفكير السريع والحظ، وأنظمة الدفاع الجوية الجديدة التي وصلت إلى كييف في الوقت المناسب. وقد قتل في القصف الروسي أكثر من 100 عامل في مجال الطاقة بأوكرانيا.

الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة في كييف أغرقها في الظلام

إن أحلك الأيام التي قضاها الأوكرانيين خلال القصف الروسي، كانت في أواخر شهر نوفمبر الماضي، عندما أمطرت روسيا البنية التحتية للطاقة في العاصمة الأوكرانية كييف، بسيل من الصواريخ بلغ عددها في 23 نوفمبر 67 صاروخاً، مما تسبب في تعطل نظام الكهرباء في المدينة تلقائيا لحماية نفسه.

ولقد أدت الغارات إلى قطع الكهرباء بشكل كامل عن العاصمة كييف لعدة ساعات، ولم يكن واضحاً متى ستعود الشبكة التالفة للعمل، ومتى ستكون قادرة على نقل التيارات الضرورية عندما تعمل من جديد.

وكان هناك حديث عن أن العاصمة كييف ستكون مضطرة  إلى إخراج المياه الموجودة في أنظمة التدفئة، حتى لا تتجمد في الأنابيب فتسبب تصدعها.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة ياسنو التي تقوم بتزويد المدينة بالكهرباء. “لقد كانت تلك الأيام صعبة جداً. وفيها لحظات مخيفة ولم يكن الأوكرانيون يعلمون إذا كان الوضع، سيمتد ساعات أو أيام أو يستغرق أسابيع” .

“لقد كان سكان العاصمة كييف سعداء بعودة شبكة الكهرباء للعمل ببطء في اليوم نفسه”.

القصف الروسي والتصدي له يشبه لعبة شطرنج مميتة

مع استمرار القصف الروسي بات الأوكرانيون أكثر خبرة في التصدي للصواريخ الروسية. كما أصبحوا قادرين على إصلاح الأضرار التي يخلفها الروس على الأرض. وقد قال العقيد في قيادة القوات الجوية الأوكرانية” يوري إحنات”. إن المعركة مع الروس تشبه لعبة شطرنج مميتة، روسيا تحاول خداعنا ونحن نحاول خداعها.

وتسعى القوات الروسية إلى تحديد مواقع نظام الدفاع  الجوي الأوكراني وتدميره، باستخدام كل الأسلحة المتاحة  لها. مثل طائرة الإنذار المبكر من طراز “A-50” القادرة على كشف المنصات التي يتم إطلاق الصواريخ الأوكرانية منها وتستخدم أيضاً الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وشبكة من الجواسيس.

وتتصدى القوات الأوكرانية لذلك باستخدام أساليب خاصة بها مثل الخدع الحربية مثل نصب منصات وهمية لإطلاق الصواريخ مع إبقاء نظام الدفاع الجوي يعمل بشكل مستمر قدر المستطاع.

وفي السياق نفسه، جاء في تقرير أن الكهرباء في العاصمة الأوكرانية كييف. لم تنقطع طوال 4 أسابيع قبل القصف الصاروخي الروسي الأخير في 9 مارس، وأن المهندسين في أوكرانيا. أصبحوا قادرين على إصلاح الشبكة الكهربائية على نحو أسرع، كلما تعرضت الشبكة  لغارات روسية.

وأخيرا لقد كان القصف الروسي على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا اختبارا للقائمين على هذا القطاع. لكن عودة الكهرباء بسرعة إلى المدن الأوكرانية، تعني أن أوكرانيا مستمرة في كسب معركة تاريخية، يتوقع الكثيرون أن تهزم فيها.

اقرأ أيضا مقالة اتفاق تبادل سجناء بين إيران والولايات المتحدة .. ما حقيقته؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة