سياسة

ممر سوفالكي .. هل سيؤجج الصراع بين موسكو والغرب؟

ممر سوفالكي، شريط حدودي بين ليتوانيا وبولندا، تتركز المخاوف باتجاهه، لأنه ممر يفصل بين حليف روسيا بيلاروس. وكالينينغراد المدينة الروسية الاستراتيجية على بحر البلطيق.

وقد أقر الحلفاء في قمة حلف الناتو، في العاصمة الإسبانية مدريد، خريطة طريق، تشكل روسيا تهديدا كبيرا ومباشرا، على أمن دول الأعضاء في الحلف.

ومع ختام قمة مدريد ، تزداد احتمالات حدوث تصعيد عسكري، في حال قامت روسيا بعزل، دول بحر البلطيق الأعضاء في الحلف، عن بقية أراضي الناتو، إذا سيطرت على ممر سوفالكي.

وبالتأكيد، سترد الدول الغربية عسكريا ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم الإعلان. بشكل رسمي عن الحرب العالمية الثالثة، والمتوقع أن تحدث مواجهة نووية. كما يقول مراقبون.

ممر سوفالكي النقطة الأضعف في أراضي حلف الناتو

وفق ما جاء في صحيفة BBC، أعادت تقارير إعلامية واستخباراتية غربية، إلى الذاكرة، أجواء الحرب العالمية الأولى، التي انتهت باتفاق سوفالكي 1920. الذي وضعت تسويته، خطوط الحدود الفاصلة بين بولندا وليتوانيا.

وأيضاً أعادت التقارير، ما حدث في الحرب العالمية الثانية، التي أصبحت مدينة كالينينغراد بموجبها، لروسيا بعد هزيمة برلين.

وقد حذرت تلك التقارير. من أن هدف بوتين المقبل، هو منطقة ممر سوفالكي، لكي يبقى إقليم كالينينغراد، قاعدة لروسيا متقدمة في قلب الدول الأوروبية. وخاصة بعد أن أعلن حلف الناتو، في قمة مدريد، قبول عضوية السويد وفنلندا في الحلف، وبذلك يكون جيب كالينينغراد الروسي، على بحر البلطيق، والمسلح نوويا، محاصرا تماما بدول حلف الناتو، مما يزيد من احتمال توجه موسكو، نحو ممر سوفالكي، الثغرة في أراضي الحلف، والتي تعتبر النقطة الأضعف فيها، لكي تضمن، وصولها إلى الاطلالة الاستراتيجية الخاصة بها، على بحر البلطيق، والتي باتت في الوقت الحالي، بحيرة للناتو.

فجوة استراتيجية ونقطة اختناق

يعتبر ممر سوفالكي، طريقا يربط ليتوانيا ودول بحر البلطيق، بالكتلة الغربية وبولندا، وهو الطريق البري الوحيد، كما أنه يمتد إلى نحو 100 كيلو متر، كذلك يفصل حليفة الكرملين بيلاروس، عن مدينة كالينينغراد الروسية الاستراتيجية، التي تطل على بحر البلطيق، في قلب أوروبا، ولا تتصل بريا بالأراضي الروسية الرئيسية.

فجوة سوفالكي، ممر يجعل حلف الناتو مستعدا، للحرب مع روسيا، هو عنوان مقالة، أوضح الباحث سيباستيان روبلين، فيها أن الاستراتيجيين، في حلف شمال الأطلسي، اهتموا بشكل كبير بهذه الفجوة ، وركزوا عليها، حيث أنها لعبت منذ حروب نابليون، وحتى الحرب العالمية الأولى،

دورا مهما، وأصبحت نقطة اختناق حيوية ، معرضة للهجوم من روسيا من عدة اتجاهات، سواء من بيلاروس حليفتها، أو من إقليم كالينينغراد، الذي يضم 15 ألف جندي روسي، إضافة إلى صواريخ باليستية، مضادة للطيران وطويلة المدى، ومدفعية ثقيلة.

أزمة جيب كالينينغراد ودول البلطيق

أصبح إقليم كالينينغراد ورقة موسكو الرابحة، لتهديد الناتو ودول أوروبا، خلال حربها على أوكرانيا. التي دخلت شهرها الخامس، حيث أن روسيا دخلت في حرب، غير مباشرة مع ليتوانيا. التي قامت بفرض الحظر، على دخول الإمدادات الروسية والبضائع، عبر أراضيها إلى جيب كالينينغراد. ثم انضمت بولندا، التي زعمت مواجهة الدول الغربية، على خطوط التماس المباشرة مع حدود روسيا. مما جعل الكرملين، يهدد قبل عدة أيام بالقيام بإجراءات انتقامية، واعتبر إعاقة نقل البضائع إلى الجيب الروسي، حصارا غير مسبوق.

وفي مقابل التهديد الروسي، بالرد على ليتوانيا، أكد “نيد برايس” ، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تمسك بلاده، بالبند الخامس، من ميثاق حلف الناتو. الذي يقتضي الدفاع الجماعي عن دول الحلف، قائلا:

نحن ندعم ليتوانيا، ونجدد التزامنا تجاه الحلف، وقمنا بتعزيز الجناح الشرقي، وخاصة الدول المعرضة أكثر لتهديدات روسيا.

كذلك تطالب دول البلطيق، الثلاثة، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، منذ بداية حرب أوكرانيا، بتحويل قواعد حلف الناتو الموجودة على أراضيها، إلى قواعد ثابتة، باعتبارها خط الدفاع، في الحدود الشمالية للاتحاد الأوروبي، مع الدولة الروسية.

ممر سوفالكي وسيناريوهات الحرب

إن السيطرة على ممر سوفالكي، والاستيلاء عليه، يستلزم مهاجمة إما دولة بولندا أو دولة ليتوانيا، أو كليهما معا. مما سيؤجج حربا بين الناتو وروسيا، لأن موسكو وحليفتها بيلاروس. قامتا بإجراء مناورة عسكرية تدريبية، في خريف عام 2021، قطعا فيها الممر الاستراتيجي .

والمرجح أن يدخل ممر سوفالكي إلى ساحات الحروب الواقعة في الوقت الحالي. حيث لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمواجهات محتملة، مع دول بولندا ودول البلطيق.

والمتوقع أن يكون، هذا الممر منطقة مستهدفة، لتنشئ روسيا من خلاله، ممرا بريا مع بيلاروس وكالينيغراد الروسية. وبذلك يتم قطع الاتصال، بين بولندا وليتوانيا. وتستطيع روسيا الوصول، بشكل أمن وسهل، إلى إقليم كالينينغراد، بما يحقق للجيش الروسي الانتشار. في صورة تهديد مباشر، لجميع دول حلف الناتو، التي تطل على بحر البلطيق.

اقرأ أيضا مقالة رئيس الوزراء البريطاني الهروب من المشكلات… هل يلغيها

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة