هل ينجح بوتين في جمع أردوغان والأسد؟
واللقاء المحتمل تعود جذوره إلى قمة شهر آب في سوتشي والتي جمعت "فلاديمير بوتين" بنظيره أردوغان
هل ينجح بوتين في جمع أردوغان والأسد؟
أطلق قادة روس كبار، خلال يوم واحد ثلاثة تصريحات، بينوا فيها أن موسكو على استعداد أن تجمع أردوغان بالأسد.
وقد تشابهت عباراتهم كثيراً، ولكنها كانت متضاربة إلى حد ما، بخصوص نوع الدور الذي تمارسه روسيا والخطط التي وضعتها لذلك.
إن إطلاق هذه التصريحات من مسؤولين روس كبار يرتبط بسياقين. السياق الأول أن هذه التصريحات تتزامن مع تلويح تركيا بشن عملية عسكرية برية على وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في شمال سوريا، وذلك استكمالاً للعملية العسكرية الجوية التي كانت قد بدأتها قبل أكثر من أسبوع.
أما السياق الثاني فقد جاء بعد المواقف التي قام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” باستعراضها مؤخراً، حيث أشار إلى احتمالية أن يجلس مع النظام السوري عندما أعلن أكثر من مرة أنه ” لا استياء لا خلاف أبدي في السياسة”.
تصريحات القادة الروس الكبار بخصوص جمع أردوغان والأسد
ووفق صحيفة CNN، نشرت صحيفة روسية، يوم الجمعة. تصريحات القادة الروس الثلاث. أولاً صرح “ألكسندر لافرنتيف” مبعوث الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى سوريا. إنه “لا مشكلة في التوقيت بالنسبة للتقارب بين تركيا ودمشق ، لكن في الرغبة بالتقارب بين الدولتين “، وأضاف أيضاً أن إمكانية جمع أردوغان مع الأسد، “متوفرة بشكل دائم، وموسكو تؤيد إمكانية ترتيب عقد مثل هذا الاجتماع “.وثانيا ، نقلت الصحيفة الروسية عن” ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الروسي، أن “روسيا لا تقوم بفرض وساطة على تركيا ودمشق “. لكنه قال: ” نحن مستعدون لترتيب عقد اجتماع بين أردوغان والأسد إذا طلب منا “.
وأضاف” بوغدانوف” ، لم يتم القيام حتى الآن بعمل ملموس على الصعيد السياسي، ولا يوجد لدينا مثل هذه التفاصيل.
كما أظهر “ديمتري بيسكوف” الناطق باسم الكرملين استعداد روسيا لتسهيل جمع أردوغان مع الأسد.
كذلك أكد بيسكوف أن “موسكو مستعدة أن تكون واسطة في المفاوضات بين الرئيس السوري والرئيس التركي “، لكنه أوضح أنه لا يوجد حتى الآن خطط محددة حول هذا الموضوع.
جمع أردوغان والأسد محتمل
لا تعرف روسيا حتى الآن الأهداف التي تريدها من جمع أردوغان والأسد. وهل ستنجح في خرق العلاقة المتوترة بين سوريا وتركيا، والتي استمرت منذ سنوات طويلة.
واللقاء المحتمل تعود جذوره إلى قمة شهر آب /أغسطس في سوتشي. والتي جمعت “فلاديمير بوتين” بنظيره أردوغان، حيث طرح بوتين مقاربة من أجل إيقاف التهديدات المتعلقة. بأمن تركيا القومي القادمة من الحدود الشمالية لسوريا، داعياً “أردوغان” لحل الأمر مع الرئيس “بشار الأسد” قدر المستطاع.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف التصريحات التي تتعلق بجمع أردوغان والأسد. وبالتأكيد كانت تنحصر أولاً على تواصل البلدين الاستخباراتي، ثم تطورت العلاقة شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى الشق السياسي من دون أن يتحقق أي شيء ملموس وفعلي في المشهد.
تصريحات النظام التركي والنظام السوري
من جانب تركيا كان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يكرر دائماً عبارته الشهيرة أنه لا استياء مع السياسية ولا خلاف أبدي.
ويعتقد محللون أن تصريحات النظام السوري المتكررة والخاصة من جانب الرئيس التركي لها علاقة بـ”أهداف انتخابية”،ولكن ليس ذلك فقط ، بل ترتبط بجزء بما تطالب به تركيا على حدودها الجنوبية.
أطلقت أنقرة قبل أكثر من أسبوع عملية جوية أطلق عليها اسم “المخلب السيف”. وقد استهدفت هذه العملية مواقع تواجد الوحدات الكردية في الحدود الشمالية لسوريا.
ومع ازدياد ضربات الطائرات الحربية أعلن “أردوغان” أنه. سيقوم بشن هجوم بري من أجل استكمال ما بدأه، مما دفع واشنطن وروسيا لإبداء مواقفهم.
اقرأ أيضا مقالة التقارب الجزائري الروسي يثير قلقاً أمريكياً وأوروبياً