نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس… استقامته نقطة ضعفه
كان بنس ماهراً في عمله وممارسة مسؤولياته، وكان داعماً للرئيس السابق دونالد ترامب
قام “مايك بنس” نائب الرئيس الأمريكي السابق بإصدار مذكراته الشخصية، في نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السابق “دونالد ترامب” ترشحه للانتخابات الرئاسية 2024. ما الذي يعنيه ذلك؟
الجواب عن هذا السؤال بديهياً، وهو أن بنس يسعى لخوض غمار المعركة الرئاسية بمعزل عن ترامب، كما أن صفحات مذكراته تبدو وكأنها بداية لطريق جديدة، حيث حملت عنوان “لذا ساعدني ياالله “، So Help Me God.
وهذه العبارة يختتم بها المسؤولين الأمريكيين، وخاصة الرؤساء قسمهم، عندما يتولون السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.
مايك بنس بين المبشر والسياسي
تعتبر مسيرة “مايك بنس” الإنسان المحافظ واضحة جداً، وكان دائماً أقرب إلى رجل الدين والمبشر من رجل السياسية، حتى وإن أثبت بعد ذلك أن السياسي يمكن أن يكون مخلصاً وصادقاً، كما توصي الدوافع الدينية النبيلة.
وقد أغضب بنس الجماهير بشكل كبير عندما أصبح حاكماً على ولاية إنديانا، وذلك حين قام بالتوقيع على قانون إحياء الحرية الدينية.
وبعد ذلك قام منتقدوه، باتهامه بأن قراراته دائماً تمييزية ضد المثليين والعابرين جنسياً وثنائيي الجنس، فقد سمح لشركات الأعمال أن ترفض تقديم خدماتها بناء على المعتقدات الدينية.
ولكنه تعرض لضغوط الاحتجاجات، فقام بتوقيع تعديل يطالب الشركات، بأن لا تمارس أي تمييز ضد الأشخاص المثليين، وهذه المرة أثار انتقادات المحافظين الذين أحسوا أنهم تعرضوا للخيانة، عندما وقع على هذا التعديل.
وقع “مايك بنس” الوالد لثلاثة أطفال قانوناً يحظر الإجهاض، ولاحقاً تم ابطاله بحكم محكمة الاستئناف.
بنس ساند ودعم الرئيس السابق دونالد ترامب
وعندما أصبح” مايك بنس” نائباً للرئيس ترامب في عام 2017، شارك في أكبر تجمع أمريكي ضد الإجهاض الذي يعرف بـ”مسيرة من أجل الحياة”، واستمر في المشاركة فيه بانتظام، وكان أول نائب رئيس يشارك في هذا التجمع.
كان بنس ماهراً في عمله وممارسة مسؤولياته، وكان داعماً للرئيس السابق دونالد ترامب. فقد دعمه عندما مضى في اتجاه إعفاءات ضريبية تاريخية. كما سانده عندما قام بخطوات حاسمة ضد كوريا والصين. ووقف بجانبه عندما قرر أن يعين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا.
كان “مايك بنس” يمتلك كاريزما أمام وسائل الإعلام ، التي امتدحت قدراته في نشر أفكاره بلغة رفيعة وقدرات واسعة.
كما حرص بنس على أن يعمل في الظل كثيراً، وكان يتجنب أن يكون حاضراً في تفاصيل كثيرة.
الخلاف بين مايك بنس ودونالد ترامب
وفق صحيفة CNN، تجلى طريق الخلاف بين مايك بنس والرئيس السابق دونالد ترامب منذ الأيام الأولى لكليهما في البيت الأبيض، حيث وصف بنس قرار ترامب الذي يمنع فيه المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بأنه غير دستوري وعدواني.
كان بنس عندما حلت جائحة كورونا في الطليعة، وقد قاد فريق العمل في الكواليس. حيث أنه قفز على البيروقراطيات التقليدية، من أجل إبطاء انتشار الفيروس، ولدعم المعامل والمختبرات. مما ساعد في الوصول إلى اللقاحات المطلوبة.
ولكن انهارت علاقة أربع سنوات، أظهر فيها “مايك بنس” الولاءات كاملة للرئيس ترامب على صخرة الكابيتول هيل. حيث حاول الآلاف في ذلك النهار أن يقفوا في وجه مسيرة تثبيت انتخاب الرئيس “جو بايدن” رئيساً جديداً للولايات المتحدة.
لقد انهارت العلاقة بينهما عندما قام ترامب بالضغط على بنس لكي يقوم بنس بإلغاء الانتخابات. وبسبب التشكيك في ولاءات بنس من قبل ترامب سيد البيت الأبيض. قام المحتجين بالعنف بنصب مشنقة أمام الكونغرس وهتفوا “الموت شنقا لمايك “.
وقد صرح بنس في مقابلة له حديثة مع قناة “ABC” الأميركية، “إن الكلمات المتهورة التي قالها ترامب. خلال خطابه الذي ألقاه في منتزه بالقرب من البيت الأبيض في السادس من يناير، عرضتني وعرضت آخرين للخطر”.
وتابع بنس، إن ترامب أراد أن يكون جزءاً من المشكلة، مما دفع الجموع المحتشدة إلى اقتحام مبنى الكابيتول.
هل أصبح “مايك بنس” أمل الجمهوريين؟
أكد مايك بنس أن الجمهوريين بحاجة إلى قيادة جديدة، وخاصة بعد انتخابات التجديد النصفي التي أخفقوا فيها في جمع شتاتهم.
في حوار له قال بنس، أنه يعتقد أن هناك خيارات أفضل في 2024، وهو واثق جدا من أن الناخبين الجمهوريين. سيختارون بحكمة في السباق التمهيدي، كما أنهم سينظرون للدور الذي يمكن أن يمارسه في الأيام القادمة بعين الاعتبار.
يدرك بنس إن هناك الملايين من الأمريكيين يدعمون ترامب، وعندما سيقرر أن يرشح نفسه سيكون بحاجة إلى أصوات الأمريكيين ودعمهم في جميع أنحاء البلاد.
ويبقى السؤال الأساسي ، هل ينوي “ماك بنس” الترشح لمنصب الرئاسة خلال عامين؟
اقرأ أيضا مقالة اتفاقية الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تهديد محتمل لحركة الناشطين