البيت الأبيض يتجنب استفزاز موسكو والانزلاق إلى الصراع
ساهم البيت الأبيض منذ بدء حرب روسيا وأوكرانيا في توجيه ضربات فعالة ضد السفينة البحرية الروسية وكبار القادة الروس. وذلك من خلال زيادة كمية المعلومات الاستخباراتية التي شاركتها مع كييف. ولكن جهد إدارة جو بايدن يثير تساؤلات كثيرة، فما هو المدى الذي يريد البيت الأبيض أن يذهب إليه لمساعدة الجيش الأوكراني في محاربة القوات الروسية؟ ولماذا يحاول أيضا تجنب الانزلاق في الصراع الروسي الأوكراني وتجنب استفزاز موسكو؟
إدارة بايدن تحظر معلومات استخبارية دقيقة
ويرى مسؤولون في الإدارة الأمريكية وجود قيود واضحة على المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها أمريكا مع أوكرانيا. منها حظر تقديم معلومات دقيقة من أجل استهداف كبار القادة الروس بالاسم, كجزء من جهود إدارة جو بايدن تجنب تجاوز خط قد تعتبره روسيا تصعيدا. وبالرغم من ذلك, كانت الحدود التي رسمتها إدارة بايدن تعسفية. ويعود سبب ذلك بشكل جزئي إلى أن النتيجة النهائية هي نفسها. القضاء على كبار القادة الروس من خلال شن ضربات أوكرانية. كما أشار بعض المسؤولين الحاليين والسابقين. كما أن أي تقييم أمريكي للمواقف والأفعال التي قد تستفز روسيا، يعتمد على تفكير شخص واحد فقط، هو الرئيس الروسي بوتين.
البيت الأبيض يسير على خط رفيع
كما قال الرئيس السابق لوكالة استخبارات الدفاع، الجنرال المتقاعد “روبرت اشلي”:
يجب أن تفكر مثل فلاديمير بوتين وتحاول أن ترى ما يراه تجاوزا للخط الأحمر. وأضاف الجنرال: هذا الخط الأحمر هو خط قد يكون موجودا فقط في رأس بوتين. وربما لا يكون قد فكر فيه حتى. كذلك إن قرارات توسيع المعلومات الاستخباراتية التي يرغب نهج البيت الأبيض في مشاركتها بشكل تدريجي. كانت تعتمد أولا على أحكام مسؤولي إدارة جو بايدن بدلا من أن تستند على أي تقييمات متغيرة حول الكيفية التي تنظر إليها موسكو إلى فعل أو إجراء معين.
تم في الأسابيع الأخيرة تحديث إرشادات تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية. من أجل مساعدة الجيش الأوكراني في تنفيذ العمليات الهجومية على منطقة في دونباس. وهكذا أصبحت القرارات الأمريكية تعكس الواقع المتطور في أوكرانيا، كما هو على أرض الواقع. حيث أعادت روسيا تركيز جهودها العسكرية بعد عجزها في الاستيلاء على كييف.
بالإضافة إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” جون كيربي يوم الجمعة: لن أصف أي خط بأنه رفيع أو وهمي، المعلومات الاستخباراتية التي نقوم بتقديمها لأوكرانيا قانونية وشرعية ومحدودة. ونحن نحرص كثيرا بشأن ما نقوم بمشاركته ومتى نشاركه.
دعم أمريكا للجيش الأوكراني
كما قامت أمريكا بتقديم أسلحة بمليارات الدولارات وأقرت إدارة جو بايدن بشكل علني بأنها تقوم بتقديم معلومات استخباراتية لأوكرانيا. ولكن مع استمرار الصراع، وقضاء الجيش الأوكراني على أهداف عديدة وبارزة. سعت الإدارة الأمريكية إلى ضبط كيفية وصف التأثيرات التي تقوم المعلومات الاستخباراتية بإحداثها في ساحة المعركة بعناية. وهذا تمييز ولا يوجد فرق بالنسبة بالنسبة لبعض المسؤولين السابقين. كذلك صرح وزير الدفاع الأمريكي السابق والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية فيكتور بلاكويل، الجمعة قائلا:
الجميع يعرف أننا نقوم بتبادل المعلومات الاستخباراتية، مع أوكرانيا. ونقدم معلومات استخبارية حول المدفعية والأنظمة الأخرى التي تستخدمها القوات الأوكرانية. ولهذا السبب لا أرى بأي شكل من الأشكال على أن هذا يعتبر نوعا من التصعيد، بل أراه يحافظ على العلاقة التي تم انشائها في بداية هذه الحرب.
وإلى الآن، لم تتخذ روسيا اي إجراء ضد البيت الأبيض أو الناتو ردا على دعمها العسكري والاستخباراتي الدائم لأوكرانيا. وقالت مصادر إن موسكو ربما تمتنع عن الهجمات الإلكترونية لأسباب عديدة. فقد تكون قلقة من أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنتقم بشن هجوم إلكتروني. وبالتالي سيؤدي هذا إلى إدخال عنصر آخر من الفوضى في عملية عسكرية فوضوية و غير منظمة بالفعل. وقد تحافظ موسكو أيضا على حذرها عندما يحدث صراع مباشر مع الولايات المتحدة أو الناتو.
اقرأ أيضا مقالة الأسلحة الأمريكية: صواريخ جافلين في أوكرانيا منتهية الصلاحية