تكنولوجيا

5 نقاط ضعف في “شات جي بي تي”.. احذره في هذه الخدمات

أدت هذه الخصائص إلى اعتقاد بعض المستخدمين بأن شات جي بي تي  يمثل تجسيداً لذكاء اصطناعي متقدم بلا عيوب

حظي “شات جي بي تي” بإقبال كبير منذ بدايته، بفضل إمكانيته المتميزة في خلق النصوص من خلال استفسارات يتم توجيهها إليه، بالإضافة إلى سرعته في الرد التي تعطي انطباعاً بأنك تتواصل مع شخص حقيقي يقبع أمامك في المحادثة.

أدت هذه الخصائص إلى اعتقاد بعض المستخدمين بأن شات جي بي تي بالعربي يمثل تجسيداً لذكاء اصطناعي متقدم بلا عيوب، إلا أن الواقع يختلف تماماً، حيث توجد العديد من التحديات التي يواجهها هذا النموذج في جوانب عدة. إليك عزيزي القارئ 5 من نقاط الضعف تكشف عن محدوديات ChatGPT وفق رويترز.

5 نقاط ضعف في “شات جي بي تي”

  • نقص الحس السليم

على الرغم من تمتع شات جي بي تي صور بوصول واسع لمجموعة ضخمة من المعلومات عبر مختلف المجالات، فهذا لا يضمن صحة إجاباته دوماً. يعود ذلك لاعتماده على قواعد بيانات الإنترنت المتاحة للجميع في البحث وتقديم الإجابات، مما قد يؤدي إلى تداخل المعلومات أحياناً.حاولت “أوبن إيه آي” معالجة هذه المشكلة في نسخ ChatGPT الأحدث، ولكن تظهر هذه التحديات بشكل متفاوت بين المستخدمين ولا يمكن التنبؤ بظهورها وتأثيراتها. لذلك، لا يُنصح بالاعتماد كلياً على “شات جي بي تي” أو أي ذكاء اصطناعي آخر للمعلومات التي تحتاج إلى دقة عالية وخبرة متخصصة، مثل المعلومات الطبية، السياسية الأخيرة، أو النصائح في المواقف الحياتية المعقدة.

  • التحديات المتعلقة بمعالجة مهام متعددة معاً

يمكن لـ”شات جي بي تي” بالعربي التعامل مع عدة مهام في رسالة واحدة دون أي قيود، ومع ذلك، غالباً ما تكون الإجابات محدودة بالمهمة الأولى فقط، مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية خصوصاً مع تزايد تعقيد السؤال والمهام المطلوبة.

للتغلب على هذه المشكلة، يمكن تقسيم المهام المعقدة إلى وحدات أصغر قابلة للتنفيذ، بفضل قدرة “شات جي بي تي” على استيعاب الرسائل السابقة واستخدامها للإجابة على التحديات والأسئلة الجديدة.

  • مواجهة إجابات ذات طابع عنصري

يعتمد شات جي بي تي بالعربي بشكل أساسي على المعلومات المتاحة بحرية على الإنترنت،.ما قد يؤدي إلى إنتاج إجابات عنصرية أو تحيزية لأحد الأطراف دون الآخر،.استنادًا لحجم ونوع المعلومات المتوفرة على الشبكة وتفسير النموذج لها.

هذا يعني أن ChatGPT لا يشكل آراءه بنفسه، بل يعتمد على مجموعة الآراء والمعلومات السائدة على الإنترنت، سواء كان ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي أو المنتديات والمواقع المختلفة، وبسبب عدم تنقيح هذه المعلومات، قد تكون بعض الإجابات مسيئة أو تحمل تحيزاًعنصرياً.

  • قيود الوصول إلى المعلومات

تعاني خوارزميات “شات جي بي تي” من قصور في القدرة على الاطلاع على المعلومات المتوفرة أونلاين بشكل مباشر، مما يحول دون إمكانية استفسار النموذج عن أحداث أو نتائج رياضية وقعت مؤخراً، وذلك لأن المعطيات المغذية للنموذج من الأساس قديمة.

لذلك، لا يُنصح بالاعتماد كلياً على المعلومات التي يوفرها النموذج،.حيث قد تكون هناك بيانات أحدث غير متاحة له، وهذا يسري على كافة إصدارات “شات جي بي تي”.بما فيها الإصدارات المدفوعة، فمعلوماتها محدودة بتاريخ أبريل/نيسان 2024.

رغم هذا القصور الذي يعتري ChatGPT،.هناك نماذج تقنية أخرى تمتلك القدرة على الاطلاع المباشر على المعلومات الجديدة، وعلى رأس هذه النماذج “كلود3” (Claude 3) المصمم للبحث العلمي وإنتاج النصوص.

  • افتقار إلى الإبداع

على الرغم من قدرة “شات جي بي تي” على توليد محتوى من مجموعة واسعة من المدخلات وتقديم إجابات قد تظهر بصورة إبداعية في بعض الأوقات،.يظل يعاني من محدودية الإبداع بتنفيذ المهام المتكررة،.حيث تميل الإجابات لأن تكون مكررة عند التعامل مع أسئلة مشابهة.

مستخدمو “شات جي بي تي” في النواحي الإبداعية يلمسون هذا الافتقار،.فيعيد النظام استخدام الصياغات اللغوية ذاتها بتعديل طفيف متناسباً مع السؤال المقدم. على الرغم من وجود نماذج أخرى تقدم نتائج أكثر إبداعاً، يظل ChatGPT ضعيفاً في هذه النقطة.

ما السبب وراء نقاط الضعف والقصور في ChatGPT؟

في بداياتها، كانت “أوبن إيه آي” تعمل كمشروع غير هادف للربح يستند إلى التبرعات لتطوير أنظمتها وخوادمها بأكبر قدر ممكن. لكن، في مرحلة معينة، اختار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للمؤسسة،. التحول نحو تحقيق الأرباح من خلال تسويق نموذج “شات جي بي تي” وطرح نسخة مدفوعة للأعمال والمستهلكين على حد سواء. هذا التحول، الذي يبدو استراتيجياً لجلب المزيد من العائدات والأرباح،.يأتي في ضوء التكاليف الهائلة المرتبطة بعملية تطوير وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي والحفاظ على قدراتها قدر الإمكان.

كذلك تستعين نماذج الذكاء الاصطناعي بخوادم لتشغيل البيانات، وبالتالي، تعتمد جودة ومنطقية نتائج الذكاء الاصطناعي على قوة هذه الخوادم. ولهذا، تبذل الشركات جهوداً مستمرة للحصول على البطاقات الرسومية والمعالجات ذات الكفاءة العالية لضمان تحقيق أفضل أداء ممكن في كل استخدام للنموذج.

وفي أحيان كثيرة، يؤدي الضغط المتزايد على خوادم الذكاء الاصطناعي إلى فقدانها جزءاً من قدرتها نتيجة للأسئلة المتكررة الموجهة إليها،.مما أسفر عن تحديد الوصول إلى “شات جي بي تي” في أوائل إطلاقه وكذلك وجود فترة انتظار للدخول إلى النموذج. هذه المشكلة تمت معالجتها لاحقاً بفضل استثمار “مايكروسوفت” الكبير في “أوبن إيه آي”.

كيف تعاملت شركة “آنثروبيك” مع هذه التقنية

على نقيض ذلك، تعاملت شركات أخرى مثل “آنثروبيك”، التي طورت “كلود 3″،.مع التحديات منذ البداية بتبني نموذج الأعمال المدفوع،.وهو ما يمنحهم الميزة في دقة الإجابات والسرعة، بالإضافة إلى القدرات الإبداعية التي تفوق شات جي بي تي مجاناً. ويسري الحال نفسه على “غوغل”، التي تتمتع بميزة الوصول الكبير إلى خوادمها القوية،.مما يؤهل نماذج ذكاء اصطناعي تابعة لها لتقديم نتائج أفضل.

تستمر “أوبن إيه آي” في مساعيها لتجاوز هذه التحديات رغم العقبات المالية والتقنية الكبيرة التي تواجهها. وعلى الرغم من أن الشراكة مع “آبل” تعد فرصة هامة لجذب إيرادات إضافية من مستخدمي “آيفون”،.فإنه يتوجب عليها بذل المزيد من الجهد للمنافسة بقوة مع أولئك الذين اعتمدوا على نموذج أعمال مدفوع منذ البدء بـ”شات جي بي تي” محدوداً في هذا الجانب.

اقرأ أيضا : تحقيق الربح على الانستقرام .. 6 طرق تضمن لك الربح

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة