سياسة

موسكو وكييف … مباحثات في الوقت المثالي

المباحثات أتت في توقيت مثالي تظهر فيه أوكرانيا في وضع من الصعب أن تضمن استمراره وتكراره

ما الجديد عن الصراع بين موسكو  وكييف؟

لاتبشر الأنباء القادمة من ساحات القتال بخير وفير لموسكو. حتى وإن كانت هناك دلائل على تفوق قواتها  في جنوب شرقي أوكرانيا. في وقت تقوم فيه القيادة في أوكرانيا بالإعراب عن مواقف متشددة أكثر من السابق تجاه النداءات التي تتعالى على المستوى الإقليمي والعالمي، تدعو كلا من روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المباحثات.

وفي حين تظهر روسيا أنها تجنح نحو السلم. ربما بسبب ما تواجهه من هزائم على صعيد المواجهة العسكرية التي بررتها القيادة الروسية العسكرية والسياسية، باعترافها بأن الجيش الروسي أضحى في مواجهة مع حلف الناتو بشكل مباشر بكل قدراته اللوجستية والمادية، تقف أوكرانيا منتشية بما حققته من انتصارات آخرها احتفل به الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع جيشه في مدينة خيرسون.

مباحثات موسكو وكييف .. عدم التخلي عن الثوابت

المعروف أن روسيا قد أعلنت أن خيرسون أرضا روسية. ولا يوجد أي شخص يملك حق التنازل عنها أو التفاوض بخصوصها. لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من الأراضي الروسية. وذلك بموجب التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء حولها في يونيو ويوليو عام 2020، وهاهو “زيلينسكي” يعلن أنه لم يقوم بإغلاق الباب أمام مفاوضات موسكو وكييف، وقال أن “أوكرانيا ستتحدث مع الدولة الروسية التي ستكون مستعدة للسلام حقا”، في إشارة منه إلى ما سبق وأعلنه من أن ذلك غير ممكن إلا إذا تغير رئيس البلاد، معلنا شروطه الموجزة في قوله “حول حتمية استعادة أوكرانيا كل ما سيطرت عليه روسيا، من أراض في الدونباس والقرم و مقاطعتي خيرسون و زاباروجيا، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، والعمل على تعويض بلاده كل الخسائر التي نجمت عن الحرب ومعاقبة كل شخص مجرم فيها مع ضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.

وكل الشواهد تؤكد أن هذه الشروط غير قابلة للتنفيذ فقط، وأيضا لا تستحق عناء التفكير، وفق مصادر روسية وتناولته وكالة رويترز.

وبالرغم من أن روسيا أعلنت مواقف متشددة مشابهة لموقف أوكرانيا في أكثر من مناسبة. وكلها كانت تشير إلى أن التفاوض حول مصير أي جزء من أجزاء أراضي روسيا مستحيل وغير ممكن. وما جرى السيطرة عليه من الأراضي الأوكرانية كان يخضع للسيادة الأوكرانية حتى الأمس القريب في مقاطعتي خيرسون و زابوروجيا. فإنها كشفت بعض المرونة، وقد صدر ذلك عن عدد من مسؤولين روسيين رسميين مقرونة بإعلان بخصوص عدم التخلي عن ما حدده الكرملين من أركان وثوابت.

الوساطة التركية والأمريكية والفرنسية

اقترب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قاب قوسين أو أدنى. من نجاح ما يهدف إليه من وساطة بين موسكو وكييف جرت أحداثها في اسطنبول في شهر مارس الماضي. وقد أسفرت هذه الوساطة عن نتائج كان من الممكن أن توقف هذا النزاع قبل أن يستفحل ويتطور بإعلان روسيا ضم مناطق أوكرانيا الأربعة.

والأن يعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “جو بايدن” موقفا شبيها بموقف الرئيس التركي. حيث كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”. عن بعض ملامح هذا الموقف حيث قامت بنشر تسريبات حول اتصالات قام بها مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي “جيك سوليفان” مع مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  للشؤون الخارجية” يوري أوشاكوف”، وسكرتير مجلس الأمن القومي “نيكولاي باتروشيف”.

وفيما يبدو أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” قد أعلن أنه من الضروري تكثيف الجهود الدبلوماسية . وذلك استجابة لما أعلنت عنه موسكو وكييف بطريقة غير مباشرة من استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات. وقد دعا الرئيس الفرنسي أيضا إلى حوار الطرفين بعيدا عن اتخاذ قرارات متسرعة، ووضع شروط مسبقة حاسمة.

وهناك ما يشير إلى أن هذه المباحثات أتت في توقيت مثالي. تظهر فيه أوكرانيا في وضع من الصعب أن تضمن استمراره وتكراره. وهي التي الآن ما زالت تحتفل باستعادة خيرسون. في الوقت الذي تتصاعد فيه أصوات من روسيا بما جرى من تهاون وتقصير اضطرت معه القوات العسكرية الروسية الانسحاب من خيرسون بالرغم من التبريرات التي تقال ومنها أن الانسحاب من  خيرسون خطوة تكتيكية من أجل تعديل مسار العملية العسكرية الخاصة.

اقرأ أيضا مقالة مجلس الأمة يعلن موافقته على عدد من الرسائل الواردة إليه

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة