تكتيك أوكرانيا الجديد … هل ينجح بوقف تقدم روسيا على الأرض؟
تقوم أوكرانيا بمغامرة غير محسوبة حيث استهدفت مفاعلا نوويا في زابوريجيا
تكتيك أوكرانيا الجديد، تتجه إليه للحد من خسائرها، ويجنبها المواجهة المباشرة مع الجيش الروسي في المعارك. وأيضا مع إلزام القادة الأوكرانيين. بالتوقف فورا عن تصريحاتهم الإعلامية حول الحرب.
وعقب قيام أوكرانيا بتفجير قاعدة جوية تابعة لروسيا في شبه جزيرة القرم. صرح مسؤولون أوكرانيون إن بلدهم هي المسؤولة عن الهجوم، بينما لم تؤكد الحكومة ذلك.
وقال زيلينسكي الرئيس الأوكراني، بأنها تصريحات غير مسؤولة آمرا المسؤولين. أن يكفوا فورا عن التحدث للصحفيين عن تكتيكات القوات الأوكرانية الحربية.
تكتيك أوكرانيا الجديد واتباع سياسة الأرض المحروقة
ووفق وكالة رويترز، يقول خبير روسي عسكري عن طبيعة تكتيك أوكرانيا الجديد، تقوم أوكرانيا بعد الخسائر التي تكبدتها شرقا وجنوبا، باتباع سياسة الأرض المحروقة، لكي تحافظ على زخم المقاومة، وللحصول على بعض عتاد أوروبا وأمريكا .
كما أوضح الخبير أن تصعيد أوكرانيا والتغير الواضح في بنك الأهداف جاء نتيجة انسحاب جنود الجيش الأوكراني. فهي تقوم الآن بنشر الجواسيس لتنفيذ قصف صاروخي بالأنظمة الأمريكية. لكي تضمن خسائر أقل في جنودها أو التعرض لهزائم وانسحابات جديدة.
كذلك أشار الخبير الروسي، إلى أن كييف تقوم بمغامرة غير محسوبة، حيث استهدفت مفاعلا نوويا في زابوريجيا. وكل تحركاتها الجديدة التي تقوم بها هي محاولة يائسة منها، لتدمير البنية التحتية، لكافة النقاط التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية.
ومع تكتيك أوكرانيا الجديد، قصفت أوكرانيا جسر أنتونوفسكي في مدينة خيرسون للمرة الثانية، فقد صرحت “ناتاليا غومينيوك”، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني المسلح، للقناة التلفزيونية الأوكرانية، أن الضربات التي تم تنفيذها على مدى أيام عديدة، حققت نتائج وأثرت بشكل كبير على جسري كاخوفسكي وأنتونوفسكي.
وتعتبر أهمية جسر أنتونوفسكي كبيرة، لأنه يمثل للإمدادات ممرا رئيسيا لها ، فهو الجسر الوحيد الذي يربط خيرسون بضفة نهر دنيبر الجنوبية.
وقد شن الجيش الروسي في خيرسون، حملة مداهمات بعد أن كشف شبكة تقوم برصد الأهداف، لقصفها من جانب كييف.
التكتيك الأوكراني الجديد.. تجنب المواجهة المباشرة
ويرى المحللون والباحثون في الشؤون السياسية، أن تكتيك أوكرانيا الجديد أحدث تغيرا واضحا، في تحركات كييف العسكرية.
فقد اعتمدت كييف بشكل كامل على الصواريخ الأمريكية والمسيرات المفخخة، دون أن تدخل القوات في مواجهة مباشرة.
والمتوقع أن لا تستمر هذه الاستراتيجية طويلا، بسبب المكاسب التي حققتها روسيا على الأرض. بخلاف أن العقوبات التي تم فرضها على موسكو، لم تحقق أهدافها التي كانت تأملها أوكرانيا.
وفي ميدان المعركة السياسية لحصار روسيا من الخارج، طلب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، من قادة دول الغرب أن يقوموا بفرض حظر سفر يشمل جميع الروس .
و استنكرت روسيا دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي ووصفتها بأنها مستفزة، قائلة، أن على أوروبا في نهاية المطاف، أن تتخذ قرارا بشأن ما إن كانت تريد أن تقوم بسداد فواتير رغبات زيلينسكي.
كما اعتبر المحللون أن دعوة رئيس أوكرانيا غير قانونية ومن المستحيل تطبيقها، لأن عزل روسيا عن الخارج والمحيط الدولي لن يحدث، والدليل على ذلك العقوبات التي وصفت بأنها أقسى وأضخم، عقوبات في التاريخ الحديث، وبالعكس تماما، لم يتم عزل روسيا حتى الآن، فدول الغرب وواشنطن عانيا أيضا من تلك العقوبات.
تكتيك أوكرانيا الجديد.. محطة زابوريجيا النووية تثير ذعرا دوليا
أثارت محطة زابوريجيا ذعرا دوليا والتي تعتبر أكبر محطة نووية في أوروبا، وتوقع الخبراء أنه في حال حدوث الأزمة، فسيكون السيناريو على غرار فوكوشيما.
تكتيك أوكرانيا الجديد أشعل حرب اتهامات بين موسكو وكييف. بخصوص توجيه ضربات صاروخية قريبة، على المحطة النووية زابوريجيا.
وقد تم تخصيص جلسة في مجلس الأمن، لدراسة الوضع في محطة زابوريجيا. اتهم فيها المندوب الروسي أوكرانيا بأنها تدفع العالم إلى كارثة حقيقية نووية. بينما المندوب الأوكراني اتهم روسيا بأنها قصفت المحطة، لتبعد أنظار العالم عن ضربها لمدن وقرى أوكرانيا أخرى.
يعتقد البعض أن أسلوب موسكو، يزيد من خطر وقوع مأساة نووية. لهذا السبب من الأفضل أن تصبح المنطقة منزوعة السلاح. وهذا الحل يعتبر حلا وسطيا، في حال لم ترغب روسيا أن تتراجع عن أي أراضي سيطرت عليها. ويجب أن تكون الدول مستعدة، في ظل هذه الاضطرابات لأي احتمال كارثي، بخصوص محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وهكذا نرى أن تكتيك أوكرانيا الجديد، واتجاهها بتجنب المواجهة المباشرة مع الجيش الروسي، سيكون له تأثيرات كارثية كبيرة.
اقرأ أيضا مقالة رجب طيب أردوغان يلتقط أنفاسه بعد نجاح دبلوماسية الحبوب