هجوم على إيران مفاجئ … ماذا تخطط له الإدارة الأمريكية وإسرائيل ؟
فوجئ العالم بعد هذا التوقف الطويل بهجوم على إيران مفاجئ ومثير بتوقيع أمريكي إسرائيلي على مصانع الدرونز
قامت الحكومة الأمريكية بتنفيذ هجوم على إيران عام 1980. من أجل تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في سفارتها بطهران. وكانت هذه العملية الفاشلة والتي سميت “مخلب العقاب” الهجوم الوحيد لأمريكا على إيران.
لقد خططت الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الهجوم الخاطف مستخدمة حاملة طائرات وطائرات مقاتلة وهليكوبترات وطائرات شحن عسكرية ومارينز وقوات خاصة،ولقد قامت العاصفة الترابية، بإحباط هذه العملية ومنذ ذلك الوقت تكتفي أمريكا بالرد عن بعد وتنتقم من خلال عمليات انتقامية بالوكالة، ولا تقوم بهجوم مباشر.
هجوم على إيران بالمسيرات.. هل أوكرانيا متورطة في هذا الهجوم؟
فوجئ العالم بعد هذا التوقف الطويل بهجوم المسيرات على إيران بشكل مفاجئ ومثير، بتوقيع أمريكي إسرائيلي على مصانع الدرونز . وقد تم الهجوم على أصفهان بطائرات مسيرة، فكان رداً قوياً وواضحاً على مشاركة الطائرات المسيرة “الدرونز” الإيرانية في الحرب الروسية الأوكرانية.
عادت إيران و الغاز والنفط والمنطقة إلى الواجهة، بعد تصاعد خلاف واشنطن مع بكين، ونشوب الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي نفس السياق، كانت المناورات الأمريكية الإسرائيلية التي تمت في الأسبوع الماضي حدثاً هاماً. حيث كانت موجها ضد إيران بشكل واضح. وقد شملت المناورات التدريب على التعامل مع التهديدات النووية، وتنفيذ هجوم على إيران يعتبر رسالة لها وليس إعلان الحرب. كما أن طهران قادرة على إعادة تأهيل المناطق المدمرة، ولكن أصبحت ضمن دائرة أهداف الحرب الروسية الأوكرانية.
لا دخل لنا في حرب أوكرانيا، ولا في تنفيذ هجوم على إيران. ولكن طهران قامت بنقل المعركة الروسية إلى منطقة الشرق الأوسط، بما تتجاوز النزاع على سوريا.
ويقوم الإعلام الروسي بدفع حكومته لدعم إيران وبرنامجها النووي، ومن المستبعد أن تفعلها روسيا لعدة أسباب.
ما هدف إيران من تزويد روسيا بالطائرات المسيرة الدرونز؟
كما أن إيران عندما وافقت أن تصبح المزود الرئيسي لموسكو بالطائرات المسيرة الدرونز كانت تدرك أنها تدخل لعبة خطيرة آخرى، ويعتقد المحللون أن هدفها أن تساوم عليها مع دول الغرب، من أجل أن تعود إلى اتفاق الملف النووي وفق شروط أفضل لصالحها، باختصار دخول إيران في حرب أوكرانيا هدفه المفاوضات مع فيينا.
المفاجئ ردة فعل الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن حيث قام بهجوم على إيران بشكل مباشر، ولم يقم كما كان يحدث سابقاً باستهداف وكلائها في الخارج.
وفق وكالة رويترز، ردت وسائل الإعلام الروسية، بتسويق الإشاعات حيث قالت أن هدف أمريكا وحلفائها من قصف المراكز العسكرية الإيرانية، هو التعتيم على المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
ولكن المفاوضات الأمريكية الإيرانية ليست سراً سواء التي حدثت في نيويورك أو في فيينا بين السفير الإيراني في منظمة الأمم المتحدة والمسؤول الأمريكي عن الملف النووي الإيراني “روبرت مالي”.
إن هدف أمريكا من تنفيذ هجوم على إيران هو الضغط على طهران للتوقف عن إرسال الأسلحة إلى روسيا والأرجح في حال إصرار إيران على موقفها واستمرت في إرسال صواريخها وطائراتها، سيستمر استهدافها.
هجوم على إيران… هل تغامر أمريكا وتستهدف طهران؟
تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تدمير منظومة صناعة المسيرات والصواريخ العسكرية حيث يمكن الوصول إليها، لأن مواقعها مكشوفة على عكس المشروع النووي المحمي بترسانة، مخفي تحت الأرض بعمق ثمانية أمتار، و بغطاء من الإسمنت من مترين ونصف المتر.
هل تغامر أمريكا بحرب مع إيران؟ هل تملك العزيمة والرغبة وهي التي انسحبت من أفغانستان قبل 24 شهراً؟
لأن حرب أوكرانيا بالنسبة لأمريكا أمنها المباشر واتحدى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده تظهر أنها مستعدة لتواجه النظام الإيراني.
يمكننا القول أنها المرة الأولى التي نشعر بها أن أمريكا مستعدة. من خلال استعراضها لقدراتها ومناوراتها مع إسرائيل وزيادة وجودها العسكري وتنفيذها هجوم على إيران وقصفها المراكز العسكرية في أصفهان وإن لم ننتبه لذلك رسمياً.
إيران تستطيع تغيير المعادلة
وأخيراً سؤالنا هل من السهل استهداف إيران أم سيزيد الوضع تعقيداً؟
إضعاف النظام في إيران يعتبر خبراً سعيداً للمنطقة وأوكرانيا. ولكن لا أحد يستطيع المراهنة على ذلك، لأن طهران تستطيع تغيير المعادلة إذا قامت بمساومة أمريكا. بالتوقف عن إمداد روسيا بالأسلحة مقابل إحياء ملف الاتفاق النووي. والمعادلة هنا ستكون مختلفة لأن دول الغرب تريد محاصرة روسيا لا طهران بالضرورة.
ورغم هذا تضعف إيران مع الوقت وكثرة الصراعات، لم تعد كالسابق مركز قوة تستطيع أن تفرض شروطها. حيث أصبحت قيادتها هرمة والعقوبات الاقتصادية مستمرة عليها وتعاني أيضاً داخلياً .
اقرأ أيضا مقالة إقالة ناظم الزهاوي رئيس حزب المحافظين بسبب زلة سياسية