محمد خاتمي يقدم مقترحات للخروج من الأزمة في إيران .. هل يملك النظام آذانا صاغية؟
قال "محمد خاتمي" أن اليأس من تغيير الوضع الراهن والامتعاض الشعبي الكبير كانا بسبب ما يواجهه الشعب الإيراني من مضايقات
حذر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من الاستياء الذي يعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الراهن، كما أعلن عن فشل مشروع الإصلاحات في بلاده بسبب اتساع الهوة بين النظام الحاكم والشعب.
وقد نشر خاتمي بيان في عشية اليوم الذي يصادف ذكرى الـ44 لانتصار الثورة في 1979، وجاء في البيان أن طموح الجيل الذي قام بإطاحة النظام السابق لم يتحقق وأن هذا الجيل الذي قام بالثورة يعاني من صعوبات عديدة على مستوى الحياة اليومية، كما أكد أن جيل الشباب في الوقت الراهن يخوض أعلى درجات الخضوع والتمرد ووفق تعبيره أصبح الاستياء العام سمة بارزة في هذه المرحلة.
بيان القيادي الإصلاحي محمد خاتمي
رأى محمد خاتمي القيادي الإصلاحي الذي كان يشغل منصب رئيس الجمهورية الإيرانية من عام 1997 إلى 2005 أن الغالبية في المجتمع الإيراني فقدت الأمل بمستقبل جديد مشرق.
كما انتقد مايقوم به النظام من أخطاء، من أجل إرضاء فئة صغيرة ممن يعتبرهم أنصار له على حساب الفئة الأخرى.
وجاء هذا البيان الصادر من الإصلاحي خاتمي، بعد دعوة “مير حسين موسوي” زعيم الحركة الخضراء الخاضع للإقامة الجبرية، والذي شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء بين 1981عام و عام 1989،إلى إعداد دستور جديد والقيام بإجراء استفتاء شعبي على هذا الدستور.
الدستور والجمهورية الإيرانية
أشار القيادي “محمد خاتمي” إلى الضغوط التي يتعرض لها الشعب الإيراني من الخارج. حيث قال أن أساس المشكلة يكمن في الداخل، وأكد أن المجتمع الإيراني أصبح وضعه متأزماً على جميع الصعد، لأن الأحداث على أرض الواقع تتعارض مع أهداف وتطلعات الثورة التي حدثت عام 1979.وفق وكالة رويترز.
ويستذكر خاتمي تطلعات وأهداف الشعب الإيراني التي تبلورت على مدى قرنين، من أجل التخلص من التبعية والاستعمار والتبعية وإبعاد الظلم والرجعية، وأكد أن الثورة في إيران التي حدثت عام 1979، اقترحت الجمهورية الإسلامية لضمان وتأمين إرادتها التاريخية من أجل تحقيق الاستقلال والحرية والعدالة والتطور.
واعتبر محمد خاتمي القيادي والإصلاحي أن مسودة الدستور الإيراني والاستفتاء عليها يلائم أكثر جمهورية الشعب. وأن الشرخ قد ازداد بين الحكومة والشعب بعد تعديل الدستور في إيران. كما أوضح أن إصلاح الوضع في المرحلة الراهنة لا يتوقف على تعديل الدستور قط. وإنما من خلال الإصلاحات التي تتم بالرجوع إلى روح الدستور ونصه الحالي. واستدرك خاتمي أنه من الضروري تعديل نص الدستور ولكن في الوقت المناسب.
الأخطاء وكيفية إصلاحها كما يرى القيادي محمد خاتمي
قال “محمد خاتمي” أن اليأس من تغيير الوضع الراهن والامتعاض الشعبي الكبير، كانا بسبب ما يواجهه الشعب الإيراني من مضايقات، كما أكد أن إهمال مطالب الشعب ، وغض البصر عن التغييرات الحاصلة في المجتمع كان وراء الاحتجاجات والاعتراضات التي قوبلت بالقوة والخشونة، بدلاً من التعامل معها بشكل منطقي.
ورأى القيادي “خاتمي” أن الخيار الأقل كلفة والأكثر ثمرا، من أجل أن تخرج إيران من الأزمات التي تعصف بها هو إصلاح الذات، وقد دعا إلى تلبية إرادة الشعب، وقال معترفا أن التعويل على إصلاح الوضع عن طريق النهج الذي تمت تجربته في إيران، قد اصطدم بعقبات كبيرة وبات مستحيلاً، فهو يرى أن الشعب الإيراني على حق، وقد يأس من إصلاح الوضع ومن النظام أيضاً.
كذلك أوضح أن النهج الذي يتم اتباعه في الإصلاحات، قائم على مطالبة السلطات العليا بإصلاح الوضع. مؤكداً أن النظام الحاكم لا يرضى أبداً بوصول الأشخاص من خارج المعسكر الخاص به إلى السلطة.
القيادي الإصلاحي محمد خاتمي يضع مقترحات من أجل الخروج من الأزمة في إيران
يقول “محمد خاتمي” القيادي والإصلاحي السابق أنه لا يطمح بالعودة إلى السلطة. ولكنه يقدم قائمة مقترحات تساعد في احتواء الأزمات العاصفة بإيران وهي كالتالي :
- يجب الاهتمام بالتضامن الوطني وضرورة الاعتراف بكافة الاتجاهات والميول والمذاهب والقوميات والطبقات والفئات الاجتماعية التي تعتبر فسيفساء المجتمع الإيراني.
- كما يجب توفير بيئة لكي يشارك في الإدارة مثل عمل انتخابات تنافسية حرة وذلك بعد الخروج من الأجواء الأمنية الضيقة والانفتاح سياسيا.
- إيقاف التوتر في المجتمع وخاصة تجاه أحداث الحركة الخضراء. وأيضاً يجب إلغاء فرض الإقامة الجبرية على المعارضين، والعمل على إغلاق ملفات فئة كبيرة من أبناء الشعب التي فتحت آنذاك.
- إعلان عفو عام والقيام بإطلاق سراح السجناء السياسيين
- وتأمين أرضية مناسبة لكي تستطيع الجالية الإيرانية في الخارج المشاركة في بناء الوطن.
- إصلاح القضاء وآلية تشكيل مجلس صيانة وتحديث الدستور ومجلس خبراء القيادة ومجمع تشخيص ومعرفة مصلحة النظام.
- العمل على إصلاح الوضع السياسي على المستوى الداخلي وأيضاً المستوى الخارجي.
- حرية وسائل الإعلام ودعمها.
- العمل على عودة البرلمان الإيراني إلى مكانته الحقيقية حيث يعتبر المرجع الأول والحصري لتشريع القوانين.ركافة الأصعدة.
- الوقوف في وجه القوات المسلحة ومنع تدخلها في الشؤون السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، قال محمد خاتمي أنه يمكن تقديم مقترحات كثيرة من أجل إصلاح الوضع الراهن. لكنه متيقن أن النظام الحاكم لا يملك آذاناً صاغية لمثل هذه الحلول والمقترحات. وأضاف أيضاً أن السلطات الحاكمة لم تظهر أي إشارة تجاه الإصلاح وعدم تكرار الأخطاء.
اقرأ أيضا مقالة الزلزال المدمر الأقوى منذ 28 عاماً … مئات القتلى والجرحى في تركيا وسوريا