سياسة

مصور صحفي في السودان … ماذا يعني أن  تكون كذلك؟

ماذا يعني أنك مصورا صحفيا في السودان، هو السؤال الذي سيشكل جوابه مفاجأة للجميع. حيث يتعرض المصور إلى مضايقات مستمرة، أثناء تغطيته الأحداث الجارية. وخاصة التي تتعلق بالمظاهرات المستمرة، منذ الانتفاضة التي حدثت في ديسمبر 2018، التي قام الشعب من خلالها بإسقاط حكم البشير الذي دام ثلاثين عاما وحتى الآن.

يتعرض الصحفي وخاصة المصور، لاعتداءات كثيرة وكبيرة، تعرض صحته الجسدية والنفسية للخطر. كذلك يتعرض للاعتقال المستمر وسحب رخصة عمله، وتلفيق التهم له. كما يواجه الصحفي المصور قمعا لحريته. وأحيانا يتم منعه من نقل الأحداث السريعة في البلاد، فضلا عن حرمانه من العمل، وتعرضه للضرب والتهديد بالسلاح.

ماذا يعني أن تكون مهنتك في هذا المجال؟

يعاني الشخص، الذي يعمل مصور صحفي في السودان من المضايقات. بشكل مستمر أثناء تغطيته الأحداث والمظاهرات، ويتعرض كذلك المصور الصحفي والتلفزيوني للضرب وتحطيم معداته.

فمثلا تعرض المصور حسن حامد، للضرب وتحطيم أجهزته في نوفمبر الماضي.

كذلك المصور الصحفي ابراهيم نقد الله، الذي اعتقلته الاستخبارات العسكرية. بعد موكب 17 جانب مدخل كوبري الفتيحاب، ويواجه الآن 3 تهم.

يتعرض من يعمل مصورا صحفيا في السودان، من مشكلات عديدة تتعلق بتغطية أحداث المظاهرات منذ، بدء الثورة في ديسمبر 2018 حتى هذه اللحظة.

لذا يقول محللون، أن كافة الأنظمة الديكتاتورية في جميع أنحاء العالم تخشى الكاميرا. لأن الصورة تلعب دورا هاما وأساسيا، في الكشف عن الحقائق.

يواجه المصورون والصحفيون تضييقا في عملهم، فبعد اعتقالهم لعدة أيام يتم نقلهم لمكان مجهول ويحققون معهم ويأخذون ذاكرة الكاميرا التي وثق بها الصحفي أحداث المظاهرات، بعدها يطلق سراحه ويبقى مستهدفا في عمله. فمثلا الصحفي نقد الله، تم استهدافه بقنبلة صوتية مما أدى إلى إتلاف حقيبته والكاميرا والهاتف، وكل ما قام بتوثيقه.

ويضيف الصحفي أنه بعد ذلك تلقى عدة رسائل تهديدية، وعندما شعر بالخطر انتقل الى بلد آخر. لأنه خاف من تعرضه للاغتيال، وبعد غياب لمدة شهر ونصف، عاد إلى السودان. ليواصل مسيرته في توثيق الأحداث، برفقة زملائه في العمل ولجان المقاومة.

القانون غير منصف لمن يعمل مصور صحفي في السودان

يتم فتح بلاغات ضد من يعمل، مصورا صحفيا في السودان، ويكون هدفها تخويفه. فقد واجه عدد من المصورين والصحفيين، خلال العامين الماضيين بلاغات عديدة غير حقيقية، وفق وكالة رويترز.

إن البلاغات التي يتم فتحها ضد الصحفيين والمصورين في السودان. إذا لم تكن حقيقية يمكن السيطرة عليها بسهولة، والمثول من أجل براءتهم أمام القانون، إلا عندما تقف خلف هذه البلاغات جهات هدفها، تخويف الصحفي أو إيقاف نشاطه.

و إذا كان من يعمل مصورا صحفيا في السودان، يواجه بلاغاً حقيقيا. ويكون فعلا قد نشر، أحداثا وأخبارا كاذبة أو صورا لمناطق عسكرية ممنوعة، فالحل هنا أن يتحمل هذا الصحفي مسؤوليته، ويحترم سيادة الدولة ويمثل أمام القانون. لأن الاذى والضرر من هذه الأمور، أكبر من نفعها.

استهداف واضح للمصورين والصحفيين في السودان

نقل الصحافيون أصعب المواقف، التي حدثت في انتفاضة ديسمبر، وكان لهم دورا كبيرا في نقل الأحداث الجارية. وكانوا يعملون في ظروف متعبة وصعبة. يقول حمزة فضل. الذي يعمل مصورا صحفيا في السودان، أن الصحفي والاعلامي والمصور جميعهم لهم بصمة خاصة وواضحة في التظاهرات. وحتى هذه اللحظة يعملون تحت ظروف صعبة، وتتم معاملتهم بمختلف أشكال الانتهاكات والتنكيل من جميع الجوانب، حيث تعرض الكثير منهم للضرب، من قبل جهات نظامية ومن الثوار، كل هذه الاذى لم يضعفهم وتابعوا جهودهم.

كما أضاف الصحفي حمزة فضل، أن الاستهداف الواضح يتم لمن يعمل مصورا صحفيا في السودان، لأن صوته عالي ويقوم بنقل صورة واضحة تصل إلى جميع دول العالم، تهدد جهات لها يد في الفساد والتخريب والقتل الذي يعاني منه السودان.

لهذا الحل الأفضل لتلك الأطراف والجهات، هي إسكات أصوات الصحفيين والمصورين، وتحطيم كاميراتهم لطمس الحقيقة وإخفائها، ولكن هذا مستحيل طالما أن ضمير الصحفي والمصور مازال حيا.

إن كل الاعتداءات والتجاوزات، بحق من يعمل مصور صحفي في السودان وفي كل صحيفة، وفي كل قناة تلفزيونية، تم وضعها في الأجندة التابعة، للأمانة العامة للمجلس القومي للصحافة ، والاتصال بالجهات العسكرية والأمنية، من أجل وضع آليات تحمي المصور الصحفي أثناء عمله، وفق بنود قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية لعام 2009. حتى يستطيع الصحفيون ممارسة عملهم بحرية، ولكن كل ذلك قطعه الانقلاب.

اقرأ أيضا مقالة القوات التركية .. هجومها المرتقب على شمال سوريا يهدد بعودة داعش

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة