سياسة

ولاية تكساس .. ما احتمالات انفصالها عن الولايات المتحدة الأمريكية

عقد الحزب الجمهوري في أواخر حزيران الماضي، في ولاية تكساس، مؤتمرا وضح فيه برنامجه السياسي للفترة القادمة. وقد قام الحزب، بتفجير مفاجأة من العيار الثقيل. عندما دعم بشكل رسمي ولأول مرة، اقتراح الانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث أنه عمل على إصدار تقرير، طلب فيه من الهيئة التشريعية، أن تقوم بإجراء استفتاء بخصوص الانفصال. مما أثار جدلا واسعا داخل أمريكا، بشأن إمكانية ذلك وهل هو قانوني، بالمقابل حذر آخرون من نتائج خطيرة، على البلاد بآكملها. وخاصة إذا ما سلكت ولاية أخرى، نهج تكساس.

والأن سنناقش في مقالتنا هذه، من صحيفة العالم في ثواني خلفية هذه الدعوات، ومدى جديتها، وهل تستطيع ولاية أمريكية الانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية؟

“تيكيست”.. خطر انفصال تكساس عن الولايات المتحدة

ليست المرة الأولى التي تطلق فيها، من ولاية تكساس دعوات انفصالية، ولكن دعم الحزب الجمهوري لهذا الانفصال، وبشكل رسمي كان صادما على الكثيرين.

فهذه الولاية التي تسمى ولاية النجمة الواحدة تعتبر الولاية الثانية من حيث المساحة التي تبلغ 495 كيلومتراً مربعاً. ومن حيث عدد سكانها 30 مليون نسمة.

فقد عكس تصويت 5000 مندوب، من بين 10000 شخص على هذا البند، في برنامج الحزب، الحالة السياسية والاجتماعية العنيفة، التي تمر بها أمريكا منذ سنوات في العديد من القضايا.

كما ردد المتواجدون ، الخطاب الذي قاله التيار المتشدد في الحزب الجمهوري، بأن جو بايدن لم يفز بانتخابات 2020. كذلك عبروا عن غضبهم من السياسات الحالية، بدءا من رفض زواج المثليين. ومقاضاة المعلمين الذين يحرصون، على مناقشة التوجه الجنسي، إلى منع كافة عمليات الإجهاض، واستعادة الآثار التي أخرجت من ولاية تكساس، وأيضا العودة إلى تدريس، الوصايا العشر في المدارس والصلاة.

 

 

يعرف انفصال تكساس باسم تيكيست، وهو على غرار بريكست، اختصار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وهو ليس الأول من نوعه. حيث دعا رئيس الحزب الجمهوري في ولاية تكساس، إلى انفصال جميع الولايات بعد الانتخابات الرئاسية عام 2020، وعدم السماح لأي ولاية في أمريكا، بالتدخل والتأثير على انتخابات الولايات الأخرى، ورغم أن بعض الديمقراطيين والليبراليين سخروا من هذا القرار، واعتبروه فرصة للتخلص من المتشددين، أو ربما مزحة، إلا أن مراقبين أخذوا هذا القرار بشكل جدي، واعتبروه مثيرا للقلق جدا، ومعقولا عندما ينظر إلى الأحداث الأخيرة.

لأن ملايين الأمريكيين، لم يعتقدوا بأن الرئيس السابق ترامب، يستطيع أن ينجح في الانتخابات الرئاسية، لعام 2016. ويحافظ على الدعم الكبير، الذي يتلقاه رغم اتهامه بقيادة حركة تمرد، للاطاحة بالحكومة.

كما تنبأت فئة قليلة من المحللين، بأن المحكمة العليا ستقوم بالتصويت فعلا، لإلغاء حق الإجهاض، بعد العمل به مدة 50 عاما.

هل تمثل فكرة انفصال ولاية تكساس عن الولايات المتحدة الحزب الجمهوري بأكمله؟

رغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب أشاد، بما وصل إليه برنامج الحزب الجمهوري، في ولاية تكساس الذي أقيم في مؤتمر هيوستن، فقد قام آخرون بانتقاد البرنامج ومنهم غلين وايتلي، قاضي مقاطعة تارانت. الذي صرح بأنه لايمثل جميع الجمهوريين، الذي يحرصون على العمل بحذر، لإيجاد حلول لقضايا. مثل السلامة العامة والاقتصاد، ويركزون على حقوق الفرد وتوفير الفرص للجميع.

كما غرد رئيس مجلس النواب السابق، في ولاية تكساس على منصة تويتر. بأنه يرغب كجمهوري بأن يكون الحزب مهتما أكثر، ببناء اقتصاد أقوى. والعمل على تحسين التعليم، بدلا من دعم الانفصال ، عن الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشير خبراء ومراقبون، أن الذين وضعوا البرنامج هم الجمهوريون المتشددون الملتزمون، بقوة بالتقاليد الاجتماعية المحافظة.

ووفق وكالة رويترز ، التي قامت بنشر مقال، قال فيه أستاذ العلوم السياسية جون توريس، هل سيكون بمقدور المجموعات الانفصالية تحقيق أهدافها أو فرض الانفصال؟

والجواب أنه من الصعب، تصديق ما سيفعله الناخبين في ولاية تكساس. فهل يملكون القدرة على دعم فكرة رفع راية خاصة بهم، وتمزيق العلم الأمريكي.

وبحسب الاستاذ توريس، إذا قرر الحزب الجمهوري في ولاية تكساس. أن يبقى على قيد الحياة، فيجب عليه أن يستفيد من دروس الماضي، وبالأخص تجربة الحزب الفيدرالي في حرب 1812.

والانفصال في دستور الولايات المتحدة الأمريكية ، لا يمنع ولاية تكساس أو أي ولاية أخرى في أمريكا، من مغادرة الاتحاد.

اقرأ أيضا مقالة شينزو آبي … يدعم فوز حزبه وهو في النعش

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة