ملجأ الرئيس الأوكراني زيلينسكي في أوكرانيا… كيف يبدو؟
استطاع الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن يرتب رؤية ابنه "كيريلو" الذي يبلغ 10 سنوات كل عشرة أيام مرة واحدة ، وأيضاً لديه ابنة بالغة تدعى "أوليكساندر".
عام كامل مضى على الحرب الأوكرانية التي أشعلتها روسيا . وبالتأكيد لديك الفضول لمعرفة تفاصيل حياة الرئيس الأوكراني زيلينسكي والوزراء والمسؤولين خلال هذه الحرب.
قررت المحررة السياسية في صحيفة تايمز البريطانية “كارولين ويلر” أن تذهب إلى داخل مقر الحكومة في كييف وكتبت كل ما شاهدته في هذه الزيارة. إليك التفاصيل من موقع “العالم في ثواني”.
كيف يبدو مقر الحكومة الأوكرانية بنكوفا؟
تقول المحررة “كارولين ويلر” ، إن أكثر ما أثار دهشتها عند دخول مقر الحكومة الأوكرانية “بنكوفا”. هو الظلام الشديد الذي يعم المكان، حيث تغلق الستائر وتطفأ الأنوار من أجل حماية المبنى من الهجمات الجوية وتقليل خطر استهدافه من القناصة.
كما قالت، أن يوم وصولها كانت تتعرض كييف لهجوم قوي رداً من روسيا على جولة، قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل 10 أيام تقريباً إلى المملكة المتحدة وأوروبا، والتي ضمنت المزيد من العقوبات على روسيا ومعدات وأسلحة جديدة لأوكرانيا.
وكانت المحررة تفترض أن الظلام هو تدبير مؤقت، بسبب الهجوم الأخير ولكنها علمت أنه سمة دائمة، كما أضافت أنها لم تكن تستطيع تلمس طريقها ولم تكن قادرة على رؤية قدميها إلا بفضل مصباح هاتف أحد الحراس.
ملجأ الرئيس الأوكراني زيلينسكي .. كلمات المرور السرية يصعب على الروس نطقها
وتستطرد المحررة السياسية “كارولين ويلر”، يعتبر بنكوفا كتلة خرسانية فيها مكاتب محاطة بحلقة فولاذية، ويوجد فيها نقاط تفتيش مع حراس مسلحين في الشوارع المحيطة بها، ولا يسمح بالدخول إلا من يملك الوثائق وجواز سفر صحيح، حتى السيارات المدنية لا يمكنها الاقتراب، كما يطلب الجنود من المشاة كلمات مرور سرية تتغير بشكل يومي، وهي غالباً كلمات مصطنعة وليس لها معنى ومن الصعب على الروس نطقها.
وتصف الكاتبة هذا المكان من الداخل بأن كل نوافذه وأبوابه محجوبة بأكياس الرمل، قائلة أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي تعرض منذ بداية الحرب الأوكرانية لمحاولات اغتيال عديدة، ففي شهر مارس العام الماضي، صرح رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني “أوليكسي دانيلوف” أن الرئيس استطاع النجاة من 3 محاولات اغتيال خلال أسبوع واحد فقط.
وعندما كانت تنتظر في غرفة داخل بنكوفا كشفت الكاتبة لصحيفة تايمز أنها مازالت على ضوء الهاتف، وكانت ترى العسكريين يدخلون ويخرجون من مكاتبهم وهم يرتدون الزي الكاكي.
وعندما بدأ القصف للمرة الرابعة في ذلك اليوم. لم يتحرك أي أحد في مقر الحكومة بأي حركة، ولم يختبئ أحد تحت الأرض.
ووفق وكالة رويترز، وردت معلومات استخباراتية تفيد بأن الجيش الروسي كان يخطط لشن هجوم على المقر خلال الصيف.
كيفية حماية الرئيس الأوكراني زيلينسكي عند وقوع الحصار
شاهدت المحررة السياسية “كارولين ويلر”، استراتيجياً عسكرياً يخرج من أحد مكاتب المقر الضخمة، وتحت ذراعه خريطة كبيرة مطوية، حيث كان ذاهباً لحضور اجتماع عسكري للحكومة، وذهب في ممر عليه إشارات تحدد نقاطاً عديدة لإطلاق النار، من أجل مساعدة القوات الأوكرانية على حماية الرئيس الأوكراني زيلينسكي في حال حدوث حصار.
وبعد فترة قصيرة وقف جندي كان يجلس بالقرب منها على قدميه. وكذلك آخرون في الغرفة التي تجلس فيها الكاتبة. حيث شاهدت الرئيس وتعرفت عليه بوضوح من خلال حجمه الصغير والغطاء الأسود الذي يضعه على رأسه ويحمل عبارة “أنا أوكراني”، كان يتحرك في الغرفة وحوله مجموعة من المستشارين.
وكان المستشار والصديق المقرب للرئيس “أندريه يرماك” بين الأشخاص الذين لحقوا به. وكان الاثنان قد وصلا للتو من أوروبا بعد الانتهاء من الزيارة الدبلوماسية.
وقالت المحررة كان العام الماضي بمثابة امتحان لتحمل زيلينسكي والمسؤولين الذي يعملون معه 18 ساعة في اليوم، وكانوا بالكاد يقضون وقتاً مع عائلاتهم لأنهم ينامون في المكاتب المظلمة من أجل حمايتهم
أكثر الأمور ضغطاً على الرئيس الأوكراني زيلينسكي
استطاع الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن يرتب رؤية ابنه “كيريلو” الذي يبلغ 10 سنوات كل عشرة أيام مرة واحدة ، وأيضاً لديه ابنة بالغة تدعى “أوليكساندر”.
وقال أحد مساعدي الرئيس للمحررة، إن العيش في مكان مظلم بعيداً عن زوجته “أولينا” وأطفاله، من أكثر الأمور التي تشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على زيلينسكي.
وقد تحدثت المحررة السياسية مع “يرماك” بشأن التحديات الكبيرة التي واجهتها الحكومة في عام كامل منذ بداية الحرب الأوكرانية. ويرماك هو مدير مكتب الرئيس وهو أيضاً محام سابق، وافق على إجراء مقابلة صحفية مع المحررة داخل غرفة الاستقبال في بنكوفا.
وقالت الكاتبة، أنها نقلت إلى غرفة الاجتماعات الضخمة. وكانت أضوائها ساطعة لفترة مؤقتة من أجل إجراء المقابلة ، فشعرت بشعور الحيوان الخلد، وهو يخرج إلى ضوء الشمس.
الحياة صعبة في مقر الحكومة الأوكرانية بنكوفا
إنها الذكرى الأولى لدخول قوات روسيا إلى أوكرانيا. ولقد قلل الكثيرون في كييف ولعدة أشهر من احتمال دخول الجيش الروسي بمن فيهم الرئيس زيلينسكي. رغم تحذيرات المخابرات الأمريكية والبريطانية المستمرة وقد قام زيلينسكي بإعلان الأحكام العرفية.
وقد نقلت الشخصيات المهمة والبارزة بالحكومة الأوكرانية فوراً إلى الملاجئ تحت الأرض. وكشفت المحررة السياسية أن أحد الأشخاص في بنكوفا. قال لها إن الحياة هنا صعبة لا نستطيع رؤية الشمس ولا نعرف الوقت. وأضاف هذا الشخص ليس من المستغرب أن تشعر بالجنون. إذا كان بوتين شعر بالجنون عندما كان في مخبئه أثناء وباء كورونا. فأنا أشعر بالضيق الشديد من البقاء فترة طويلة في مثل هذه الظروف.
هذا وقد كانت الخطة الأولية هي الاختباء تحت الأرض لمدة أسبوع. ولكن ما جرى من أحداث تسبب في تغيير الخطة. وعندما سيطرت القوات الروسية على العديد من المدن والبلدات في أوكرانيا. بدت التوقعات لأسابيع عدة أن العاصمة كييف ستسقط لا محالة.
وقد عاش الرئيس الأوكراني زيلينسكي وكبار مساعديه فترة طويلة من الشهرين الأولين تحت الأرض. وخرجوا بشكل متقطع، لكي يطمئنوا الناس بأن الرئيس موجود ولم يفر.
تعهد المقربين من الرئيس زيلينسكي بعدم إفشاء المعلومات
كما وكان على الأشخاص الموجودين بجانب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالمقر تحت الأرض. أن يتعهدوا بعدم إفشاء أي معلومات حول موقع القبو أو تصميمه أو وسائل الراحة بداخله. ولم يسمح لهم أيضاً بالتحدث عن الطعام الذي يتناولونه.
ولقد عايشت المجموعة الموجودة في القبو الحرب الأوكرانية، من خلال هواتف الآيفون،
كما كانت أيام الرئيس عبارة في الغالب عن اجتماعات و مكالمات ومقابلات مع قادة دول العالم، وكان نومه متقطعاً ومضطرباً.
وبعد ساعات من هجوم القوات الروسية ، قام الحراس داخل مقر الحكومة بنكوفا، بإطفاء الأضواء. حيث اندلعت معارك بالأسلحة النارية في المنطقة المحيطة بالحي الحكومي. وقدموا بنادق هجومية وسترات واقية من الرصاص إلى زيلينسكي و مساعديه.
اقرأ أيضا مقالة رئيسة وزراء أسكتلندا تعلن استقالتها والسبب التحول الجنسي وهوسها بالانفصال