لماذا لم تعترض ألمانيا عند حظر شارة المثليين في مونديال روسيا؟
ازدواجية في المعايير الألمانية بين الدفاع عن مجتمع الميم والبحث عن ثروات قطر الباطنية
لم تمر مباراة ألمانيا واليابان في مونديال قطر مرور الكرام، حيث عبر المنتخب الألماني عن احتجاجه ودعمه للمثليين. وذلك عندما وضع لاعبي المنتخب أيديهم على أفواههم. مشيرين بذلك إلى ما قامت به الفيفا في منعهم من “حرية التعبير”، و ارتداء شارة المثليين.
وكان قد تم التخطيط في وقت سابق بين عدة “منتخبات أوروبية”، على ارتداء الشارة. لكن سرعان ما أجهضت الخطة، وذلك بعد أن أنذر “الاتحاد الدولي للفيفا” كل من يرتدي الشارة أو يروج لها بالمعاقبة الفورية التي قد تصل للطرد.
فيما أن الصورة التي أخذت للمنتخب الألماني وهم يغلقون أفواههم، أدت إلى ردود فعل دولية مستنكرة ورافضة، حيث عبر الكثير من الناشطين على مواقع الإنترنت عن غضبهم، واصفين الفعل الألماني بأنه مسيء للغاية، وقمة في العنصرية والنفاق.
وكانت قد طالبت ألمانيا في العديد من المرات بدعم مجتمع الميم في مونديال قطر عبر ارتداء شارة دعم المثليين، والتي قوبلت بالرفض القطري الواسع، حيث قامت بمنع مرور أي طائرة ألمانية في أجوائها، وذلك بسبب الشعارات الداعمة للمثليين المطبوعة على الطائرات.
وقد صرح قائد المنتخب الألماني مبرراً ما فعله الفريق قبل بدء مباراته مع اليابان، بأنه إشارة منهم للفيفا، بسبب منعها لهم من حرية التعبير وإجبارهم على الصمت.
تراجع قطر عن قرارها والسماح للمنتخب والمشجعين بارتداء شارة المثليين
جوبه القرار الذي اتخذته “الفيفا” بالاستنكار الأوروبي الواسع لبعض الدول. حيث قاموا بتهديد “الاتحاد الدولي للفيفا” باتخاذ مواقف وإجراءات قانونية، تحيله إلى القضاء، ومن بين هذه الدول الدنمارك، وبلجيكا، وإنجلترا، وألمانيا، وسويسرا، وهولندا.
هذه التهديدات والضغوط الممارسة من قبل الدول الأوروبية، دفعت قطر للتراجع الفوري عن حظر شارة المثليين التي يرتديها المشجعون، مشيرة في ذلك عن سماحها لارتداء الشارات فيما تبقى من المونديال.
وقد صرح “منتخب ويلز” أنه قد تم السماح لهم بارتداء وحمل كافة الشارات الملونة والشعارات التي تدل على المثلية. بعد أن تم منعهم سابقاً من ارتدائها.
تناقد المعايير وازدواجيتها
وفق وكالة رويترز، أثار رئيس اتحاد الفيفا “جياني إنفانتينو” جدلاً واسعاً بدعمه ومساندته “لوزيرة داخلية ألمانيا” في مخالفة قوانين الفيفا وارتدائها شارة المثليين على العلن خلال مباراة المنتخب الألماني، مما أدى إلى استنكار العديد، من تناقض تصرفات رئيس الفيفا عن ما يصرح به.
ويبرز التناقض بشكل كبير وواسع فيما قامت به ألمانيا من رد فعل حين التزمت الصمت في مونديال 2018 . الذي أقيم في روسيا، حيث منعت روسيا في وقتها ارتداء شارات دعم المثليين وحظرت تواجدهم.
كما قد تم نشر التهديدات الواسعة في حينها عن تعقب المثليين وإيذائهم وضربهم في حال تم العثور عليهم. مما جعل العديد منهم يتغيب عن حضور المونديال خوفاً من أي مكروه قد يحدث. ورغم ذلك لم يحدث أي اعتراض دولي حينها.
وقد عبر الباحث العراقي “نظير الكندوري” عن استغرابه من سياسة ألمانيا المتناقضة في قطر والعديد من القضايا العالمية الأخرى، مثل أزمة أوكرانيا التي رفضت من خلالها توجيه أي عقوبة لروسيا على خلفية احتلالها القرم.
وعن تناقضاتها الواسعة في قطر. حيث تقوم بالدفاع عن المثليين وشذوذهم الذي يرفضه المجتمع القطري وكافة مجتمعات العالم. وفي الوقت ذاته تبحث عن أي فرصة لتجعل قطر تعمل على تمويلها بمادة الغاز لسنوات طويلة. وهذا ما وافقت عليه قطر من خلال إمداد ألمانيا بالغاز الطبيعي لمدة لا تقل عن 15 عاماً.
وأضاف في حديثه أن ألمانيا تتجاهل القضايا الإنسانية المهمة وتسعى فقط للدفاع عن المثليين وحرياتهم في الشذوذ الجنسي، ضاربة القضية الفلسطينية عرض الحائط والأنظمة الدكتاتورية الأخرى وما ترتكبه من جرائم.
موقف المنتخب الدنماركي من شارة المثليين
أعلن المنتخب الدنماركي عن نية لاعبيه بارتداء القمصان السوداء. دون أن يضعوا الشعار الوطني الخاص بهم. وذلك تعبيراً منهم على احتجاجهم من ما تفعله قطر في منعها ارتداء شارة المثليين. لكن المثير في الأمر والذي يعد تناقضاً بحتاً، هو أن الفريق الدنماركي نفسه لم يطمس الشعار ويفعل ما فعل في مونديال روسيا عام 2018. ولم يبدي أي استنكار حينها، رغم ملاحقة روسيا للمثليين وتعريضهم للأذى، بسبب ما تنصه من قوانين وتشريعات تحد من حريتهم.
اقرأ أيضا مقالة جورج قرداحي يثير تفاعلًا… بسبب حقيقة اعتناقه للإسلام ورؤيته لمصر في عهد السيسي؟