موكب علم القدس: القوميون الإسرائيليون يدخلون الحي الإسلامي

سار الآلاف من الإسرائيليين الملوحين بالأعلام فيما عرف بـ ” موكب أعلام القدس” في مناطق إسلامية في البلدة القديمة بالقدس الشرقية في حدث يعتبره الفلسطينيون استفزازيًا للغاية. ويقول قصر الرئاسة الفلسطيني إن إسرائيل “تلعب بالنار”. يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه التوترات بشكل خاص بعد شهور من الحوادث المميتة.
تحتفل المسيرة باحتلال إسرائيل للقدس الشرقية في حرب عام 1967. إن المشهد بالقرب من مدخل باب العامود في المدينة القديمة كان صاخبًا، حيث كان الشباب الإسرائيليون يهتفون ويرقصون ويحملون الأعلام ويعزفون الطبول وهم يتجهون نحو الحي الإسلامي بشكل استفزازي للغاية. وكانت بعض العائلات اليهودية الإسرائيلية من بين الحشد تحمل عربات أطفال على الدرج الضيق. وكان هناك تواجد مكثف للشرطة الإسرائيلية، وكان بعضهم مع كلاب تحرس المتظاهرين.
موكب أعلام القدس واستفزاز الفلسطنيين
في هذا المكان عادة ما يكون هناك أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين يقومون بأعمالهم أو يجلسون على الدرج في ذلك الوقت من اليوم. لم يكن هناك سوى عدد قليل من الصحفيين الفلسطينيين. وبينما هتف بعض المتظاهرين “شعب إسرائيل حي!”، كانت هناك هتافات أيضًا مسيئة للفلسطينيين، حيث صاح المتظاهرين المحتلين بعبارات مثل “الموت للعرب”! و “أتمنى أن تحترق قريتك!”
فريق بي بي سي الذي كان يغطي الحدث تعرض للإهانات اللفظية ودفعه بقوة من قبل اثنين من المتظاهرين، مما تسبب في فقد المصور جزءًا من معداته. القوات الإسرائيلية المجاورة أوقفتهم. وبالنسبة للقنوات العربية والمحلية مثل سكاي نيوز عربية والعربي والجزيرة وغيرهم فقد تعرضوا للشتم ووقف التصوير والاعتداءات من قبل المستوطنين المحتلين خلال مظاهراتهم. لقد ظهروا أمام العالم كله بأفعالهم المشينة وسلوكياتهم الوحشية. إنهم محتلون يسعون إلى طمس الهوية لشعب صاحب أرض وحق ويظنون أنهم سيفعلون ذلك يومًا.
في وقت سابق، وقبل موكب أعلام القدس كانت هناك مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في موقع مقدس في المدينة القديمة. بعد فترة وجيزة، صعد مئات الزوار اليهود، بمن فيهم نائب من اليمين المتطرف، إلى موقع أعلى التل. حيث رقص بعضهم ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية وسجدوا للصلاة، قبل أن توقفهم الشرطة.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا عن المتحدث باسم الرئيس نبيل أبو ردينة قوله أن “إسرائيل تلعب بالنار بشكل غير مسؤول ومتهور بالسماح للمستوطنين بتدنيس الاماكن المقدسة” في القدس الشرقية.
يُسمح لغير المسلمين من اليهود وغيرهم بزيارة الموقع في أوقات معينة. لكن لا يسمح لهم الصلاة أو عرض رموز وطنية أو دينية، وذلك بموجب اتفاقية مع السلطة الإسلامية التي تدير المجمع منذ أمد بعيد. لكن المتطرفون الإسرائليون يتعمدون خرق ذلك على مرأى العين دون خوف أو خجل.
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
بالإضافة إلى موكب أعلام القدس ففي العام الماضي، اندلع صراع مدمر استمر 11 يومًا بين الكيان المحتل و الفلسطينيين في غزة في يوم القدس. عندما أطلق قادة حماس في غزة صواريخ باتجاه المدينة بعد اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في الموقع المقدس. تقام مسيرة العلم في يوم القدس في إسرائيل، وهي تمر عبر باب العامود كل عام باستثناء عام 2021. وهو العام الذي غيرت سلطات الاحتلال مسارها بسبب الأوضاع المضطربة.
وانتهت المسيرة في الموقع اليهودي المقدس لحائط المبكى المتاخم لحرم المسجد الأقصى. في أجواءٍ مشحونة بين الجانبين جرت مسيرة هذا العام. كما يأتي ذلك بعد اتهامات متبادلة بشأن مقتل مراسلة الجزيرة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. التي اغتالها قوات الاحتلال برصاصة غادرة خلال أدائها لعملها وهي ترتدي سترة الصحافة في الضفة الغربية المحتلة في 11 مايو.
إقرأ أيضًا: مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلها الاحتلال عمدًا