ناظم زهاوي الكردي العراقي المؤتمن على أموال بريطانيا

ناظم زهاوي، هو الرجل الذي اختاره بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، وزيرا للمالية ، بعد ريشي سوناك. ويعتبر منصب وزير الخزانة ، في بريطانيا المنصب الثاني بعد منصب رئيس الوزراء .
ورغم نفي زهاوي، أنه قد هدد جونسون، بأن يتخلى عنه إذا لم يختاره لتولي المنصب، فرئيس الوزراء الذي عرف بأنه مناور سياسيا، يشتري الولاءات ويتفادى الأزمات،يرجح أنه كان يمكن أن يقوم، باختيار ليز تراس وزيرة الخارجية للمنصب، فهي أبرز المرشحين وأقواهم، لخلافة جونسون، من أجل أن يستمر حزب المحافظين، في الحكم لمدة سنتين، حتى يأتي موعد الانتخابات العامة.
وسبق أن قام بوريس جونسون، بترقية تراس إلى منصب وزيرة الخارجية، بعد أن كانت في منصب وزيرة التجارة الدولية، حتى يضمن أنها، لن تقوم بمنافسته على رئاسة الحكومة والحزب.
لكن الأسرع، كان صعود ناظم زهاوي، في حكومة جونسون، وحزب المحافظين، حيث أنه كان وزيرا صغيرا، لشؤون التطعيمات و اللقاحات، أثناء أزمة كورونا، وفي نهاية العام الماضي، أصبح زهاوي وزيرا للتعليم. وفي هذا الأسبوع، يوم الأربعاء، تولى منصب وزير الخزانة، وبذلك أصبح الشخص المهم الثاني، في الحكومة البريطانية.
ناظم زهاوي عراقي كردي
تولى ناظم زهاوي، حقائب وزارية صغيرة في حكومة حزب المحافظين، برئاسة ديفيد كاميرون، وبعد ذلك حكومة تيريزا ماي، التي كانت قبل حكومة جونسون.
لكن الزهاوي لم يصبح عضوا، في مجلس الوزراء البريطاني، إلا في نهاية العام الماضي.
كما أنه نائب عن حزب المحافظين في البرلمان، منذ عام 2010. عن دائرة ستراتفورد أون إيفون.
ومنذ دخوله البرلمان، كان عضوا، في لجان برلمانية متخصصة عديدة.
ولقد كان ناظم زهاوي من المؤيدين لجونسون، و الموالين له، عندما كان يواجه نواب الحزب، الذين اعترضوا على فضائح جونسون المتكررة، وطريقة تجاهله القوانين والقواعد، أثناء تعامله مع فضائحه. وفق وكالة رويترز .
من هو ناظم زهاوي الذي تولى منصب وزير الخزانة في بريطانيا؟
وعند قراءة السيرة الذاتية الرسمية لناظم، نجد أنه ولد في بغداد، مواليد 1967، من أسرة كردية عراقية، هاجرت إلى بريطانيا منذ عام 1976. واستقرت في ساسكس، وقامت بتسجيل ابنها ناظم في مدرسة خاصة، واقعة في جنوب غرب لندن.
وقد تابع الزهاوي دراسته في كنغز كوليدج، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية.
وعندما تخرج عمل فترة قليلة في شركة دولية، وفي مطلع القرن الحالي قام بتأسيس، شركة يوغوف لاستطلاع الرأي، وتقديم الاستشارات، وعرفت هذه الشركة بتوقعاتها لنتائج الانتخابات، وتقوم هيئات وحكومات وشركات كبرى، بشراء الخدمات التي تقدمها، شركة يوغوف.
السياسة لحماية أعمال زهاوي
دخل ناظم زهاوي إلى السياسة، لمصلحة أكراد العراق في تسعينات القرن الماضي. وكان تحت جناح القيادي في حزب المحافظين، الكاتب جيفري آرشر. الذي استطاع الوصول إلى منصب نائب رئيس الحزب، وبعد ذلك استقال من البرلمان بعد فضائح عديدة. وهو الآن عضو في مجلس اللوردات في بريطانيا، بعد أن استعاد ثروته، من خلال كتبه، التي حققت مبيعات عالية.
كما أسس زهاوي مع ستيفن شكسبير، الناطق الإعلامي لآرشر سابقا، شركته الأولى.
جمع ناظم زهاوي، بين النشاط السياسي والأعمال، في خليط يحمل نفس ميزات المحافظين التقليديين. وكان لناظم دور بارز في الترويج للصندوق الخيري لجمع التبرعات لأكراد العراق. وقد أسس هذا الصندوق آرشر عام 1993، لجمع التبرعات لمصلحة أكراد العراق.
ركز زهاوي على عمله، حتى عام 2010، عندما قام بترشيح نفسه، للمرة الأولى لعضوية مجلس البرلمان البريطاني. وفاز حينها في الانتخابات.
وبعد ذلك قدم استقالته، من رئاسة مجلس إدارة شركته يوغوف، لكنه قبل ذلك، بقي يجمع بين العمل والسياسة منذ منتصف التسعينيات، عندما تم انتخابه عضواً في مجلس حي واندسوورث في العاصمة البريطانية. وحتى بعد أن دخل البرلمان، بقي ناظم زهاوي، كبير الاستراتيجيين في شركة الطاقة، غلف كيستون بتروليم، حتى يناير.
ذكاء ناظم زهاوي الإعلامي
لم يكن ناظم زهاوي، يعيش بعيدا عن الأعلام، وذلك لأن شركته يوغوف، كانت محط اهتمام وسائل الإعلام. التي تنشر نتائج الاستطلاعات، التي تقوم بها هذه الشركة. وبالأخص في وقت الحملات الانتخابية.
ولكن لم يرد اسم زهاوي في الإعلام، بشكل إيجابي، دائما فقد قامت بعض الصحف البريطانية، بالتعرض إلى ثروته، من دون اتهامات. حيث أن بيته الواقع في دائرته الانتخابية، يزيد سعره على عشرين مليون دولار.
وفي عام 2017، قامت صحيفة “الغارديان” بنشر تقرير، جاء فيه أن ناظم زهاوي، يقوم بشراء عقارات في لندن، تبلغ قيمتها 35 مليون دولار ، وأنه يقوم مع زوجته لانا، بإدارة مدرسة لركوب الخيل.
لا يبدو هذا غريبا بحكم اسثماراته الكبيرة و نشاطه الاقتصادي الشرعي، الذي يتيح له دخلا، يمكنه العيش ببذخ كبير.
اقرأ أيضا مقالة خليفة جونسون .. أبرز المرشحين في منصب رئاسة حزب المحافظين