جولة الدوحة .. زيارة بايدن إلى السعودية توتر إيران
قلق إيراني يرافقه زيادة في منسوب العدوانية، بسبب زيارة رئيس أمريكا جو بايدن للسعودية، في هذا الأسبوع ، ولقائه الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد حيث تأتي هذه الزيارة ، بعد فشل جولة الدوحة.
كما حمّل روبرت مالي رئيس الوفد الأمريكي، إيران مسؤولية الفشل، لأنها قامت بطرح مطالب إضافية غير متفق عليها، في المحادثات السابقة.
وكذلك حمّل الجانب الأوروبي إيران المسؤولية، وذلك في بيان مشترك أمريكي، ألماني، فرنسي ، بريطاني، على هامش اجتماع مجموعة العشرين، في الدولة الاندونيسية، حيث دعاها إلى التوقف، عن مطالبها الإضافية، والموافقة على الاتفاق بشكله الحالي.
أسباب فشل جولة الدوحة
سارعت إيران وأعلنت فشل جولة الدوحة، التي كانت نتائجها مدار اهتمام، وسائل الإعلام الإيرانية، التي حتى الآن تعكس وجهات نظر متباينة، كما وضعت صحف أصولية اللوم على الغرب، لأنه لم يستطيع أن يتوصل إلى اتفاق، مبينة ما قاله وزير خارجية إيران، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تحمل معها أي مبادرة إلى الدوحة.
بالإضافة إلى ذلك، إن تصلب القيادة الإيرانية، وضعف فريقها التفاوضي، وقراءاته الخاطئة هو السبب في فشل مفاوضات الدوحة، وفق ما جاء في وكالة رويترز.
ربطت صحيفة الشرق بين زيارة بايدن وفشل المفاوضات في الدوحة، فقالت :
الملفت للنظر، أنه لو نجحت المفاوضات النووية الأخيرة، في الدوحة، لكان موقف خصوم الاتفاق النووي الإيراني، في المنطقة أضعف.
لأنهم سيقومون باستغلال الرئيس الأمريكي، للضغط على إيران، التي تخسر كل يوم 250 مليون دولار، بسبب فشل الاتفاق النووي وعدم العودة إليه.
لماذا كشفت موسكو عن زيارة كبير المفاوضين الإيرانيين في جولة الدوحة ولم تعلن إيران عنها؟
بعد فشل الدوحة الصادم، تفاجأ مراقبو الاتفاق النووي ، في إيران، بسفر علي باقر كني ، رئيس الوفد الإيراني إلى روسيا ، قبل أن يقوم بشرح نتائج المفاوضات.
وفي الرابع من تموز، نشرت صحيفة جمهوري إسلامي منشور قالت فيه :
لا تؤدي جميع الطرق إلى روسيا. والنظام الإيراني أصبح يعتمد على الكرملين في كل كبيرة وصغيرة. وإن هذه الزيارات، تدفع البعض للاعتقاد بأن إيران، تحصل على التعليمات من موسكو.
والسؤال الذي تم طرحه، لماذا كشفت روسيا عن زيارة الوفد الإيراني، ولم تعلن عنها إيران؟
إن هذا السؤال، لا يعتبر غريبا على الجدل السياسي الداخلي، حيث تكون القيادة مضطرة إلى التبرير والرد، أو إسكات المنتقدين.
حضر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، قبل جولة الدوحة إلى العاصمة الإيرانية، ليؤكد أن المفاوضات النووية ستكون بموافقة موسكو، وأخذ الضوء الأخضر منها، وبعد انتهائها، ذهب كبير المفاوضين الإيرانيين إلى روسيا، لاطلاع القيادة الروسية على نتائجها. لأخذ التعليمات منها، قبل أن يتم اطلاع الرأي العام في إيران.
لكن التنسيق مع موسكو لم يكن صدفة، ولا يقتصر فقط على البرنامج النووي.
توتر إيراني بسبب زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية
زادت إيران من حدة صدامها مع الدول الغربية، بعد فشل المفاوضات النووية في جولة الدوحة، وبسبب توترها إزاء ما يمكن أن تنتج عنه، محادثات السعودية، وفي الأسبوع الماضي، صادرت بريطانيا صواريخ إيرانية، أثناء محاولة تهريبها إلى الحوثي، وردت إيران باعتقال مساعد السفير البريطاني في إيران، ولكن بريطانيا كذبت الخبر.
وقد اعتقلت السلطات الإيرانية، زوج المستشارة في السفارة النمساوية، وأستاذا في جامعة كوبرنيكوس. كما قامت باختطاف عامل إغاثة بلجيكي، لتجبر بروكسل، تسليمها السجين أسد الله أسدي. المسجون بتهمة التخطيط، لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، عادت إيران إلى سياسة الرهائن التي لم تتركها أبدا.
جولة الدوحة ورسالة علي خامنئي
واشتد التوتر الإيراني، مع رسالة علي خامنئي إلى حجاج المملكة العربية السعودية عشية عيد الأضحى. وهجوم وسائل الإعلام في طهران على تعيين الشيخ محمد العيسى، الأمين العام لرابطة المسلمين، خطيباً في يوم عرفة. بحجة أنه محبوب إسرائيل.
هاجم المرشد علي خامنئي، في رسالته المسجلة في 5 يوليو أمريكا وإسرائيل ودول الغرب. كما حدد مناطق نفوذه الإقليمي. التي تمسك بها في أثناء المفاوضات، مع أمريكا وقد فشلت جولة الدوحة بسبب ذلك.
وهناك تخوف من أن تكون نقطة مركزية في لقاء أمريكا مع السعودية. وقد أراد خامنئي أن يقول في رسالته إلى الحجاج، أن يشرح صراحة مستشاره علي أكبر ولايتي. واستبعد أن تحقق زيارة بايدن للسعودية أي نتائج.
اقرأ أيضا مقالة حزب الله وإسرائيل ودور أمريكا في الترسيم البحري مع لبنان؟