ولي العهد السعودي يزور تركيا بعد انقطاع سنوات
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يزور تركيا للمرة الأولى منذ عام 2018. العام الذي شهد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ومن المقرر أن يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات هامة مع محمد بن سلمان من أجل إصلاح العلاقات السعودية التركية وعودتها من جديد. وكان أردوغان وجه اتهامات للأمير بطريقة غير مباشرة بأنه وراء مقتل خاشقجي وهو من أعطى الأمر، وهو ما نفاه بن سلمان في ذاك الوقت.
بعد عام من هذه الحادثة التي واجهت فيها السعودية الاتهامات، وخاصة بن سلمان، أدانت محكمة سعودية خمسة أشخاص. ووجهت لهم المحكمة تهمة المشاركة المباشرة في القتل وأصدرت عليهم أحكامًا بالإعدام، خُففت لاحقًا إلى أحكام بالسجن لمدة 20 عامًا. بينما حكم على ثلاثة آخرين بالسجن لمدة تتراوح بين سبع وعشر سنوات بتهمة التستر على جريمة القتل.
ولي العهد السعودي وتوطيد العلاقات مع تركيا
في الوقت الحالي تسعى تركيا إلى توطيد علاقاتها مع دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. وذلك من أجل إبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية تساعد على التعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا الآن.
قبل السعودية قامت تركيا بالعمل على عودة العلاقات مع مصر والإمارات العربية، بعد سنوات من التوتر، ويبدوا أ أردغان نجح في ذلك، وسوف تشهد الأيام القادمة توطيد للعلاقات ومصالح مشتركة.
في غضون ذلك، زار ولي العهد السعودي مصر والأردن خلال هذا الأسبوع في إطار جولته داخل الشرق الأوسط. ومن المقرر أيضًا أن يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر المقبل.
في الأسبوع الماضي قال الرئيس أردوغان، إن محادثات أنقرة مع الأمير محمد بن سلمان، سوف تركز على تقوية وتوطيد العلاقات الإقليمية إلى مستوى أعلى.
قالت وكالة رويترز للأنباء إن الزيارة تهدف إلى تطبيع كامل واستعادة العلاقات مثلما كانت قبل الأزمة، وذلك وفقًا لمسؤول تركي كبير. حيث تم توقيع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن.
ونددت بعض رموز المعارضة التركية بقرار الترحيب بولي العهد السعودي في تركيا وتعهدوا بمواصلة النضال ضد ذلك. حيث انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، هذه الزيارة. يذكر أن هذا الحزب هو الحزب المعارض الرئيسي لأردوغان في تركيا. كما استنكر أيضًا نشطاء حقوق الإنسان هذه الزيارة.
في أبريل الماضي، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسفر إلى المملكة العربية السعودية. وشهدت هذه الرحلة تقارب بين الرئيس والأمير من جديد، ودخلوا في فترة جديدة من التعاون، وفقًا لما صرحا به في ذاك الوقت.
وجاءت زيارة الرئيس التركي للسعودية بعد 3 أسابيع من إيقاف محكمة اسطنبول المحاكمة لـ 26 مواطنا سعوديا. كانوا قد اتهموا في عملية قتل خاشقجي، وكان من بينهم اثنان من مساعدي ولي العهد.
وقال قاضي اسطنبول إن القضية سوف ترفع إلى السلطات القضائية في المملكة العربية السعودية، التي رفضت في السابق تسليم المشتبه بهم.
إقرأ أيضًا: الرئيس التركي أردوغان يغادر السعودية…. هل فتحت صفحة جديدة وانتهت الأوهام؟