“ليز تراس” المرشحة لرئاسة وزراء بريطانيا.. كيف تنظر واشنطن إليها؟
علاقات العمل بين بريطانيا والولايات المتحدة بين دافئة وباردة في ظل تسلم ليز تراس رئاسة الوزراء

تختلف الآراء في واشنطن في ظل التحسن الكبير لوزيرة خارجية بريطانيا “ليز تراس” في خلافة رئيس الوزراء الحالي “بوريس جونسون” في شارع 10 (داوننغ ستريت) إزاء العلاقات التي يمكن أن تكون عليها مع الحليف الأقرب “للولايات المتحدة الأمريكية” تحت سلطة ” تراس”.
وبين تأييد ومحبة المحافظون لها ، بسبب رؤيتهم أنها نسخة طبق الأصل عن “مارغريت تاتشر”. فهناك من لا يثق بها وهم “الديمقراطيين” الذين يعارضون أن تتخلى بريطانيا عن دورها في “الاتحاد الأوروبي” ، وخشيتهم من التأثير الذي سيصبح عليه البروتوكول الخاص “بإيرلندا الشمالية” على العلاقة المتبادلة بين الجانبين ، وشكهم المستمر في تحسن العلاقة بين لندن و أوروبا والتي هي من الشروط المهمة من أجل مستقبل العلاقة مع “واشنطن”.
مغزى هدية “الطوب” الأمريكية إلى ليز تراس
عندما قامت “ليز تراس” بزيارة “واشنطن” في شهر آذار السابق ، رغب “الأمريكيون” في إعطاء “ليز تراس” (هدية دبلوماسية) من أجل التذكير وشد الانتباه إلى الروابط التاريخية بين البلدين ، وكانت الهدية “طوبة” مأخوذة من منزل “رئيس أمريكا” الذي قام بحرقه البريطانيين خلال عام (1814) ، والذي كان أسوء تاريخ مر به البلدان في علاقتهما والذي أثار دهشة الأوساط السياسية حول “المغزى” الذي تدل عليه الهدية.
ومع هذا فقد استقبلها كلا الطرفين بروح حسنة، وفق ما جاء في صحيفة CNN.
ليز تراس وشبهها الكبير بتاتشر “المرأة الحديدية”
وبينما تستعد “ليز تراس” من أجل أن تكون رئيسة الوزراء الثالثة لبريطانيا. فإن هناك آراء منقسمة في “العاصمة الأمريكية” فالمحافظون معجبون و مؤيدون لها ، والديمقراطيون يشكون في السياسة التي ستتخذها حول “إيرلندا الشمالية” و “أوروبا” وتأثر “الولايات المتحدة الأمريكية” بذلك.
وبرغم انتماء هذه المرشحة إلى عائلة يسارية ، و مشاركتها وهي طفلة في تظاهرات ضد الأسلحة النووية و تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية سابقاً ، جعلها ذلك الاختيار الأمثل للمحافظين ، الذين يعشقون تاتشر ويقدسونها ، والذي جعل “تراس” تحظى بالشعبية.
رهان تراس على دعم الجمهوريين لها
وفي عكس “ريشي سوناك” منافس “ليز تراس” فإن تراس تمتلك شبكة واسعة من العلاقات في “واشنطن” ، حيث اجتهدت على تنمية وتحسين علاقتها مع الجمهوريين من خلال الزيارات المتكررة لأمريكا ، في صفتها “وزيرة للخارجية” و “وزيرة تجارة دولية” من قبل ، و “خبيرة اقتصادية” قبل أن تمارس المجال السياسي ، وعلى ما يبدو أن “تراس” تقوم بالرهان على دعم “الجمهوريين” لها ، من أجل المرور “بصفقة تجارية” تطمح لها بين بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية، لتعويض ما خسرته بريطانيا من مزايا عبر “بريكست”.
سياسة ليز التجارية
يرى المستشار البريطاني “لوك كوفي” ، أن عقد صفقة تجارية مع ليز تراس ، يحتاج إلى تغييرات في “البيت الأبيض”.
ومع هذا فإن هناك فرصة في المناورات التجارية لدى تراس ، حتى لو كان هناك حساسية بين الحكومتين لإجراء صفقة جديدة.
شخصية ليز البرغماتية
تختلف التقييمات والآراء في “واشنطن” حول ليز تراس وشخصيتها ، فمنهم من يراها محافظة تسيطر عليها القيم ، ومنهم من يرى أن لديها دوافع “أيديولوجية”.
أما “المستشارين” المقربين لها ، يرون أنها “برغماتية” ، وإن قام “بايدن” بالعمل معها ، فسيكون ما يقوم به من عمل لصالحها.
علاقة بريطانيا مع الولايات المتحدة في ظل وجود ليز تراس
يرى المحللون السياسيون أن استمرار بايدن و وجوده في “البيت الأبيض”، فإن العلاقة بين “الولايات المتحدة” و “المملكة المتحدة” ستستمر باتجاه طريقين في العمل.
الطريق الأول هو التعامل مع ليز تراس على أنها مؤيدة “لبوريس جونسون” ، مما يعني أن طريق العلاقة الأول لن يتبدل وسيبقى “دافئاً”.
أما الطريق الثاني فيتعلق بخروج “المملكة المتحدة” من “الاتحاد الأوروبي” ، عندها ستكون العلاقة باردة.
فأول اختبار بين البلدين سيكون بعد تسلم حكومة تراس ، وطريقة تعاملها مع البروتوكول. مع احتمال لقاء تراس لبايدن بعد تسلمها الحكومة لحضور اجتماعات “الجمعية العامة”.
تحديات كبرى بانتظار ليز تراس
تعتبر الباحثة في “المجلس الأطلسي” (فران بورويل) أنه سيواجه ليز تراس تحدي جديد ، حول بناء محادثات من أجل البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية مع “الاتحاد الأوروبي”.
بينما يرى مدير “مجموعة أوراسيا” (مجتبى الرحمن) أنه يجب على تراس أن تحسن العلاقات مع “الاتحاد الأوروبي”. وإلا فإن العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة لن تنمو وتزدهر.
علاقات ليز تراس الجيدة
كما صرح عضو في فريق ليز تراس للموقع الأمريكي “بوليتيكو” ، أن العلاقة بين تراس و الأمريكيين جيدة للغاية. وأن عملهم معاً كان ممتازاً خلال تسلمها وزيرة للخارجية. خاصة في ردها على الغزو الذي قامت به روسيا ضد أوكرانيا. ولذلك ستستمر المرشحة البريطانية، خلال عملها “كرئيس للوزراء” ، بالمحافظة على علاقة عمل جيدة مع الأمريكيين.
ومما يعين تراس على تحسين علاقتها مع واشنطن ، هو مواقفها الصارمة التي تتخذها في “الشؤون الدولية”.
كما صرحت المرشحة البريطانية، في خطابها الذي تحدثت به في “المجلس الأطلسي”. والتي أشادت بها بالعقوبات ضد المنظمات والأفراد الروسية.
ويعتقد “غاردينر” أن ” تراس” ستكون شاهدة على مواقف غاية في الصعوبة بين المملكة المتحدة والصين.
ومن ناحية أخرى سيكون العالم شاهداً ، على تعاون كبير بين بريطانيا و الولايات المتحدة ضد الصين.
ويرى “المستشارين المقربين” من ليز تراس ، أن شخصيتها تنم عن فخرها الكبير ببريطانيا ، وأنها ليست كما يرى البعض “رجعية يمينية”.
اقرأ أيضال مقالة رسالة الغرب لأوكرانيا قبل هجوم الشتاء … “لم يبق الكثير من الوقت”