سياسة

ملف إيران النووي .. طريق معقد وشائك بين أمريكا وإيران

لا أحد يجهل مسألة ملف إيران النووي، والطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والذي بدأ في اتخاذ مسار العلنية حتى وصل تقريبا، إلى قرار بوقف المفاوضات، وربما يأتي بعدها قرار بزيادة العقوبات على إيران، من أجل الضغط عليها، وإجبارها على الخضوع، دون أن يُستبعد في أي وقت الخيار العسكري.

والواضح أن توجه أمريكا، سيكون من خلال فرض قيود جديدة على ملف إيران النووي، الذي يعتبر كارثة حقيقية على المنطقة، ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية فيها.

ولقد حذرت أمريكا، من أن إيران تقوم بمماطلة المفاوضات، حتى تنتهي من إنتاج اليورانيوم المنضب بنسبة تؤهلها، لتصبح دولة نووية.

تقريران يرسمان صورة رهيبة عن ملف إيران النووي

وفي تقرير نشره صحفي أمريكي. يدعى مارك فيتزباتريك جاء فيه، أنه يجب أن يتم فرض القيود على ملف إيران النووي  ،لأن الحاجة إلى ذلك أصبحت أكثر مما مضى.

كما قال الصحفي إن التقريرين. اللذين صدرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 30 مايو، بشأن ملف إيران النووي، يقدمان صورة مرعبة، عن ذلك البرنامج. فقد قامت إيران، بإنتاج أكثر من 43 كيلو غرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة 60%، واليورانيوم مادة انشطارية، تكفي لصنع سلاح نووي في حال تم تخصيبه بنسبة 90%، وقد تستغرق هذه العملية أسبوعين فقط، ولكن سيستغرق الأمر من إيران، أشهر عديدة أخرى لتحصل على سلاحها النووي، من اليورانيوم عالي التخصيب، وربما عامين، حتى تتمكن من تثبيته على أحد الصواريخ.

ضرورة فرض القيود على إيران

إن المفتشين، لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى أماكن إنتاج أجهزة الطرد المركزي. كما لا يمكنهم المراقبة عن بعد على مدار الساعة. من خلال الكاميرات التي تم تثبيتها في منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو.

إن أجهزة المراقبة تلك، ماتزال في الموقع، ولكن المفتشين لا يمكنهم الحصول إلى البيانات التي تصدر عنها، فهم يقومون بزيارة نطنز في الأسبوع مرة واحدة.

وإذا نظرنا إلى المدة القصيرة التي تلزم لتخصيب اليورانيوم حتى يصل ملف إيران النووي إلى المستوى العسكري. سنجد آن توقيت عملية التفتيش خاطئة، لأنه من السهل جدا  تصوير سيناريوهات. تظهر فيها إيران أنها تمنع أحد العمليات الاسبوعية من التفتيش. بحجة وجود خطر صحي، وقد  تدعي أيضا بحدوث هجوم تخريبي. مثل الهجوم الذي وقع شهري يوليو وأبريل  لعام 2020  في نطنز.

ويمكن لإيران عن طريق هذا السيناريو، أن تسرع خطواتها لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وإخفائه. بينما تتابع في الوقت نفسه، عمليات التسليح التي كانت قد أوقفتها في عام 2004، لهذا كما نرى. أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لفرض القيود، على ملف إيران النووي.

اتفاق إيران النووي و إسرائيل

إن ملف إيران النووي، لا يخص الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وإنما يخص خلفائها في المنطقة أيضا، وبالأخص إسرائيل التي تعتبر الدولة الإيرانية عدوا حقيقيا، وتسعى دائما إلى تصفية العاملين في البرنامج  النووي الإيراني، في وقت تقف فيه الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن تحقيق أي تقدم على مستوى المفاوضات.

ولا بد هنا أن نذكر ما جاء في تقرير تم نشره في موقع إلكتروني يدعى “ذا هيل”، ونقلته صحيفة CNN، أن وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد قال: “إن إيران ستقضي على إسرائيل، وليس لدى إسرائيل النية أن تسمح لها بذلك” .

ملف إيران النووي معقد وشائك، وأمريكا هي الطرف الخاسر

وفي نهاية مقالنا هذا علينا أن نستنتج، أن ما تقوم به إيران من مماطلة واستهلاك للوقت من، خلال المفاوضات العقيمة حول الملف النووي الإيراني ، سنصل إلى طريق شائك ومسدود وستكون أمريكا هي الطرف الخاسر، وإيران هي الطرف الرابح لأنها تعمل على استغلال الوقت الزمني لإبعاد الأنظار عن ما تفعله في برنامجها النووي.

 

كما أن استعادة خطة العمل المشتركة والشاملة، لن تقوم بحل القضية الأساسية. التي تتعلق بنشاط إيران السابق في مجال السلاح النووي.

بالإضافة إلى ذلك، إن أفضل ما تقدمه الدبلوماسية، هو كسب الوقت، لتحقيق المزيد من التقدم في الوقت اللاحق.

وفي حالة ملف إيران النووي، بات الوقت مهما جدا، كأنه سلعة، يسعى المفاوضون إلى شرائه الآن بأي ثمن.

اقرأ أيضا مقالة القارة السمراء .. ساحة حرب بين روسيا وفرنسا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة