دفن غورباتشوف … والسر في عدم حضور بوتين للمراسم

غياب بوتين عن مراسم دفن غورباتشوف… هل هو خوف من مخاطر أمنية محتملة؟ أم بسبب مواقف غير ودية بين الطرفين؟

بحسب ما صرح به “الكرملين”، واصفاً الرئيس بوتين أنه في أشد حالات الحزن والأسى، وذلك لوفاة أخر رئيس “للاتحاد السوفيتي”، ليعود ويصرح مجدداً في يوم الخميس، أن الرئيس “فلاديمير بوتين” لن يكون موجوداً أثناء دفن غورباتشوف، والذي مات في يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 91 عاماً.

كما وفسر “ديمتري بيسكوف” عدم حضور بوتين لمراسم دفن غورباتشوف ، بأن جدول الأعمال الرئاسي لا يتيح له الحضور في 3 من سبتمبر.

ولكن هناك الكثير من التساؤلات التي تراودنا عن سبب تغيب بوتين للمراسم.

فلأكثر من 20 عام، تولى فيها بوتين السلطة، تباينت علاقته مع “ميخائيل غورباتشوف” بشكل ملحوظ، بين احترام متبادل وانتقادات لاذعة بين الطرفين، ليصلوا إلى مرحلة عدم الود مع مرور الوقت.

الانتقادات الموجهة لبوتين… هل كانت سبباً في عدم حضوره لمراسم دفن غورباتشوف؟

عدم حضور بوتين لمراسم دفن غورباتشوف، أثار الكثير من التساؤلات، فعلى الرغم من محاولة غورباتشوف المستمرة، وحرصه الشديد على كل ما يقوله ويصرح به تجاه بوتين، ومدحه والثناء عليه، لأنه استطاع ترسيخ أركان روسيا طوال فترة توليه الرئاسة، بعد ما شهدوه من فوضى عارمة خلّفها “بوريس يلتسين” خلفه، والتي نشبت تحت حكمه، إلا أن غورباتشوف انتقده بلهجة شديدة في عام 2011. وفق صحيفة CNN.

وفي تصريح أدلى به غورباتشوف “للولايات المتحدة الأمريكية” ، أشار به إلى فلاديمير بوتين، واصفاً سياسته بأنها مبنية على أساس استخدام السلطة، مبيناً أنها شيء خاطئ.

وأضاف قائلاً: أن أي زعيم يطول حكمه عن عشرون عاماً، يكون هدفه الوحيد هو الاحتفاظ بالسلطة والتمسك بها. وأكد أن هذا الشيء يحدث في روسيا حالياً.

فترات تسلم بوتين الرئاسة

وفي تصريح أدلى به للإذاعة، جدد فيه غورباتشوف انتقاداته اللاذعة لبوتين. بسبب توليه منصب الرئاسة 3 مرات متتالية، إحداها بمنصب “رئيس للوزراء” ناصحاً إياه المغادرة.

مما أدى إلى انهيار العلاقة بين غورباتشوف وفلاديمير، وذلك عندما وصف بوتين في شهر ديسمبر من العام 2021 أن سقوط “الاتحاد السوفييتي” كارثة حصلت لروسيا تاريخياً، أدت لحدوث “أزمة اقتصادية”، جعلته مضطراً للعمل بمهنة سائق تكسي، والتي ربما تكون أحد الأسباب التي جعلت الرئيس الروسي يتغيب عن مراسم دفن غورباتشوف.

موقف غورباتشوف من أزمة أوكرانيا

قبل أن ننتقل إلى دفن “غورباتشوف” وجنازته سنتحدث عن موقف هذا الزعيم من الحرب الروسية الأوكرانية. حيث أكثر ما جعل العلاقة تستاء بين الطرفين، هو هجوم روسيا العسكري على أوكرانيا، محتلاً أراضيها في 24 من شهر فبراير، حيث لم يستطع ميخائيل غورباتشوف حينها إدلاء أي تصريح أو في التعبير عن رأيه، وذلك بسبب مرضه الشديد، ولكن ما لبثت أن أصدرت مؤسسته بياناً شديد اللهجة، تدعوا فيه الرئيس بوتين، لوقف الأعمال القتالية بشكل فوري، والمحافظة على السلام بين البلدين عن طريق المفاوضات، وذلك بعد الهجوم الروسي لأوكرانيا بأيام قليلة.

كما وأكدت أنه لا يوجد شيء في هذه الدنيا أغلى من “أرواح البشر”.

دفن غورباتشوف وشبه جنازة رسمية

صرح المتحدث الرسمي لدى “الكرملين”، من خلال سؤال وجه له حول دفن غورباتشوف. وهل سيتم تأبينه بجنازة رسمية، قائلاً في شأنها، أنه سيكون هناك تواجد عسكري من كافة الإجراءات. ومن ضمنها “حرس الشرف الروسي”، دون أن يدلي بمزيد من التصريحات والإيضاحات.

كما وأنه قامت العديد من الدول الأوروبية، بمدح آخر رئيس للاتحاد السوفيتي والإشادة به. والذي وافته المنية عن عمر ناهز 91 سنة، لدوره الكبير والأساسي في إحلال السلام. والقضاء على الحرب الباردة حينها، بعد ردود فعل شديدة، إبان العملية العسكرية التي قامت بها روسيا ضد أوكرانيا.

اقرأ أيضا مقالة اغتيال السياسيين … رئيسة الأرجنتين السابقة تنجو بمعجزة و رؤساء قتلوا على الهواء