سياسة

ملف اللاجئين .. مادة للابتزاز السياسي والمالي والبحر المتوسط أعظم مقبرة لهم

شدد وزير الداخلية الفرنسي" جيرالد دارمانان" على أن فرنسا لن تقبل بأي فعل يتعارض مع قانون البحار

ملف اللاجئين وصل الأمر ببعض الدول إلى استغلاله ، وخاصة مع ازدياد أزمة النزوح. سواء بالنسبة للظروف التي يعيشها اللاجئ الهارب من موطنه في معظم الأحيان. بسبب الحرب أو التهديد أو تدهور في ظروف المعيشة، أو بالنسبة إلى الدول المضيفة أو الدول التي تعد وجهة اللاجئين الأفضل حول العالم،

حيث تقوم هذه الدول باستغلال هذا الملف، كمادة للابتزاز السياسي، لذلك تتربع أزمة الهجرة والنزوح قمة الأزمات الدولية.

كما أن العالم يواجه صعوبات وتحديات عديدة، من أجل معالجة الأزمات التي سببتها أزمة الهجرة والنزوح أساسا،

أهمها قلة المساعدات الدولية، حيث يسعى الملايين، للهرب من الحروب والفقر إلى دول مستقرة وقادرة على توفير مستقبل أفضل لهم.

وقد تسببت هذه الأزمة بضغوط هائلة على البلدان التي تتصدر الدول المضيفة. لأنها تعمل بكل طاقتها للعناية والاهتمام، بهذه الموجات السكانية التي تتعرض لمخاطر عديدة. أما بالنسبة إلى اللاجئين فقد أدت الأزمة إلى تدهور منهجي، لنوعية حياتهم ولحقوقهم ومستوى التعليم بالنسبة إلى أبنائهم.

وتعد الدول الأوروبية أفضل وجهة للنزوح، مما نجم عنه ما عرف بأزمة اللاجئين إلى أوروبا وأيضا تعرف بأزمة المهاجرين. وتلك الفترة بدأت منذ عام 2015، بوصول مجموعات كبيرة من الأشخاص إلى دول الاتحاد الأوروبي. عن طريق جنوب شرقي أوروبا برا أو عبر البحر المتوسط، بعد أزمة النزوح في تركيا.

الاتحاد الأوروبي وملف اللاجئين

والأن ننتقل إلى ملف اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، حيث سجل الاتحاد الأوروبي نسبة عالية جدا من طلبات اللجوء الغير مسبوقة. وصل عددها عامي 2015 و2016 إلى أكثر من مليون طلب، لكن هذه الأعداد انخفضت بشكل واضح خلال العامين الأخيرين.

لأول مرة قدم أكثر من 100 ألف شخص في أواسط عام 2021 طلباً، من أجل الحصول على الحماية الدولية في إحدى الدول الأوروبية بزيادة 115% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020 عندما سجل 48370 لاجئا.

وزيادة بنسبة 9% عن الثلث الأول من عام 2021 عندما سجل 95265 لاجئا.

ويعود سبب هذا الانخفاض لأسباب كثيرة، منها حظر السفر الذي تم فرضه بعد تفشي وباء كورونا “كوفيد-19”. والعقوبات التي تمنع قبول طلبات اللجوء واستخدام اللاجئين، كورقة ضغط داخلية وخارجية يلعب بها السياسيون أثناء حملاتهم الانتخابية، فيصبح اللاجئ عالقا بين أمرين الحسابات السياسية من جهة، وبقائه مشردا على الحدود.

إغراء اللاجئين بتأشيرات مجانية

مثل ما حصل على حدود الدولتين بولندا وبيلاروس، حيث شهدت هذه الحدود تلاعب بملف اللاجئين المحتملين، من أفغانستان وسوريا والعراق واليمن ، من قبل المسؤولين.

حيث جاء في صحيفة CNN، وصحف أخرى أن الرئيس البيلاروسي “ألكسندر لوكاشينكو” قام بإغراء اللاجئين برحلات طيران رخيصة و تأشيرات مجانية، ثم يجبرهم بالتوجه إلى الغرب، للضغط على الاتحاد الأوروبي بعد العقوبات التي قامت بروكسل بفرضها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ولقد نفى لوكاشينكو لاحقا أن يكون، قد وجه الدعوة إلى الآلاف، من أجل خلق الأزمة على الحدود.

كما أضاف، “أخبرتهم أنني لن أحتجز لاجئين على حدود بلادي، فابقوا عليهم عند الحدود. وإذا واصلوا القدوم فسأبقى على موقفي، ولن أمنعهم لأنهم لم يأتوا إلى بلادي إنهم قادمون إلى بلادكم”. كذلك قال: احتمال كبير أن تكون قوات بلادي قد ساعدت اللاجئين على العبور إلى بولندا، لكن لم توجه عاصمة بيلاروسيا ” مينسك” الدعوة إليهم.

وقال” لوكاشينكو” بلهجة فيها تهديد، ” أنه من يعتقد أن مينسك، ستقوم بإغلاق حدودها مع ليتوانيا وبولندا ولاتفيا وأوكرانيا، وتصبح مقر إقامة للاجئين من إيران وأفغانستان وسوريا وليبيا والعراق وتونس، فهو مخطئ”.

ملف المهاجرين و ابتزاز مالي

والآن نفتح ملف اللاجئين مع بريطانيا حيث وعد رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون. خلال حملة بريكست البريطانيين أن يستعيد السيطرة. على حدودهم. لكن تراجع عدد طالبي اللجوء الذين تم ترحيلهم إلى الاتحاد الأوروبي. بعد أن تم استبعاد بريطانيا من اتفاقيات الاعادة. التي تم ابرامها بين الدول الأعضاء، كما أن وصول اللاجئين بشكل كبير زاد من توتر العلاقات بين فرنسا ولندن. حيث أن الحكومة البريطانية تتهم فرنسا بأنها لا تبذل جهودا كافية. لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها بالرغم من الأموال التي تم إرسالها لهذه الغاية.

شدد وزير الداخلية الفرنسي” جيرالد دارمانان” على أن فرنسا لن تقبل بأي فعل يتعارض مع قانون البحار، ولا أي ابتزاز مالي تقدمه حكومة بريطانيا، ولقد جاء تعليق الوزير الفرنسي على إعلان بريطانيا، أنها عازمة على إعادة قوارب المهاجرين إليها عن طريق القنال الإنجليزي إلى فرنسا.

وغرد أيضا “دارمانان” على منصة تويتر، مؤكدا ضرورة أن تبقى بريطانيا ملتزمة بتعهداتها باستمرار. مشيرا الى أنه قام بتوضيح هذا الأمر مع نظيرته البريطانية “بريتي باتيل”. حيث أنه تحدث معها بخصوص ملف اللاجئين خلال اجتماع جمعهما معا في لندن.

تدل تصريحات “دارمانان” قلق باريس تجاه ملف اللاجئين والخطة التي تنوي بريطانيا تنفيذها بخصوصهم. وهي البدء بإعادة قوارب المهاجرين قبل أن تصل إلى المياه البريطانية في القنال الإنجليزي. وقد حذر الوزير دارمانان في رسالة له للوزيرة البريطانية، أنه سيكون هناك تأثيرات سلبية على التعاون الفرنسي البريطاني في حال أعادت بريطانيا المهاجرين قسرا في البحر.

اقرأ أيضا مقالة  خطة التقشف في ألمانيا والسباق مع الزمن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة