روسيا تهدد واشنطن بالسلاح النووي بعد تعليق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت
أهمية معاهدة نيو ستارت وماذا يعني انسحاب روسيا منها؟
صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي قائلاً، إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية هزيمتنا سندافع عن أنفسنا بكل سلاح، بما في ذلك السلاح النووي.
وقد أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في معاهدة “نيوستارت” مع واشنطن للحد من الأسلحة النووية، كما اتهم الرئيس الروسي بوتين الدول الغربية بأنها متورطة بشكل مباشر في محاولات ضرب القواعد الجوية الاستراتيجية في روسيا.
ولكن ما هي معاهدة نيو ستارت؟ وماذا يعني انسحاب روسيا منها؟
أهمية معاهدة نيو ستارت وماذا يعني انسحاب روسيا منها؟
تم توقيع معاهدة نيو ستارت عام 2010 بين الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” والرئيس الروسي “ديمتري ميدفيديف”، من أجل الحد من السلاح النووي الحربي الاستراتيجي الذي يمكن للدولتين نشره.
والاسم الرسمي لهذه الاتفاقية ، هو “إجراءات تخفيض الأسلحة الحربية الهجومية الاستراتيجية والحد منها” . وفي الأسبوع الأول من فبراير عام 2011 تم توقيع المعاهدة رسمياً، بعد أن قام الكونغرس الأمريكي بالتصديق عليها في ديسمبر 2010 ، وكذلك مجلس الدوما الروسي في يناير 2011.
وقد بدأ تنفيذ اتفاقية نيو ستارت عام 2011، وتم التمديد لمدة 5 سنوات في عام 2021 بعد أن تقلد الرئيس الأمريكي “جو بايدن” منصبه. وتعتبر هذه المعاهدة آخر اتفاقية لمراقبة الرؤوس الحربية النووية بين واشنطن وموسكو.
تفاصيل معاهدة نيو ستارت
تسمح معاهدة نيو ستارت للمفتشين الأمريكيين والروس، بالتأكد من امتثال واشنطن وموسكو للاتفاقية.
كما تلتزم روسيا والولايات المتحدة، بموجب الاتفاق بنشر رؤوس نووية استراتيجية لا يتجاوز عددها 1550 و 700 من وقاذفات القنابل وصواريخ بعيدة المدى كحد أقصى.
كذلك يستطيع كل جانب القيام بعمليات تفتيش لمواقع السلاح النووي، تصل إلى 18 عملية كل عام، من أجل التأكد أن الطرف الآخر لم يقم بانتهاك بنود المعاهدة، ولكن بموجب الاتفاقية في مارس عام 2020 تم تعليق عمليات التفتيش بسبب جائحة كورونا، كوفيد-19.
وكان من المقرر أن تستأنف عمليات التفتيش بعد إجراء محادثات بين موسكو وواشنطن، ولكن أجلت روسيا ذلك دون أن يحدد موعداً جديداً.
ما السلاح النووي الذي تشمله معاهدة نيو ستارت؟
إن السلاح النووي الذي تتعامل معه معاهدة نيو ستارت هو الصواريخ النووية الطويلة عابرة القارات. وقد حددت الاتفاقية ترسانة واشنطن وموسكو النووية من الصواريخ الطويلة المدى، بحيث لا يزيد عددها في القواعد الأرضية على 700 رأس نووي وفي الغواصات 1550 رأس نووي مع وجود 800 منصة ثابتة وغير ثابتة، من أجل استخدامها في إطلاق الصواريخ النووية .
ولا تفرض هذه المعاهدة أي قيود على تطوير أو اختبار أو نشر برامج نووية جديدة، ولا تُقيد المعاهدة قدرات موسكو التقليدية بعيدة المدى. أو برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي الحالي أو المستقبلي.
تهديد روسيا بالانسحاب من اتفاقية نيو ستارت
وفق وكالة رويترز، أعلنت روسيا في فبراير الجاري أنها تريد الحفاظ على معاهدة نيو ستارت. بالرغم من أنها وصفت النهج الأمريكي في الحد من التسلح بالمدمر.
وتمتلك واشنطن وموسكو معاً حوالي 90% من السلاح النووي في العالم. ولقد أكد الطرفان على ضرورة تجنب وقوع حرب بين الدولتين النوويتين مهما كان الثمن.
لكن حرب روسيا و أوكرانيا، دفعت بالقوتين إلى حافة المواجهة المباشرة أكثر من أي وقت سابق خلال 60 عاما الماضية.
ووجهت الولايات المتحدة الأمريكية تهمة انتهاك معاهدة نيو ستارت إلى روسيا. حيث لم تعد تسمح موسكو بإجراء عمليات التفتيش على أراضيها. كما حذرت من أن تصميم الدول الغربية على هزيمتها قد يمنع تجديد الاتفاقية عندما ينتهي العمل بها عام 2026.
ما تفسير انسحاب موسكو من معاهدة نيو ستارت؟
اعتبر “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأمريكي أن قرار موسكو بتعليق معاهدة نيو ستارت. اتفاقية خفض الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية. غير مسؤول ومؤسف جداً، لكنه أكد أن بلاده مازالت إلى الأن مستعدة للحوار بخصوص هذه القضية.
كما انتقد الأمين العام لحلف الناتو” ينس ستولتنبرغ” قرار روسيا في تعليق مشاركتها في اتفاقية نيو ستارت. حيث قال “آسف لقرار موسكو في تعليق مشاركتها في اتفاقية نيو ستارت”
وكانت هذه الاتفاقية هي المعاهدة المتبقية لمراقبة السلاح النووي بين واشنطن وموسكو. وقد زادت المخاوف من وقوع مواجهة نووية بين القوتين منذ حرب روسيا وأوكرانيا. وهو ما كان واضحاً جداً في خطاب الرئيس الروسي بوتين الذي ذكّر فيه العالم بحجم ترسانة روسيا وقوتها النووية. حيث قال أنه سيدافع عن وحدة الأراضي الروسية حتى لو اضطر لاستخدام كل الوسائل الضرورية لذلك.
اقرأ أيضا مقالة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئة إلى كييف وهذا ما قاله للرئيس زيلينسكي