الاستخبارات الأمريكية .. المنطاد الصيني برنامج تجسسي تفوق على القمر الصناعي
يمكن توجيه المنطاد الصيني عن بعد مثل المسيرات بسرعة تبلغ 60 ميلاً في الساعة ولأن المنطاد يحلق مع الرياح المرتفعة فإن مساره أقل قابلية للتنبؤ
ربطت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بين المنطاد الصيني الذي قامت الولايات المتحدة الأمريكية. بإسقاطه يوم السبت الماضي وبين برنامج تجسسي واسع النطاق تعمل القوات الجوية الصينية التابعة لجيش التحرير الشعبي على إدارته، وفق صحيفة واشنطن بوست.
كما بدأ المسؤولون في أمريكا بإحاطة الشركاء والحلفاء الذين تم استهدافهم، بمثل هذا البرنامج بخصوص ماهيته.
ولقد تحدث الكثير من المسؤولين الأمريكيين إلى صحيفة واشنطن بوست، ولكن اشترطوا عدم ذكر أسمائهم بسبب حساسية هذه القضية، حيث قالوا أن وظيفة منطاد المراقبة الذي عمل لسنوات عدة بشكل جزئي في مقاطعة هاينان التي تقع مقابل الساحل الجنوبي للصين، هو جمع معلومات عسكرية في المناطق التي لها أهمية استراتيجية بالنسبة للصين، بما فيها الهند واليابان وفيتنام وتايوان والفلبين.
المنطاد المنطاد الصيني برنامج تجسسي وتقنية قديمة تم ربطه عن بعد بقدرات مراقبة حديثة
قال المسؤولون الأمريكيون الذين امتنعوا عن الكشف عن شخصيتهم “أن مناطيد المراقبة تمت مشاهدتها في 5 قارات” وقال مسؤول منهم “ما فعله الصينيون أنهم قاموا باستخدام تقنية قديمة، وعملوا على ربطها بقدرات مراقبة واتصالات حديثة، من أجل جمع معلومات استخبارية عن قوات وجيوش الدول الأخرى وهو يعد جهداً جباراً” .
كما تتم المراقبة من بعيد في الصين، ورغم ذلك تدار من خلال مجموعة واسعة من الأقمار الصناعية العسكرية. حيث عمل جيش التحرير الشعبي على التخطيط للتجسس عبر الغلاف الجوي، أي على ارتفاعات عالية أعلى من ارتفاع الطائرات التجارية باستخدام المناطيد، مثل المنطاد الصيني الذي تم رصده، وهذه المناطيد تحلق على ارتفاع يتراوح بين 18 ألف متر و 24 ألف متر، وقد يكون أكثر. وفق وكالة رويترز.
المنطاد الصيني ساعد في كشف هدف المناطيد الأربعة السابقة
بالإضافة إلى ذلك قال مسؤول منهم، أن الخبراء يجهلون كم يبلغ حجم أسطول المناطيد الصينية لكنهم، يعلمون أنه في عام 2018 كان هناك العشرات منهم.
كما أن الصين استفادت من تقنية قامت بتوفيرها شركة صينية خاصة، وذلك ضمن إطار الجهود المبذولة من أجل دمج الطرفين المدني والعسكري في البلاد، وهذه التقنية هي برنامج قامت الشركات الخاصة من خلاله بتطوير القدرات التي يقوم باستخدامها القوات التابعة لجيش التحرير الشعبي.
كما قال المسؤولون أنه في السنوات الأخيرة تم رصد أكثر من 4 مناطيد، عدا المنطاد الصيني الذي تم رصده في الأسبوع الماضي، وكانت هذه المناطيد الأربعة تحلق فوق فلوريدا وهاواي وتكساس وغوام.
والأهم من ذلك أن 3 مناطيد من تلك الحالات الأربعة شوهدت عندما كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. لكنها فقط في الوقت الحاضر تم تصنيفها على أنها مناطيد مراقبة صينية.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أنه تم رصد مناطيد أخرى في أمريكا اللاتينية والدول الصديقة في المحيط الهادي. وأن مراقبة ودراسة المنطاد الصيني الأخير ساعدت جداً في تفسير التساؤلات عن المناطيد الأربعة الأخرى.
ميزات المناطيد الصينية والفرق بينها وبين الأقمار الصناعية
كما لفت المسؤولون الأمريكيون الذين امتنعوا عن الكشف عن هويتهم لصحيفة واشنطن بوست. أن المناطيد لا تستخدم تقنيات حديثة. ولكنها رغم ذلك لها بعض المزايا مثل تحليقها لساعات فوق الهدف. بينما لا يستطيع القمر الصناعي الذي يدور حول الأرض أن يمكث فوق الهدف لالتقاط صورة له سوى لدقائق معدودة.
كما يمكن توجيه المنطاد الصيني عن بعد مثل المسيرات بسرعة تبلغ 60 ميلاً في الساعة. ولأن المنطاد يحلق مع الرياح المرتفعة فإن مساره أقل قابلية للتنبؤ، وبالتالي من الصعب تتبعه. كما أن إطلاق المناطيد وانتاجها أرخص بكثير من إطلاق الأقمار الصناعية.
وختمت صحيفة واشنطن بوست ماقاله المسؤولون الأمريكيون. أن المنطاد الصيني وبعض المناطيد الأخرى تم أطلقها من الصين على مسارات الطيران التي قامت بنقلها إلى جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضا مقالة محمد خاتمي يقدم مقترحات للخروج من الأزمة في إيران .. هل يملك النظام آذانا صاغية؟